خبر : سقوط 17 قتيلا من المعارضة في بابا عمرو وانسحاب الباقين

الخميس 01 مارس 2012 07:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
سقوط 17 قتيلا من المعارضة في بابا عمرو وانسحاب الباقين



بيروت أول مارس اذار (رويترز) - انسحب مقاتلو المعارضة السورية المرهقون من حي مدمر بمدينة حمص اليوم الخميس بعد حصار استمر 26 يوما بهدف سحق معقل للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ نحو عام ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال نشطاء سوريون أن بضعة مقاتلين بقوا في حي بابا عمرو الذي تعرض لاسابيع من القصف ونيران القناصة والحرمان لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي" لزملائهم. وقال أحد النشطاء "الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الآخرين غادروا بابا عمرو.. لقد انسحبوا." وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية "دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل... ويبلغ عددهم حوالي 4000 شخص." وقال البيان "نحذر النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الأهالي وأي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غاليا." وقال الصليب الأحمرفي وقت لاحق انه تلقى "مؤشرات ايجابية" من السلطات السورية بشأن مبادرته الخاصة بهدنة لأغراض انسانية. وقال أحد النشطاء إن الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الاحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين وإنهم يلاحقون المتبقين منهم مشيرا إلى أن 17 معارضا على الأقل قتلوا. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إن طاقم المنظمة لم يصل إلى بابا عمرو بعد اليوم. وافاد بيان الصليب الأحمر "مع استمرار العنف في حمص اصبح الوضع الإنساني مقلقا للغاية." ورغم المفاوضات مع الجانبين لم يتمكن طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر العربي السوري من دخول الحي سوى مرتين في الاسبوع الماضي. ولم ترد أنباء على الفور عن مصير الصحفية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي ووليام دانيل اللذين كانا ضمن مجموعة من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو. وكان اثنان اخران هما ماري كولفن مراسلة الحروب الأمريكية والمصور الفرنسي ريمي أوشليك قد قتلا هناك في قصف يوم 22 فبراير شباط الماضي. وفر اثنان آخران إلى لبنان. وقال نشطاء إن مئات المدنيين قتلوا في حمص في الشهر الماضي. والعديد من المصابين لم يتلقوا سوى إسعافات بدائية في مستشفى ميداني. وأكد رياض الاسعد قائد الجيش الحر السوري انسحاب المقاتلين لكنه قال إن القتال ضد حكم الاسد سيستمر حتى الإطاحة بحكمه. وقال الأسعد ومقره تركيا لقناة الجزيرة التلفزيونية إن المقاتلين نفذوا انسحابا تكتيكيا والجيش الحر غادر بابا عمرو بسبب الممارسات الوحشية للنظام ضد المدنيين. وذكر نشطاء إن الثلوج غطت مدينة حمص حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والوقود والمياه والكهرباء وانقطاع خطوط الهاتف. ولا يتسن التأكد من الأنباء الواردة من المدينة بسبب القيود الحكومية الصارمة على وسائل الإعلام في سوريا. وأصبح الأسد منعزلا بصورة كبيرة في سعيه للقضاء على المعارضة المسلحة التي تتصدر الان الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكمه. لكن روسيا والصين وكوبا رفضت القرار الذي وافقت عليه الأغلبية العظمى في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمؤلف من 47 عضوا في جنيف والذي أدان سوريا بسبب انتهاكات تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية. وقال مسؤول لبناني مقرب من دمشق إن حكومة الأسد عازمة على استعادة السيطرة على حمص ثالث أكبر المدن السورية. واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "يريدون استعادتها ايا كان ما يحدث وايا كان الثمن." وقال إن هزيمة المعارضة المسلحة في حمص لن تترك للمعارضة أي معقل رئيسي في سوريا ما يخفف الأزمة على الأسد الذي مازال على ثقة في قدرته على البقاء. وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض اليوم تشكيل مجلس عسكري للإشراف على الوحدات المسلحة المناهضة للأسد وتنظيمها تحت قيادة واحدة. وقال برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري في مؤتمر صحفي عقد بباريس إن كل القوى المسلحة في سوريا اتفقت على تشكيل المجلس العسكري. وأضاف أنه سيكون بمثابة وزارة للدفاع. ويتعرض المجلس الوطني السوري للانتقاد من داخل سوريا لعدم تأييده صراحة الكفاح المسلح الذي يقوده الجيش السوري الحر ويتكون من منشقين عن الجيش ومسلحين آخرين. ولن يرد تعليق فوري من الجيش السوري الحر. ومع تقدم قوات الأسد صوب المقاتلين في حمص ناشد المجلس الوطني السوري في وقت متأخر امس الأربعاء المجتمع الدولي تقديم المساعدة وحث كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا على التوجه إلى بابا عمرو "الليلة". وقال عنان في نيويورك إنه يتوقع أن يزور سوريا قريبا وإنه حث الأسد على السعي لإنهاء الاضطرابات. واتخذت سوريا -التي منعت فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من دخول البلاد- موقفا متحفظا من دور عنان. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد المقديسي قوله ان الحكومة تنتظر توضيحا من الامم المتحدة بشان طبيعة مهمة عنان. واضافتالوكالة إن اموس طلبت المجيئ "في موعد لم يكن مناسبا" لكن الجانب السوري "على استعداد لمتابعة التشاور مع اموس حول الموعد المناسب للطرفين لبدء زيارتها لدمشق." وقال نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف في جنيف اليوم إن بلاده تأمل أن تسمح الحكومة السورية بدخول فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البلاد في أقرب وقت. وتظهر روسيا التي إلى جانب الصين حمت سوريا من أجراء من جانب مجلس الأمن الدولي كلاعب رئيسي في الجهود الدبلوماسية لوقف إراقة الدماء وتخفيف الأزمة الانسانية التي يواجهها المدنيون المحاصرون في مناطق الصراع. ودعت روسيا عنان لإجراء محادثات حول سوريا وقال مسؤولون كويتيون إنها ستوفد وزير الخارجية سيرجي لافروف لمقابلة نظرائه بدول الخليج في الرياض الأسبوع المقبل. وقادت المملكة العربية السعودية وقطر مطالب لتسليح قوات المعارضة السورية بعد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته كل من روسيا والصين ضد مسودة قرار في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا. وقال المقدسي لقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني "نرى اخوتنا العرب مثلا رئيس وزراء قطر.. والاخوة في السعودية يتناغمون مع تصريحات لأيمن الظواهري لدعم تسليح الحراك في سوريا." وكان الظواهري زعيم القاعدة قد حث العرب والمسلمين على دعم المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد. وقال البرلمان الكويتي الذي يهيمن عليه إسلاميون إنه وافق على دعم الجيش السوري الحر وحث الحكومة الكويتية على قطع علاقاتها مع سوريا. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا قال مبعوثون غربيون إنه سيركز على القضايا الإنسانية في محاولة لكسب تأييد الصين وروسيا لكنه سينتقد الأسد كذلك. وجاء الهجوم البري على بابا عمرو أمس الأربعاء بعد أكثر من ثلاثة أسابيع قصفت فيه قوات الأسد التي تحاصر المدينة الحي ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة بالصواريخ والقذائف. وأفاد بيان للنشطاء أن حمص عزلت عن العالم وأن القتلى يدفنون في الحدائق لأن انتشار قناصة الجيش يمنع نقلهم إلى المقابر. وأضاف البيان أن المستشفيات لا تعالج سوى رجال الميليشيات الموالية للأسد في حين نفدت الأدوية من المراكز الطبية الميدانية. وأعربت الحكومات الغربية والعربية التي دعت الأسد بالفعل للتخلي عن السلطة ووقف إراقة الدماء عن قلقها المتزايد إزاء المدنيين الذين يواجهون الموت في حمص. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قبل انسحاب المقاتلين من حمص "أشعر بقلق بالغ من تقارير عن أن نظام الأسد يتأهب لهجوم بري شامل على سكان حمص." وقال دبلوماسي بريطاني إن لندن سحبت كل دبلوماسييها من سوريا وعلقت الخدمات في سفارتها بدمشق نتيجة تدهور الوضع الامني في البلاد. وتقول الامم المتحدة إن قوات الامن الموالية للأسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الأول إن "إرهابيين مسلحين" قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.