خبر : السلام في القمامة../يديعوت

الإثنين 19 مارس 2012 12:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
السلام في القمامة../يديعوت



 قضاة محكمة العدل العليا فركوا عيونهم ذهولا: التماس رفعته بلدية البيرة ضد دولة اسرائيل ومجلس بنيامين المجاور ولد تعاونا استثنائيا بين المستوطنين والفلسطينيين الذين اتحدوا كي يدافعوا عن مزبلتهم المشتركة.  بين مستوطنة بساغوت ورام الله يوجد منذ عقد من الزمان موقع قمامة يستخدمه ايضا سكان مجلس بنيامين ومدينة البيرة المجاورة. ويتحمل المسؤولية عن الموقع "اتحاد المدن لجودة البيئة – السامرة"، ويمول السكان الاسرائيليون عمله. اما السكان العرب من جهتهم فمسؤولون عن التغطية اليومية للقمامة من خلال التراكتورات. يدور الحديث عن أحد أوجه التعاون المدني القليل في المنطقة، وهو يتم انطلاقا من ارادة متبادلة. حتى عندما صعدت حماس الى الحكم واصلت المزبلة رائحتها الكريهة، لفرحة كل ذوي الشأن.  غير أنه قررت مؤخرا الادارة المدنية اغلاق الموقع بسبب الضرر البيئي الذي يلحقه وأمرت بفصل القمامة – القمامة اليهودية ستنقل الى موقع واحد، فيما سيلقى بالقمامة العربية الى موقع آخر. بلدية البيرة ثارت ورفعت التماسا الى محكمة العدل العليا وذلك بزعم مسؤوليها الحل الجديد المقرر للمدينة – نقل القمامة الى موقع أبو ديس – ليس عمليا. في التماسهم ادعى ممثلو البيرة بان الموقع الحالي يعمل على مستوى بيئي مناسب من جانب "اتحاد المدن" وان كل بديل فوري آخر ليس افضل من الوضع القائم.  في البداية رفع الالتماس ضد دولة اسرائيل، ولكن ايضا ضد مجلس ماتيه بنيامين و "اتحاد المدن". غير أنه في اثناء المداولات وقف المجلس والاتحاد الى جانب الفلسطينيين وادعوا هم ايضا بانه يجب ابقاء الموقع على حاله الى أن يتوفر حل دائم اكثر ملاءمة من ناحية بيئية. القضاة الياكيم روبنشتاين، استر حايوت ويورم دنسيغر تأثروا بالتعاون النادر: "حبذا لو كان في كل مجال آخر مثل هذا التوافق في الاراء"، قالوا في اثناء النقاش، ووجهوا الادارة المدنية للحوار مع الاطراف وايجاد حل في غضون شهرين، على أن يبقى موقع القمامة حتى ذلك الحين مفتوحا. "وعن هذا يقال: السلام في القمامة"، أجملت القاضية حايوت النقاش. محادثات السلام، إذن، صعدت الى الرائحة الكريهة. مدير عام اتحاد المدن السامرة، اسحق (ايتشا) مئير، رحب بالقرار وقال: "في اعقاب انعدام السياسة الحكومية لمعالجة الموبئات البيئية عابرة الحدود، نحن نتوصل مع جيراننا الى مبادرات مشتركة لحماية البيئة"، شرح أمس. "صحيح أن هذا حل مؤقت، ولكننا متحدون في الرأي".