خبر : لا وجبات بالمجان/هآرتس

الخميس 01 مارس 2012 03:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا وجبات بالمجان/هآرتس



 الضغط الجماهيري لتخفيض سعر البنزين تسبب بانعدام الهدوء لرئيس الوزراء. ولكن بدلا من ان يشرح للجمهور الوضع كما هو كلف بنيامين نتنياهو مدير عام ديوانه بايجاد "اختراع" لمنع الغلاء. وذلك لان الجمهور لا يحب الاسعار العالية، ونتنياهو لا يريد أن يغضب احدا.  ولكن نتنياهو يعرف أفضل من الجميع ما هو السبب الاساس لغلاء الوقود. فهو يطالب باسم دولة اسرائيل ان يفرض العالم عقوبات حادة على ايران. وها هي مؤخرا فرضت عقوبات كهذه على ايران في مجال تصدير النفط، وفي العالم ايضا يوجد تخوف من مواجهة عسكرية معها. فما الغرو إذن أن اسعار النفط ترتفع. إذ لا يمكن في نفس الوقت المطالبة بالعقوبات، والتهديد بعملية عسكرية والبكاء عندما تنعكس النتيجة على الجيب. "الاختراع" الذي بحث عنه نتنياهو يتعلق بتخفيض ضريبة البلو على الوقود. يحق للدولة أن تخفض الضرائب؛ هذا شرعي، ولكن ليس شرعيا ذر الرماد في عيون الجمهور والحديث فقط عن التخفيض، دون شرح المعنى الاقتصادي لمثل هذه الخطوة. معروف لنتنياهو أن وضع الميزانية سيء. عقب الركود العالمي تخسر شركات عديدة في البلاد أو تكسب قليلا، وعليه فثمة انخفاض في مردودات الضريبة. ومنذ الان معروف أن العجز في الميزانية سيكون أعلى بـ 13 مليار شيكل مما خطط من قبل، وهذا خطير. اضافة الى ذلك توجد هذا العام ايضا مشكلة عسيرة في مجال النفقات. بحث لبنك اسرائيل قضى مؤخرا بانه يوجد تجاوز بمقدار 6.4 مليار شيكل في جانب النفقات في الميزانية. وهذا ينبع من سلسلة من القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا، مثل اتفاقات الاجور مع الاطباء، رفع أجر الحد الادنى، علاوة اجور لعاملي المقاول، تمويل التعليم المجاني من عمر ثلاث سنوات وكذا العلاوة لميزانية الدفاع.  وعليه، ففي اللحظة التي خضع فيها نتنياهو للضغط، فقرر تخفيض ضريبة البلو بـ 10 أغورات، كان ينبغي له أيضا ان يقترح سبيلا لملء صندوق المالية، الذي ازداد العجز فيه. عليه أن يري أين ترفع الضرائب وأين تقلص النفقات، والا فان الحديث يدور هنا عن "اختراع" يتمثل بخلق شيء من لا شيء. هذه الحقيقة البسيطة كان ينبغي لرئيس الوزراء أن يقولها للجمهور، في أن في الاقتصاد لا توجد وجبات بالمجان.