خبر : سوريا وايران وعالم الظلام/بقلم: حاييم شاين/اسرائيل اليوم 6/2/2012

الثلاثاء 07 فبراير 2012 10:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سوريا وايران وعالم الظلام/بقلم: حاييم شاين/اسرائيل اليوم 6/2/2012



 حاولت سنين طويلة ان أفهم كيف تصرفت أمم العالم بعدم اكتراث وبلا مبالاة واغماض عيون حينما قيد يهود العالم في قطارات خلال اوروبا الى معسكرات الابادة؛ وكيف سوّد دخان المحارق سماء بولندة ولم يحرك أحد ساكنا لوقف عمل المحارق. وتعلمون ان دولا قوية متحضرة لم تسرع الى العمل في تصميم لمنع القضاء على يهود اوروبا، هذا اذا لم نشأ المبالغة. واعتقدت انه لما كان الضحايا يهودا فان هذا أمر لا يهم أحدا في العالم. دفع 6 ملايين يهودي حياتهم ثمنا للتنكر والكراهية وعدم الانسانية. في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية أمل أصحاب ضمير كثيرون ان يكون الدرس قد تم تعلمه وألا يكون دم البشر مشاعا. وكان من آمنوا بأن الانسانية لن تستطيع بعد التسليم لقتل أبرياء على أيدي حكام قُساة متعطشين للدم، وحكام برابرة عصريين يستعملون اسلحة فتاكة. كان يفترض ان تكون منظمة الامم المتحدة عنصرا دوليا مركزيا في حشد القوى المستنيرة من اجل مجابهة قوى الظلام. تحطم الأمل. في هذه الايام يُذبح في سوريا آلاف من البشر بنيران المدافع والراجمات بلا تمييز والعالم صامت مشلول. لا تنجح منظمة الامم المتحدة في العمل لأن روسيا والصين استعملتا حق النقض في مجلس الامن، والامم المتحدة في انهيار وقد ثبت بوضوح انها عديمة الأهمية وتعوزها القدرة على العمل. قبل سنين كثيرة أعلن دافيد بن غوريون ان الامم المتحدة كيان تنظيمي لا معنى له. والشيء الوحيد الذي ما يزال يستطيع ان يوحد المنظمة هو كره اسرائيل والصهيونية. ايران مشغولة بانتاج سلاح ذري للابادة الجماعية وتعلم كل دول العالم ان الحديث عن خطر محسوس لا على اسرائيل وحدها. وفي مختبرات حصينة محمية يُخصب اليورانيوم من اجل حشو قنابل ذرية. ان كل يوم يمر يجعل من الصعب فقط تنفيذ عملية عسكرية ويعرض للخطر مئات الآلاف من المدنيين الايرانيين الذين سيضطرون الى دفع ثمن هجوم على مستودعات قنابل ذرية محشوة ولهذا يجب على العالم المستنير ان يعمل فورا. تحاول الدول الغربية ان تصوغ تحالفا لاستعمال عقوبات اقتصادية على ايران وتُصعب روسيا والصين مرة اخرى تطبيقها وتُمكّن من الالتفاف عليها. يجب على كل من عيناه في رأسه ان ينتبه الى أنه أخذ ينشأ محور شر خطير لا مثيل له. فالدول الارهابية تحصل على دعم من قوى كبيرة قوية لا يهمها في الحاصل العام سوى استمرار سلطانها. وفي كل لحظة قد تنشب حرب اقليمية قد تجر دولا كثيرة الى حمام دم. لا يستطيع عالم ليس فيه قدر كبير من الوضوح الاخلاقي ان يبقى زمنا طويلا. ان الاسلحة الفتاكة الموزعة في اماكن مختلفة في العالم بلا ضوابط اخلاقية تعرض الانسانية كلها للخطر. ولا يجوز ان نوهم أنفسنا، فالحرب الباردة لم تنته بل أخذت تسخن. ان النمر الصيني الذي استيقظ مع الدب الروسي الذي انتبه من غفوته يهددان ويخيفان. ويجب على الولايات المتحدة في هذه الاوقات ان تبدي جرأة وزعامة وان تقوم في تصميم في مواجهة قوى ظلامية. ولا يجوز لها ان تغمض عينها أو ان تكون ساذجة وليّنة. ان الولايات المتحدة أنقذت العالم في الحرب العالمية الثانية، ومن مزيد العجب انه يجب عليها ان تعاود الرسالة الالهية التي فُرضت عليها وهي حماية الجنس البشري من اولئك الذين يثورون عليه للقضاء عليه. ومن المهم والمناسب ان تتم هذه الرسالة في أسرع وقت، فقوى النور ليس لها وقت كاف الى ان يحل الظلام.