طرأ تغير مفرط على الحالة الجوية في اسرائيل في الشهرين الأخيرين. تحدثوا عن شتاء قليل المطر آخر لكن من حسن الحظ ان التنبؤات لم تتحقق. ما تزال اسرائيل في حاجة الى الماء لكن الوضع الآن ليس سيئا كما ظنوا. هل انتبه أحد الى تغير آخر للحالة الجوية، يحرج المتنبئين بالخراب؟ يتبين ان المناخ الدولي المتعلق باسرائيل أفضل كثيرا مما تنبأوا ويبدو انه آخذ في التحسن فقط. أعلن وزير خارجية كندا، جون بيرد، الاسبوع الماضي في زيارته الى البلاد ان ليس لاسرائيل صديقة أفضل من كندا. "تؤيد أوتوا ما هو مبدئي وعادل وإن لم يكن شعبيا أو مريحا أو مستحسنا"، قال. "اسرائيل مصدر نور في المنطقة التي تتمنى الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وسلطة القانون"، أضاف. منذ ان تم تعيينه ستيفن هاربر رئيسا لحكومة كندا قبل خمس سنين، صارت كندا تبرهن على الدوام على صداقتها لاسرائيل ولم تكن الحال هكذا دائما. فقد كانت سياسة كندا نحو اسرائيل طوال سنين فاترة في أحسن الحالات. وليست كندا وحدها هي التي تعبر عن تأييد اسرائيل. فسياسة الحكومة الائتلافية في هولندة، وهي عضو مهمة في الاتحاد الاوروبي، أكثر وداً لاسرائيل مما كانت حكومات سابقة هناك. وما تزال دول شرق اوروبا الاعضاء في الاتحاد تحافظ على علاقات وثيقة باسرائيل. وفي الختام نقول ان النغمة التي تصدر عن الولايات المتحدة بشأن علاقات امريكا باسرائيل في الاشهر الاخيرة تلذ آذان أكثر الاسرائيليين. ان الحملة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة التي بدأت بانتخابات ترشح في الحزب الجمهوري، ما تزال تصدر عنها تصريحات تأييد لاسرائيل عن كل المرشحين تقريبا. وكل ذلك في فترة تمر بها الولايات المتحدة بأزمة اقتصادية يفترض أصلا ان تكون في مقدمة اهتماماتها السياسية. لا يميز هذا التوجه الجمهوريين فقط. فالرئيس براك اوباما ايضا الذي عبر أكثر من مرة في الماضي عن انتقاد اسرائيل ينشد لها في المدة الاخيرة أناشيد المدح. يتعدى تغير المناخ في الولايات المتحدة السياسة كثيرا ويعبر عن التأييد الراسخ لاسرائيل بين المواطنين الامريكيين. من ذا ما يزال يتذكر الشكاوى الشديدة التي سُمعت في اسرائيل من عزلتها في العالم ومن أننا سنبقى بلا اصدقاء؟ ان كل حادثة في المنطقة كانت شبه برهان على هذا الزعم. قيل مثلا انه يجب على اسرائيل ان تعتذر لتركيا بسبب واقعة "مرمرة"، برغم أنه كان واضحا ان تركيا هي التي يجب ان تعتذر لاسرائيل. واستقر رأي رئيس حكومة تركيا على محاولة تأدية دور زعيم العالم الاسلامي وان يُدير ظهره لاسرائيل، لكن زُعم ان اسرائيل هي المسؤولة عن عزلتها التي تزداد. وقيل ايضا في أعقاب الاضطرابات في مصر وسوريا ان اسرائيل ستبقى بلا اصدقاء. من الذي أعلن في العام الماضي انه يقترب تسونامي وانه يتوقع ان يصيب اسرائيل في ايلول 2011؟ وزُعم انه يمكن منع ذلك اذا اقترحت اسرائيل تنازلات بعيدة المدى على محمود عباس. وقد مر ايلول وتعلم الذين تنبأوا بالتسونامي مرة اخرى ان النبوءة أمر خطير في الشرق الاوسط. ليس مفاجئا ان ديمقراطيات في العالم تدرك ان اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط التي نجحت في التغلب على عدوان متكرر مُعادْ وعلى هجمات ارهابية، وانه في فترة عدم الاستقرار والعنف هذه في المنطقة فان اسرائيل هي الحليفة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها. ربما الآن يصبح ما كان واضحا كثيرا عن بُعد واضحا ايضا للمنتقدين في الداخل.