رام الله اكد الدكتور مصطفى البرغوثي امين سر لجنة الحريات المنبثقة عن اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة بان ’المصالحة متوقفة ودخلت حالة من الجمود’، رغم اعلان الدوحة الذي تم مؤخرا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي، والقاضي بتشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الاول لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لانهاء الانقسام.واضاف البرغوثي قائلا لـ’القدس العربي’ ’عملية المصالحة تمر بحالة جمود، وهذه الحالة خطيرة، ويجب الاسراع لاخراجها من هذه الحالة’، مشيرا الى ان الجهات المطلوب منها الاسراع في انقاذ المصالحة هي حركتا فتح وحماس.وشدد البرغوثي على انه لا يمكن للجهود العربية وخاصة المصرية دفع المصالحة للامام اذا ’لم يكن هناك قرار فلسطيني داخلي لحسم الامور والشروع في تنفيذ اتفاق المصالحة’.وتابع البرغوثي قائلا ’ملف المصالحة منذ الاجتماع الاخير في القاهرة يمر بحالة جمود، وهناك تعثر في تطبيق ما تم الاتفاق عليه، لانه لم تتم عملية تسجيل الناخبين - في غزة - كما كان الاتفاق، ولم يتم الافراج عن المعتقلين ـ السياسيين - الذين ما زالوا قيد الاعتقال، واهم شيء انه لم يجر تنفيذ ما جرى بحثه في اجتماع القاهرة الاخير، وهو ضرورة اتاحة حرية العمل السياسي والتنظيمي لكافة القوى دون استثناء سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة’.وتابع البرغوثي ’ما دام هذا الملف عالقا فمن الصعب ان نتحدث عن اجراء الانتخابات والقيام بكل اجراءات المصالحة’. واضاف البرغوثي ’المصالحة تمر بحالة جمود ولا يمكن ان نخرج الامر من حالة الجمود الا بثلاثة قرارات جوهرية تتخذها فتح وحماس بحزم واصرار ويقومون بتنفيذها، والنقطة الاولى هي: اتاحت حرية العمل السياسي والتنظيمي للجميع دون تمييز ودون استثناء، وهذا يعني فتح مكاتب ومقرات الحركات المختلفة وضمان حرية عملها، ثانيا، حل قضية المعتقلين بشكل جذري وشامل ونهائي، وثالثا، البدء بتشكيل الحكومة والبدء باجراءات تسجيل الناخبين حتى تنطلق عملية الانتخابات’.وواصل البرغوثي قائلا ’نحن بحاجة لدفعة قوية حتى تخرج حالة المصالحة من الجمود الخطير الذي تعيشه’، مشيرا الى ان المواطن الفلسطيني مستاء من عدم تنفيذ اتفاق المصالحة، وقال ’المواطن الفلسطيني مستاء لانه يريد ان يرى نتائج على الارض والنتائج ليست بالكلام ولا بالاجتماعات ولكن بالتنفيذ الفعلي’ للمصالحة الوطنية وانهاء الانقسام الداخلي المتواصل منذ منتصف عام 2007.وفي ظل تعثر المصالحة الوطنية نفى البرغوثي علمه باقدام حركتي فتح وحماس على اتخاذ قرار غير معلن بترحيل تنفيذ اتفاق المصالحة للعام المقبل، محذرا من خطورة ذلك التوجه، وقال ’نحن نرى اي تأجيل هو أمر خطير لان الشعب الفلسطيني الآن يواجه بطشا اسرائيليا غير مسبوق في الضفة والقطاع وهو بحاجة لوحدته اكثر من اي وقت مضى وباسرع وقت ممكن، لذلك لا تحتمل القضية الفلسطينية تأجيل المصالحة’ للعام المقبل.ومن جهة ثانية نفى البرغوثي علمه بالاتفاق على عقد اجتماع بين فتح وحماس في القاهرة بمشاركة لجنة الحريات المنبثقة عن اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة، مضيفا ’لم نبلغ بذلك الاجتماع، ونحن ما زلنا ننتظر تنفيذ القرارات التي اتخذناها في الاجتماع السابق’ بشأن اطلاق سراح المعتقلين السياسيين وضمان حرية العمل السياسي والتنظيمي.وكانت مصادر فلسطينية تحدثت الخميس عن لقاء سيجري برعاية اللواء في جهاز المخابرات المصرية نادر الأعصر بين فتح وحماس بحضور ممثلي لجنة الحريات في الضفة الغربية الدكتور مصطفى البرغوثي وقطاع غزة خالد البطش. وجاءت تصريحات البرغوثي لـ’القدس العربي’ حول تعثر تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية في حين اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه حركة حماس بعدم رغبتها في انهاء الانقسام المتواصل بين غزة والضفة الغربية.وقال عبد ربه للاذاعة الفلسطينية الرسمية الخميس إنه لم يعد يصدق، ولا للحظة واحدة، ان قيادة حماس تريد المصالحة.وأكد أنه إذا لم يحدث هناك ضغط شعبي فلن تتم المصالحة وسيدفن اتفاق الدوحة وسيلحق بما سبقه، مضيفا: إن سلوك حماس يوضح أنها لا تريد مصالحة، ولا انتخابات، ولا إعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية.وتابع عبد ربه قائلا ’إنهم ـ حماس - يريدون دولة في قطاع غزة يحكمونها لوحدهم وعلى طريقتهم.. وينتهي ذلك بمأساة، وهذا ما تريده إسرائيل، وهو فصل القطاع عن الضفة’. ويدور الحديث فلسطينيا حول ان المزاج العام داخل حماس غير مهيأ لاتمام ملف المصالحة رغم موافقتهم على اتفاق الدوحة وقد يمر هذا العام دون تحققها او تشكيل حكومة التوافق الوطني الامر الذي سيدفع مصر لعقد اجتماع بين عباس ومشعل في القريب العاجل للبدء بتداول تشكيل الحكومة للشروع في تنفيذ اتفاق المصالحة.ونفت حركة فتح الخميس الأنباء التي يجري تداولها عن لقاء قريب يجمع عباس ومشعل في القاهرة .وقال عضو اللجنة المركزية لفتح جمال محيسن الخميس ان أي لقاء بين عباس ومشعل يحتاج لبعض التحضيرات الخاصة لإنجاحه.وطالب محيسن حركة حماس بالسماح للجنة الانتخابات المركزية العمل في قطاع غزة وتحديث السجل الانتخابي وعدم عرقلة عمل اللجنة، وتهيئة الأجواء لإنجاح عمل اللجان وعدم عرقلة توصياتها. ومن ناحيته أكد محمود العالول عضو اللجنة المركزية لفتح في تصريحات صحافية الخميس أنه حتى اللحظة لم يحدد موعد للقاء عباس ومشعل بالقاهرة، موضحاً أن هناك اتصالات ما زالت تجري بين الحركتين لتحديد موعد اللقاء.وأوضح العالول، ان هناك بعض العقبات ما زالت تعترض تشكيل الحكومة الانتقالية التي سيترأسها عباس، مشيراً إلى أن اللقاء يحتاج لإجراءات عملية على أرض الواقع لإنجاحه.ومن جانبه قال القيادي في حماس د. إسماعيل رضوان ان حركته ليس لديها أي علم بهذا اللقاء، قائلاً: ’ليس لدينا أي معلومات مؤكدة حول موعد لقاء عباس ومشعل’.