القدس المحتلة / سما / أشارت صحيفة هآرتس إلى أن عدم سقوط قتلى في جولة التصعيد الأخيرة في الجانب الإسرائيلي لم يؤدي إلى ضغوط على الحكومة الإسرائيلية للقيام بعملية برية للجيش الإسرائيلي في الجنوب، موضحة أن الرد الذي أنجزته القبة الحديدية كان كافية أمام التحدي المحدود نسبياً. وبعد أربعة أيام من التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة استطاعت أمس الوساطة المصرية التوصل لاتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية بغزة و"إسرائيل" والذي دخل حيز التنفيذ الساعة الواحدة فجر الثلاثاء، إلا أن هذه التهدئة لم يلتزم بها الجانبين حيث أطلق 6 صواريخ و8 قذائف هاون على البلدات الإسرائيلية في حين أغارت "إسرائيل" على هدفين متفرقين في القطاع. وعلمت صحيفة هآرتس أن التفاهمات بشأن التهدئة أنجزت بعد يومين من الاتصالات الغير مباشرة قامت بها جهاز المخابرات المصرية مع كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية على حدا في حين توصلت المخابرات المصرية مع الجانب الإسرائيلي إلى تهدئة في محادثات على مدار اليومين أدارها "عاموس جلعاد" رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع ورئيس قسم التخطيط في مقر قيادة الأركان "أمير إيشل". وأوضحت الصحيفة أنه ليس هناك وثيقة وقعت عليها الأطراف وأن كل ما جرى هو اتفاق عبر الهاتف حيث كان الاتفاق إذا امتنعت الفصائل الفلسطينية عن مهاجمة "إسرائيل" سيوقف جيش الاحتلال النار من جانبه، مشيرة إلى أن المصريين حاولوا في بداية المحادثات وبحسب طلب الفلسطينيين إلزام "إسرائيل" بوقف إطلاق النار والامتناع عن تصفية مسئولي الفصائل إلا أن الأخيرة رفضت الطلب ولم تكن هناك أي ضمانات أو وعودات إضافية على الاتفاق على حد زعم الصحيفة. من جانبه نفى عاموس جلعاد المسئول في وزارة الجيش تصريحات قيادة حركة الجهاد الإسلامي القائلة بأن "إسرائيل" التزمت بوقف تصفية مسئولي المنظمات الفلسطينية، مشيرة إلى أن المسئولين الإسرائيليين قد أكدوا تأخير الوساطة المصرية في التدخل لوقف إطلاق النار بسبب ما يجري في مصر من أحداث والانتخابات الرئاسية القريبة. وفي تحليل عام للصحيفة حول جرى خلال الجولة الأخيرة ذكرت أن مسافة اللجم في الجولة الأخيرة كانت صغيرة نسبياً في وقف إطلاق النار الكامل والتوصل إلى تهدئة مقارنة مع جولات المواجهة السابقة، مشيرة إلى أنه لم يكن لـ"إسرائيل" وحركة حماس أي نية حقيقية في تمديد المواجهة الحالية على حد تعبيرها. وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة نجاح القبة الحديدية خلال الجولة الأخيرة تجاوزت الـ70%، لافتة إلى أن المقاومة الفلسطينية أطلقت ما يقارب 300 صاروخاً فلسطينياً تجاه البلدات الإسرائيلية استطاعت القبة اعتراض 56 منها. وأشارت الصحيفة إلى أن انتهاء الجولة الأخيرة وحتى فترة تصعيد أخرى ستكون هناك للطرفين فرصة لعمل موازنة بين الربح والخسارة وبدون شك أن الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية سواء كان في الهجوم أو في الجبهة الداخلية كانت متطورة وإيجابية أكثر مقارنة بالجولات السابقة، في المقابل كان الجهاد الإسلامي له دور بارز في كسب المعركة لصالحه بالرغم من عدم نجاحه في مقتل إسرائيليين نتيجة لإطلاق أكبر عدد من الصواريخ. وحول الردع الإسرائيلي قالت الصحيفة "إن الردع كان غير قاطع كما كان متوقعاً إلا أن الفصائل الصغيرة في غزة والتي دفعت ثمناً كبيراً سوف يفكروا جيداً قل أن يبادروا بخطوات هجومية إضافية"، مشيرة إلى أن الجولة قد بدأت بتصفية زهير القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية من أجل إحباط عملية فلسطينية عن طريق سيناء. وفي السياق ذاته أكدت الصحيفة أنه من الصعب المصادقة بسهولة على عملية مشابهة في الفترات القادمة والتي سيكون الثمن باهظاً من خلال سقوط مئات الصواريخ على الجبهة الداخلية ووضع أكثر من مليون إسرائيلي زمناً طويلاً في الملاجئ اضطرارياً، مشيرة إلى أن التعاون بين الاستخبارات وسلاح الجو يحمل نتائج إيجابية أكثر مما هو متوقع.