القدس المحتلة / سما / يعتقد الدكتور "عساف ديفيد" الباحث الإسرائيلي في معهد "ترومان" في الجامعة العبرية والخبير في شؤون الشرق الأوسط أنه من الممكن أن تهز ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط دولة الأردن أيضاً، موضحاً أنه حتى ولو لم يتم الإطاحة بالعاهل الأردني الملك "عبد الله الثاني" فأنه سيفقد الدعم الجماهيري. وحسب الخبير فإن الاضطرابات في الأردن بدأت حتى قبل الاحتجاجات في دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الملك عبد الله، وهو ما فسرته كثير من العشائر المحلية على أنه تعزيز لمكانة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن. وحسب الخبير الإسرائيلي تتضمن السياسة الاقتصادية قرارات مثل بيع قوات الأمن الأردنية أصول تعود ملكيتها للدولة لمستثمرين أجانب، والى اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، حيث أوضح "ديفيد" بأن هذا القرار يقوض من سيطرة العشائر المحلية على القطاع العام فضلاً على أنه يتعارض مع التقاليد الأردنية، ويعزز سيطرة اللاجئين الفلسطينيين على القطاع الخاص، مضيفاً أن نظام الحكم في الأردن يحاول الالتفاف على ذلك والظهور على أنه ليس له علاقة بالموضوع. وقال "ديفيد": أن الدعوة للتحرك ضد نظام الحكم بقيادة الملك عبد الله قد أصبحت أكثر شيوعاً، وان الكثيرين يعارضون الإصلاحات الحالية في الأردن وأصبحوا الآن يهاجمون الحكومة مباشرة، موضحاً أن الملك حالياً ليس في خطر من الإطاحة به ويرجع ذلك أساساً لسياسته في شراء الدعم بالمال والتعيينات، وعلى الرغم من ذلك أشار الخبير في الوقت نفسه إلى أن قدرات صنع القرار عن الملك تنخفض تدريجياً وهذا يعني اضمحلال النظام الهاشمي الأمر الذي ينعكس على زيادة حوادث العنف بين العشائر. وأشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط إلى أن سياسيين إسرائيليين يقومون بالترويج لفكرة الأردن كوطن بديل للفلسطينيين، لافتاً إلى أن هذه الدعوات تتزايد من أجل تنفيذ هذه الفكرة حتى بين أعضاء حزب الليكود الحاكم، كاشفاً أن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أجلت مناقشة موضوع تحت عنوان الأردن هي فلسطين، وأرجعت التأجيل بسبب حساسية المسألة. وطرح هذا الاقتراح بمبادرة من عضو الكنيست "أرييه ألداد" من الحزب الوطني اليميني والذي قال : "أن مناقشة هذه القضية أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى وأن الاضطرابات والصدمات في الشرق الأوسط لن تفلت منها الأردن"، علما أن "إلداد" أحد المسئولين الإسرائيليين المؤيدين منذ فترة طويلة لفكرة الأردن كوطن بديل للفلسطينيين. كما يمارس "إلداد" ضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتخلي عن المسار الثنائي مع الأردن والذي نشأ بفعل اتفاقية أسلو ومتابعة مسار دبلوماسي منفصل معها، وبالمقابل يرفض الملك "عبد الله الثاني" هذه الصيغة منذ فترة طويلة ومنذ قيام الحكم الملكي الهاشمي، قائلاً :" إن ما يسمى باسم الوطن البديل موجود فقط في عقول الضعفاء". وبدوره رد "إلداد" على هذا التصريح بقوله إن :"الملك عبد الله الثاني يعلم جيداً أنه لا يوجد أي مبرر أخر للأردن ويسيطر عليه الخوف من الجماهير في عمان خوفاً من القيام بما قام به الجماهير ضد مبارك والقذافي". وخلُص الخبير الإسرائيلي بالقول أنه يعتقد أن فكرة الوطن البديل في الأردن سوف تؤدي إلى حرب أهلية في الأردن، ولكنه أشار إلى أنه يعتقد بأن الأردن ستكون في نهاية المطاف غير قادرة على تجاهل مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، ويجب أن يتحملوا بعض المسؤولية كجزء من أي اتفاق بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.