خبر : حصول ايران على القنبلة الذرية امر حتمي وهناك علاقة بين الأزمتين السورية والايرانية

الجمعة 02 مارس 2012 02:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
حصول ايران على القنبلة الذرية امر حتمي وهناك علاقة بين الأزمتين السورية والايرانية



باريس / وكالات / نشرت صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية حوارا مع اردفان امير اصلاني، المحامي الايراني الاصل في نقابة المحامين في باريس حول الظروف الراهنة في ايران وسورية جاء فيه انه عندما سئل امير اصلاني: هل هناك قلق ازاء القنبلة الذرية الايرانية؟ رد قائلاً: "حصول ايران على القنبلة الذرية امر حتمي لانها تتقن علومها والعملية الفنية لصنعها. كما تمتلك ايران اليوم حتى الصواريخ الباليستية الضرورية للقيام بهجوم احتمالي نووي وتظهر ذلك مرارا باختبارها للصواريخ. السؤال المطروح هو، هل تتمكن من تلفيق القنبلة المصنعة مع الصواريخ الباليستية. فعند اول اختبار نووي تحت الارض، نستطيع ان نقول ان الاراضي الايرانية ستكون محصنة. هذا ما يراه المحللون الاسرائيليون ايضا. لكن لا مكان للقلق في هذا المجال لان الزعماء الحاليين في ايران ليسوا مجانين". السياسات الوقائية التي كانت سائدة ابان الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة تصدق ايضا على ايران. طهران تعلم انها اذا اطلقت قنبلة واحدة، سُيرد عليها باطلاق 200 قنبلة على الاراضي الايرانية. كما ان اسرائيل تخشى عدة امور. اسرائيل كدولة تؤمن ثروتها من الخدمات، تخشى هروب العقول منها اذا تحولت ايران الى قوة نووية. كما انها تخشى وقوع تحول جيوبوليتيكي وجيوستراتيجي في الشرق الاوسط. ايران النووية تمنح الثقة لحزب الله و"حماس" كي يشعرا فجأة بقوة حربية اكبر. ثالثا تخشى اسرائيل ان تتجه دول المنطقة الى التسلح النووي: تركيا، ومصر، والعربية السعودية كلها دول سنية لن تقبل بايران الشيعية النووية". وعن موضوع المفاوضات بين المسؤولين الاميركيين والايرانيين" قال امير اصلاني: "الدول العربية التي جربت "الربيع العربي" ولجت في عملية الاسلام السياسي او انها ستولج فيها. الاميركيون يعتقدون ان مواجهة بين الدول السنية والعالم الغربي في طور الظهور. اننا سنرى مندهشين ان تصبح ايران او دولة الفرس - وهي الد اعداء العرب - وبعد الفشل في حربي العراق وافغانستان، حليفاً للعرب". وردا على سؤال عن "تحالف الايرانيين والاميركيين الذي يثير الدهشة جدا، ولماذا يريد اعداء الامس ان يكونوا اصدقاء الغد؟" قال اردفان امير اصلاني: "في الحقيقة لا يوجد خيار اخر لإيران والولايات المتحدة. عن ايران يجب ان اقول ان العقوبات الاقتصادية والمالية الواسعة ستجرها الى طاولة المفاوضات. فقد الريال، العملة الوطنية الايرانية، 40 في المئة من قيمته خلال فترة قصيرة. حتى الصينيون ايضا قللوا من طلباتهم لشراء النفط الايراني وهذه ظاهرة تتسع اكثر فاكثر. ايران لا تستطيع بعد الان ان تبيع شيئا، وحتى اذا باعت لا تتمكن من الحصول على اموالها. ما يريده زعماء الجمهورية الاسلامية ان يعودوا الى طاولة المفاوضات من دون ان يفقدوا ماء وجههم. ايران تريد ان تكون شرطي المنطقة. الولايات المتحدة قلقة من تركيا التي تتحرك باتجاه الاسلام السياسي. البعض يقول لي انه الاسلام المعتدل، لكنني لااعرف اسلاما معتدلا، كما لاتوجد شريعة علمانية. فبالرغم من مواقف حكومة الجمهورية الاسلامية المعادية للاميركيين، يؤيد الشعب الايراني الغرب بشكل واسع. شعوب الدول الاخرى في المنطقة التي تملك نفس الرؤية تتجه صوب الاسلام السياسي فيما ايران ترزح ومنذ 33 عاما تحت سلطة دينية". وسئل اصلاني: هل الخروج من الأزمة السورية يحل الازمة في ايران؟ فأجاب: "نعم وبدون شك، حتى ولو بصورة جزئية. انظر الى اسرائيل فانها لم تنبس ببنت شفة منذ بدء الازمة السورية. لماذا؟ لأن حكومة الاسد متحالفة مع ايران منذ 40 سنة لكنها تحافظ على الحدود مع اسرائيل. اذا سقط الاسد سينتصر السنة فيها، فيما الاميركيون يخشون حتى من وجود عناصر القاعدة في هذه المواجهة. فهذه النزعة السنية كفاحية وتريد ان تجر المنطقة برمتها الى الدماء والنار. في الحقيقة تريد دول الجامعة العربية وبتسليحها للقوى السنية المعارضة للاسد في سورية ان تضعف موقف ايران بإضعاف حليفه السوري. هذه الحرب انطلقت بين الدول العربية وتركيا وايران من اجل زعامة المنطقة. لاينتقد احد الطبيعة الديكتاتورية والدموية لنظام الاسد. مايحدث في سورية ليس حربا اهلية بل حربا طائفية بين السنة والعلويين (وهي فرقة من الفرق الشيعية). في سورية 75 في المئة من الشعب هم من السنة والباقين اما من الاقلية العلوية او الاقلية المسيحية التي تنتمي لمعسكر الاسد". وردا على السؤال: ما هو المفتاح للخروج من هذه المواجهة؟ قال المحلل الفرنسي من اصل ايراني امير اصلاني: "الخيار بسيط. سقوط الاسد امر حتمي. لكن من الذي يخلفه في الواقع؟ الحل ليس في ان تقع البلاد بيد السنة. وفي هذا المسار، اقامة كونفيديرالية ومنح السلطة لعلوي اخر او مسيحي يمكن ان يكون حلا مناسبا".  كان السؤال الاخير الذي طرح على امير اصلاني: هل يجب محاكمة بشار الاسد؟ فاجاب: "ل ااتصور. الا اذا قمنا بمحاكمة جميع الذين قاموا بجرائم في الشرق الاوسط والادنى وهذا امر لا نهاية له. في البحرين يوجد شيعة. لكن الحكم السني في هذا البلد يُدعم من قبل جيرانه وخاصة العربية السعودية وذلك بارسال الدبابات الى البحرين. والسعودية ذاتها تريد اسقاط بشار الاسد في سورية".