خبر : القرضاوي يرد على الرئيس : زيارة العرب للقدس المحتلة "تطبيع واضح"..أبو راس: استدلالات عباس لزيارة القدس باطلة

السبت 03 مارس 2012 12:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
القرضاوي يرد على الرئيس : زيارة العرب للقدس المحتلة



الدوحة / غزة / سما / رد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على تصريحات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التي دعا فيها العرب لزيارة القدس المحتلة، والتي أعرب فيها عن أن وجهة نظره بأن هذا ليس تطبيعًا مع إسرائيل بل دعم للقضية الفلسطينية، بالتأكيد على أن زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية "تطبيع".. وأكد القرضاوي، أن القدس لن تغيب عن باله واهتمامه ووجدانه، ودعا جميع مكونات الأمة إلى تبني دعم القدس ونصرتها في كل المجالات والميادين. وطالب القرضاوي، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، بضرورة تأسيس أوقافٍ يعود ريعها للقدس، لضمان استمرارية دعم المقدسيين، الذين يريد الاحتلال اقتلاعهم من مدينتهم. ورد رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين على دعوة أطلقها الرئيس عباس للمسلمين بشد الرّحال إلى القدس المحتلة، للتواصل معها وكسر العزلة الإسرائيلية. وقال:"إن زيارة العرب والمسلمين للمدينة المقدسة ستصب في مصلحة التطبيع، وستخفف الضغوط على إسرائيل عبر الإيحاء بأنها دولة منفتحة على الأديان الأخرى، وأن المدينة يجب أن تظل موحدة تحت سيادته. وأكد أن زيارة العرب والمسلمين للقدس المحتلة ستخدم الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من خدمتها لاقتصاد أبناء القدس، وأضاف أن :"أي زائر يلبي نداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيضطر للذهاب إلى السفارات الإسرائيلية للحصول على تأشيرة الدخول مقابل رسوم مالية، والتخاطب مع المسؤولين الإسرائيليين فيها، وهذا تطبيع واضح". وتساءل القرضاوي:"ماذا لو قرر الفلسطينيون في مخيمات الشتات في لبنان، والأردن، والعراق، ومصر، التوجه إلى القدس المحتلة، تلبية لنداء رئيسهم بأعداد كبيرة، فهل ستسمح لهم إسرائيل بتحقيق هذه الأمنية؟ والأكثر من ذلك هل ستسمح لهم دول مجاورة مثل الأردن ومصر بالمرور عبر أراضيها؟." وقال:"إن الحكومات العربية تستطيع دعم صمود أهل القدس بطرق عديدة، لكنها لا تريد، لأنها تخشى الغضبين الأمريكي والإسرائيلي معا». وتساءل: «لماذا لا تقيم هذه الدول مشاريع اقتصادية في المدينة المقدسة؟". ونوه بالـ«فيتو» الأمريكي الإسرائيلي، الذي منع إعادة إعمار قطاع غزة طوال السنوات الثلاث الماضية، «فإذا كانت إسرائيل وأمريكا تمنع إعمار قطاع محاصر مجوع، فهل ستسمح بدعم عروبة القدس واقتصادها؟.. لا أعتقد». وفي ذات السياق اعتبر نائب رئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس أن "ما جاء على لسان رئيس السلطة محمود عباس في مؤتمر الدوحة عن ضرورة زيارة المسلمين والمسيحيين لمدينة القدس باطل وأن أدلته لا تنهض أبدا للاستدلال, وإنما جيء بها لمزيد من الخدمة المجانية أو بالأجرة للاحتلال".وقال أبو راس في بيان تحليلي شرعي "فند فيه تصريحات عباس واستدلالاته": إن "الدعوة التي ألح عليها عباس والتي استند لها بأدلة شرعية عديدة, تحمل في ثناياها ملاحظات متعددة منها ما يثير الشبهة, ومنها ما يستوقف أولي الألباب, ومنها ما يدعو إلى العجب".وعن قول الرئيس عباس "القدس تخصنا جميعا ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها", قال أبو راس: "نعم القدس تخصنا جميعا فماذا فعل عباس لحمايتها والدفاع عنها ومنع تهويدها, وهل استخدم قواته الموجودة في الضفة الغربية لهذا الغرض أم أنه استعمل قواته لملاحقة المقاومة واعتقالها".ورد أبو راس على استدلال الرئيس عباس بزيارة السجين وأنها ليست تطبيعا, بالقول: إن "زيارة السجين من أهل فلسطين ليست تطبيعا وأما زيارة السجين من أناس من خارج فلسطين بأخذ تأشيرة من المحتل, والاعتراف به فهو أمر خاضع لمدى الضرورة, وما يتعلق بصحة هذا السجين ومدى تعرضه للخطر".وأوضح "إذا لم تدع الضرورة فليس له ذلك لما يترتب على هذه الزيارة من أضرار على المسلمين ومنفعة للمحتل, وفي المحصلة النهائية فإنه لا يصح الاستدلال بزيارة السجين على زيارة الأقصى والقدس, والأصل أننا ندعو لتحريرها ومقاطعة المحتل لا أن ندعو إلى التطبيع معه والاعتراف به".وتعقيبا على قول الرئيس "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ولم يكن المسجد الأقصى حينها تحت حكم المسلمين بل كان تحت حكم الرومان والحكم عام في كل الظروف والأحوال والأوقات"، قال أبو راس: "لماذا لم يحمل عباس هذا الحديث على أنه مخاطب به, ولماذا يدعو إليه الأمة ولا يدعو إليه نفسه وأبناء فلسطين, ذلك لأنه يريد خدمة المحتل وليس خدمة القدس والأقصى وفلسطين".وأردف أنَّ "قياس الزمن الذي ورد فيه هذا الحديث مع هذا الزمان قياس مع الفارق, حيث إن الوصول للأقصى كان ممكنا دون الحصول على اعتراف من الغاصب المحتل المجرم ولا ينبغي أن يغيب فهم الواقع عن المفتي إلا إذا كان له غرض آخر غير المعلن".وأضاف أن "الرومان لم يحتلوا الأقصى من المسلمين إنما جاء ذلك في حقبة تاريخية ممتدة ولا أعرف كيف لا يفرق عباس بين الحاليين الرومان واليهود في فلسطين، إن فهم الحديث يدل على أنه دعوة للاهتمام بالأقصى وضرورة العناية به بكل طريقة ممكنة إما بالسفر والصلاة فيه, أو بإرسال زيت لقناديله, فماذا أرسل عباس ليوقد في قناديل الأقصى؟".وفيما يتعلق باستدلال الرئيس بمعجزة الإسراء والمعراج وأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الأقصى وهو تحت حكم الرومان", قال: "هل يصح هذا الحديث أن يكون مستندا أو حجة للحصول على تأشيرة من المحتل ليدخل الأقصى".وتساءل "هل يستطيع أن يخبرنا الرئيس من كتب له هذه المقالة من أي سفارة رومانية حصل منها رسول الله على تأشيرة لدخول الأقصى, وهل يستطيع أن يثبت لنا عباس وكتبته أن الرومان كانوا يعلمون بدخول النبي الأقصى فرضوا أم غضبوا ولا شك أن هذا الاستدلال أو هي من سابقه".وفي شأن استدلال الرئيس  بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام قبل الهجرة، وقوله إنه لم يكن هناك اعترافا منه بشرعية الأصنام بل كان تأكيداً لحقه المشروع في المسجد الحرام، رد أبو راس: "كيف لنا أن نقارن بين من يعيش في بلده يصلي في مسجده ويطوف في بيته ويتجرع ألم المعاناة والعذابات مقابل دينه بمن يريد أن يذهب زائراً إلى المسجد مقراً للمحتل على مقدسه وحاصلاً على تأشيرة من سفارته".وتابع "هذا الاستدلال يصلح لسكان القدس والأراضي المحتلة, والضفة الغربية ممن هم تحت الاحتلال أصلاً ويبذلون الجهد للتخلص منه, لا من يطبعون معه ويفرحون لكل عاصمة تخفق فيها راية المحتل!!".