خبر : العدل غائب ايضا/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس 7/2/2012

الأربعاء 08 فبراير 2012 11:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العدل غائب ايضا/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس  7/2/2012



"لم يحصل في أي زيارة لي الى قرية ابو غوش انه لم تعصف بي خلالها رغبة شديدة في زيارة قبر يوسف باسم شعبي ناكر الجميل – الذي بقيادته يوجد هناك من يعرفون كيف يحبون كارهينا ويكرهون محبينا – لطلب المغفرة"، كتبت غيئولا كوهين في كتابها "ليس لدي القوة كي أكون تعبة". يوسف أبو غوش، الذي تجند في صفوف "ليحي" (مقاتلو حرية اسرائيل)، ساعد في التهريب من المستشفى البريطاني سجينات من معتقل المسكوبية في القدس. في أعقاب اغتيال مبعوث الامم المتحدة، بولكا برندوت، اعتقل وسجن من قبل الحكومة المؤقتة لبن غوريون، الى جانب مجموعة كبيرة من رجال "ليحي". بعد اطلاق سراحه اكتشف بان الحكم العسكري صادر كل املاكه. فتشوش عقله لدرجة أن ابناء عائلته اضطروا الى ابقائه حتى يوم وفاته في غرفة معزولة في ساحة منزلهم. في المرة التالية التي ستزور فيها غيئولا كوهين ابو غوش، يجدر بها أن تحج ايضا الى قبر سليم عارف ابو غوش، كي تطلب منه المغفرة باسم حكومة اليمين. سليم كان مع رجال القرية الذين تعاونوا مع اليهود في حرب التحرير واتهمهم عرب المحيط بالخيانة. في الوقت الذي وجد فيه مخبأ في منطقة بيت لحم، اعلن كغائب واراضيه، نحو خمسين دونما، صودرت. وبعد أن رفض الورثة قبل بضع سنوات اقتراح تعويض جزئي، تعرضها الان مديرية اراضي اسرائيل للبيع لسكان القرية. بين الوثائق التي رفعت الى المحكمة المركزية في القدس، بطلب الغاء مكانة الغائب، توجد رسالة كتبها نائب رئيس الكنيست في حينه، اسحق نافون، قبل أربعين سنة الى وزارة الداخلية. من اصبح لاحقا رئيس الدولة شهد بانه في عهد حرب التحرير – بصفته اليد اليمنى لبن غوريون – اوصى سكان ابو غوش، بناء على رأي مؤسسات الحاضرة اليهودية، الخروج من القرية لاسباب أمنية. "وعدتهم بانه سيكون بوسعهم العودة الى قريتهم مع نهاية الحرب"، كتب واضاف، "نحن ملزمون بالايفاء بكلمتنا والسماح بعودة كل عائلة ترغب في ذلك".ومع أنه لم يذكر حالة سليم، كتب نافون بانه يصدق أقوال عضوي كيبوتسين مجاورين للقرية، شهدا بان سليم كان احد رجال القرية الذين اجتازوا الحدود بناء على مشورة مؤسسات الحاضرة اليهودية.في أعقاب توصية نافون، سمح لسليم عارف ابو غوش بالعودة الى القرية، ولكن أراضيه بقيت في يد حارس املاك الغائبين بدعوى أن عودته لم تغير مكانته كغائب. في وثيقة اخرى، من العام 1998، رفعت الى المحكمة كتب ارئيل شارون، في حينه وزير البنى التحتية الوطنية، بان أهالي ابو غوش "عملوا معنا في أثناء الصراع ضد البريطانيين ولم يحدثوا مشكلة في اثناء حرب الاستقلال". كما أن توصية شارون باعادة البحث في الطلب لم تعد لورثة سليم الاراضي. محكمة العدل العليا وجهتهم الى محكمة مدنية، حيث تبدأ في هذه الايام مرحلة الاثباتات.محامي العائلة، المحامي حسام يونس، يشدد على أن سليم لم يغادر البلاد الى اراضي دولة معادية – على حد تعريف قانون املاك الغائبين، بسبب موقف معادٍ في الحرب ضد الحاضرة اليهودية. الدافع الامني الوحيد الذي برر في حينه بقائه خارج حدود اسرائيل كان التخوف من أن يدفع بحياته ثمن مساعدة الدولة. لا أعرف يهودا يحبون كارهينا، مثلما كتبت غيئولا كوهين، ولكن ثمة بالتأكيد من يتصرفون بشرانية تجاه معاونينا.ماذا يريد باراكبمناسبة تقرير رونين بيرغمان قبل اسبوعين في "نيويورك تايمز" والذي في مركزه مقابلة مع وزير الدفاع ايهود باراك، من المجدي التوجه بسرعة الى وكالة السفر القريبة. ففي التقرير عدد باراك ثلاثة شروط لهجوم عسكري في ايران: شرعية دولية، بالاساس امريكية، للهجوم؛ قدرة اسرائيل على العمل في ايران، ووجود حاجة الى عملية عسكرية. وأخذ بيرغمان الانطباع بانه لاول مرة قررت القيادة الاسرائيلية بان كل الشروط الثلاثة نضجت.اين بالضبط وجد باراك الشرعية الدولية لعملية عسكرية؟ هل في تصريحات وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا في مؤتمر سبان، في بداية كانون الاول الماضي، حيث حذر من "نتائج غير مخطط لها"، لهجوم اسرائيلي أو أمريكي، والذي في أقصى الاحوال سيؤجل تطوير القنبلة الايرانية بسنة – سنتين؟ أم في تقدير بانيتا في أن الهجوم سيزيد تأييد دول المنطقة لايران وقد يؤدي الى أعمال مضادة للقواعد العسكرية في الشرق الاوسط؟ أم ربما وجد باراك الشرعية في تصريحات رئيس الاركان الامريكي الجنرال مارتين دمباسي الذي قال في الشهر الماضي في مقابلة صحفية ان للولايات المتحدة نهج مختلف عن نهج اسرائيل بالنسبة للتهديد الايراني، وحذر من أن مواجهة مع ايران ستضعضع جدا الاستقرار الاقتصادي في العالم.أيحتمل ان يكون الرئيس براك اوباما قرأ التقرير في "نيويورك تايمز" فقرر الايضاح لمواطني اسرائيل بان ليس لحكومتكم أي شرعية أمريكية لمهاجمة ايران؟ لعل هذا هو السبب في أنه رغم ايام الانتخابات الحساسة قال ربما لـ ايه.بي.سي انه معني بتسوية الخلاف مع طهران بوسائل سياسية وانه مقتنع بان القيادة الايرانية باتت تشعر بتأثير العقوبات المتطورة التي فرضت عليها. ولعل كل هذا ليس سوى واحدة اخرى من المناورات المتعاكسة من انتاج باراك. انظروا الى اين دفع هذا بزعيم "الاستقلال". فإلى أين سيدفعنا؟