سما / وكالات / الماء ينحت الصخر. حكمة قديمة سمعها أغلبنا ويؤمن بها كثيرون وأحد هؤلاء شاب تايواني وقع في حب زميلته في العمل، فقرر عوضاً عن ان يصارحها بمشاعره ان يشن هجوماً ناعماً برسائل يعبر فيها عن حبه العميق تجاهها، وليطلب القرب الحلال منها معرباً عن رغبته بالاقتران بها. وربما ظن العاشق الولهان انه كلما كان "الهجوم" برسائل الحب أقوى كلما صعب على محبوبته مقاومته، وانها في نهاية المطاف ستقع في حبه من خلال هذه الرسائل التي لم تكن تحمل توقيعاً باسمه أو تلميحاً بهويته. تحقق ما أراده الشاب ووقعت زميلته بالحب فعلأً، لكن ليس بحبه هو بل بحب ساعي البريد الذي كان ينقل رسائله التي بلغ عددها 1320 رسالة خلال عامين من المواظبة على إرسالها. لم تختتم خيبة أمل الولهان عند هذا الحد اذ علم ان حبيبته تزوجت من ساعي البريد بعد ان تعرف على الفتاة بفضل رسائل الشاب المجهول، الذي اعتقلته الشرطة بعدما قدّمت الفتاة بلاغاً فيه تفيد بأنه يضايقها برسائله، ليتضح لها انه أحد زملائها في العمل. ربما ليس هناك ما يواسي الشاب "الحبيب" الآن إلا المثل الشعبي العربي القائل "يا بخت من جمع راسين بالحلال"، وذلك طبعاً اذا كان له رديف تايواني، شريطة ان يتذكر مثلاً آخر يقول "بيدي جئت بالذئب الى كرمي".