خبر : فيلم 'دموع غزة' النرويجي أفضل أفلام المهرجان لعام 2012

الجمعة 16 مارس 2012 12:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فيلم 'دموع غزة' النرويجي أفضل أفلام المهرجان لعام 2012



سما / وكالات / في السيارة وعلى الطريق من مطار كالياري عاصمة جزيرة سردينيا الى مكان عرض الأفلام في صالة نينوى وسط العاصمة السردينية شاهدنا إعلانات كبيرة وضخمة لمهرجان الأرض للفيلم الفلسطيني والعربي في كالياري ، كانت ملصقة في بعض الأمكنة المخصصة للإعلانات على جدران أهم وأكبر شوارع كالياري . هكذا كانت بداية الرحلة من أوسلو مرورا بروما الى كالياري تلبية لدعوة القائمين على المهرجان للمشاركة على مدار خمسة أيام متتالية حيث تواصلت في جزيرة سردينيا الايطالية أعمال مهرجان الفيلم الفلسطيني العربي ، مهرجان الأرض السينمائي ، الذي بدأ أعماله في السادس من شهر آذار - مارس الجاري حيث تم افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان السينما الوثائقية الفلسطينية والعربية في مدينة كالياري عاصمة جزيرة سردينيا الايطالية، بحضور واسع وحاشد من الجماهير وبالذات من فئة الشباب وطلبة الجامعات ومن المختصين والمهتمين بالفن والثقافة في الجزيرة التي يعتبرها سكانها شيئا آخر غير ايطاليا. هؤلاء يحسون ويشعرون بالقضية الفلسطينية في أعماق قلوبهم ويختلفون عن الجمهور الإيطالي الآخر كما قالت لي المخرجة الألمانية مونيكا ماورو عضو لجنة التحكيم في المهرجان والملقبة بأم المهرجان. عند الحديث عن هذا المهرجان يجب ان نذكر انه الوحيد من نوعه في ايطاليا الذي يطرح القضية الفلسطينية والقضايا السياسية والاجتماعية والثقافية في الوطن العربي. وقد بدأ أعماله قبل عشر سنوات بوسائل بسيطة وبدون إمكانيات ودعم لكنه استمر وتطور وصار مهرجانا عالميا مهما حيث تشارك فيه أفلام من العالم اجمع تتحدث كلها عن القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية.في هذه الدورة شاركت أفلام من تونس ومصر وفلسطين وايطاليا والنرويج وألمانيا واسبانيا وفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية. من أقوى الأفلام التي عرضت في المهرجان كان الفيلم النرويجي’دموع غزة’ للمخرجة النرويجية جدير بالذكر أن هذا الفيلم النرويجي نال عدة جوائز عالمية منها جائزة مهرجان الفيلم في غزة وجائزة مهرجان الجزيرة السينمائي وتم عرضه في التلفزيون الرسمي النرويجي انركو تو. وشارك في عدة مهرجانات عالمية. وما زال يعرض في عواصم ومدن عالمية عديدة وسوف يعرض في نيسان/ ابريل القادم في بيروت. وكنا سألنا المخرجة النرويجية فيبيكي لوكيبيرغ قبل معرفتها بفوزها بالجائزة الأولى عن احتمال فوزها فأجابت : ليس هذا هو الأهم .. وبالمناسبة أريد أن أتوجه بالشكر للمجموعة الفلسطينية التي عملت على تصوير الفيلم في غزة. وأضافت هناك أفلام أخرى هامة مشاركة في المهرجان مثل فيلم ’عروس القدس’ للمخرجة الفلسطينية ساهرة درباس. لكن من حيث مستوى الأفلام الفائزة، أعتقد أنها كانت في العام الماضي وهذا العام عالية المستوى، ومن بينها الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية، إذ كانت من بين أجمل الأفلام التي رأيتها في حياتي.أما فيلم :دموع غزة’ فهو واحد من أكثر الأفلام اتقانا على مستوى البناء الفني، كما أنه يحمل شحنة عاطفية قوية، تتغلغل في روح المشاهد بهدوء، عبر حكايات الأطفال الذين تتبعتهم كاميرا المخرجة، وإلى ذلك فهو فيلم شجاع لأنه صوّر في ظروف خطرة للغاية . كنت في العام الماضي عضوا في لجنة تحكيم مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، وكان من الرائع أن يحقق هذا الفيلم فوزا استثنائيا، كان متوقعا، كما حقق ذلك في مهرجانات كثيرة حتى الآن وهو فيلم تحتاجه فلسطين كثيرا، وغزة التي تتواصل عمليات قصفها ببشاعة منذ أيام. في فيلم آخر هام للمخرجة الفلسطينية القادمة من حيفا ساهرة درباس تطرقت درباس في فيلمها لمعاناة القدس وسكانها بسبب الاحتلال والجدار والقوانين العنصرية بحق السكان الأصليين أصحاب الأرض في القدس العربية المحتلة. ويعالج هذا الفيلم قضية هامة و حساسة جدا للفلسطينيين، وهي قضية صمود أهل القدس بوجه الهجمة الصهيونية المستمرة.وقد جمعت المخرجة في فيلمها مجموعة كبيرة من الممثلين المتطوعين الذين أدوا أدوارهم بشكل جميل. فازت المخرجة بمهرجان كالياري بجائزة تقدير من جمعية سردينيا - فلسطين لدورها خلال السنوات الأخيرة في توثيق صمود ومعاناة أهل القدس المحتلة في عدة أفلام سينمائية.وفي معرض تعليقها على المهرجان قالت ساهرة درباس:’هناك تركيز كبير على الأفلام الفلسطينية والشيء الهام والمثير للفضول ان هناك إقبالا على المهرجان مع انه ليس مهرجانا كبيرا ، لكن الإقبال عليه كبير. كنت في مهرجانات أخرى كبيرة وكان الجمهور أقل من هنا بكثير.جائزة الجمهور ذهبت : للمخرجين الشباب للايطاليين اندريا مارياني و نيكولا زامبيللي Tomorrows Land لفيلمأما جائزة الأرض فذهبت بالتساوي للفيلمين : Tomorrow’s Land e Gaza، guerra all’informazione الأول: اظهر بوضوح وبلغة سينمائية عالية معاناة الفلسطينيين في جنوب الخليل والدور القذر للمستوطنين الصهاينة في تعميق مأساة الفلاحين الفلسطينيين. في حين أن الفيلم الثاني:حرب على الإعلام’ اتهم حكومة الكيان الصهيوني بأنها حاولت أن ترتكب مجزرة الرصاص المصبوب بدون شهود وبدون و سائل إعلام. ووجه الشكر لجهود مجموعة شجاعة من الصحافيين والمصورين الفلسطينيين الذين استطاعوا توثيق المجزرة.   كما تخلل المهرجان قراءة شعرية وأدبية لمجموعة من الشعراء والكتاب العرب منهم محمود درويش ، فدوى طوقان ، سميح القاسم ، راشد حسين ، محمد بنيس وبدر شاكر السياب وإبراهيم طوقان.لفت انتباهنا أثناء إلقاء القصائد أن إحدى الشابات الايطاليات ألقت قصيدة بللتها بالدموع التي كانت تذرف من عينيها أثناء الإلقاء. ربما تلك القصيدة كانت قصيدة ( أمي) لمحمود درويش. وهذا الشيء تكرر مع المدير الفني للمهرجان جوزيبي بوشيدو أو ( برغوث) كما يحلو له التكرار باللغة العربية. فقد كان يعلن عن أسماء الفائزين بالجوائز ويتخلل ذلك ذرف الدموع وتوقفه عن الكلام بين فينة وأخرى. أما المخرجة الايطالية بيوجيتا براتيني التي شاركت في المهرجان بفيلم ’أطفال غزة’ الذي يتحدث عن معاناة الأطفال نتيجة الإصابات والعاهات والحياة تحت القصف اليومي ونقص المواد الطبية ومقومات الحياة الطبيعية وعالجت ظاهرة تلوث البيئة في القطاع نتيجة استخدام الصهاينة اثناء قصفهم للقطاع ، لليورانيوم المخصب والفسفور الأبيض. قالت عن المهرجان والفيلم الفائز دموع غزة وذلك أثناء مقابلتنا لها قبل الإعلان عن فوز الفيلم النرويجي بالجائزة الأولى:’بالتأكيد واحد من الأفلام التي أعطت فكرة عن حجم وهول المجزرة والبشاعة في العدوان على غزة فيلم ’دموع غزة’، للمخرجة النرويجية فيبيكي لوكيبيرغ، هذا الفيلم أعطى بالتأكيد فكرة عن طبيعة وحجم المأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني خلال وبعد الهجوم على غزة’.فيلم مثل ’دموع غزة’ أداة فاعلة ممكن تكون أكثر فاعلية من تقرير غولدستون لان هذا الفيلم وثيقة مهمة لإثبات التجاوزات التي حدثت من الصهاينة في اقتحامهم لقطاع غزة وهذا ممكن أن يكون أداة لإيصال الكيان الصهيوني الى المحكمة الدولية لجرائم الحرب. * سوف نقوم في وقت لاحق بنشر المقابلات كاملة مع المخرجات مونيكا ماورو و بيوجيتا براتيني و ساهرة درباس وفيبيكي لوكيبيرغ.