يُحتاج الى قلب من فولاذ ومعدة من حديد للتصويت بـ "لا" في مجلس الامن واستعمال النقض بشأن السبل التي ستفضي الى تنحية بشار الاسد. كم من الاولاد بعد يجب ان يغتصبوا ويقتلوا كي يبلغوا الى ضمائر بوتين ولافروف ووزير الخارجية الصيني؟ الى اليوم وبحسب الحساب غير الدقيق بسبب ظروف مركز حقوق الانسان في لندن، اختطف أكثر من 450 ولدا صغيرا وأُلقوا في معسكرات اعتقال وعادوا في أكياس نايلون مغلقة. ان الشهادات التي تأتي من مدينة حمص مزعزعة. فقذيفة تتلو قذيفة وقناصة السلطة لا يستريحون. يقتلوننا، يقول المحليون باكين، أنقذونا. الجثث مرمية في الشوارع ولا يسمح للمستشفيات باستيعاب الجرحى ولا توجد أدوية في المساجد التي أصبحت مدن لجوء، وبعد قليل سيموتون من الجوع والبرد ايضا. وقد فشلت كل الجهود لنقل قوافل أغذية ومعدات أساسية. وتحاصر الدبابات حيي بابا عمر وحي الخالدية. والاسد متمسك بقصة العصابات المسلحة الارهابية ويتبين ان روسيا مستعدة لقبول هذا التعلل المزور. وجدت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس الوصف الدقيق: هذا مقزز، كما عرّفت المصالح الشفافة وصفقات السلاح والحسابات السياسية لموسكو بشأن الاسد. هذا مقزز ومتلون ومخيف. وبرغم ان اوباما يزعم ان بشار الاسد قد انتهى ويدعوه الى مغادرة سوريا، فلا أحد يعلم كيف سينتهي حمام الدم وهل سينصرف الاسد حقا. فقد يتجاوز هذا الكابوس مع اصدقاء مخلصين في طهران والصين وموسكو، بسهولة عشرة آلاف ضحية وآلافا آخرين من المفقودين دُفن فريق منهم في قبور جماعية سرية كما كانت الحال عند صدام. غدا سيأتي وزير الخارجية الروسي مع رئيس جهاز الاستخبارات الى دمشق ليباحثا بشار في كيفية ترتيب الامور. والروس لا يرون سوى مصلحة موسكو فهذا موطؤهم في الشرق الاوسط وهم يستخفون بتوسلات المحليين لوقف بيع السلطة التي تقوم بالذبح في وضح النهار، السلاح. هل قلنا قبل ان هذا مقزز؟. لم يتميز بشار الاسد قط بأنه زعيم ذو حضور قوي أو بأنه عمل بحسب خطة منظمة لحل المشكلات التي أخرجت المتظاهرين الى الشوارع. فهو كذاب وجبان وضعيف ولا تهمه سوى نفسه. في منتصف الاسبوع الماضي وصل الى وكالة أخبار امريكية مجموعة كبيرة من صور من ألبوم طاغية دمشق: الاسد الى جانب أسمى الحسناء، والاسد يجد وقتا لهواية التصوير، والعائلة الرئاسية كاملة العدد تنفخ في كعكة يوم الميلاد وتخرج لركوب دراجات ريفي فوق مروج القصر. من الذي أمر بتسريب الصور قبل لحظة من التصويت في مجلس الامن؟ يمكن ان نخمن فقط. انه الطاغية، الرئيس، الذي يحارب من اجل الصورة عنه. فليس هو قاتل اولاد بل والد عائلة يُقتدى به وهو رحيم مشفق على الاولاد وزوج مخلص لزوجته الملازمة. وتبين ان هذه الصور تؤثر في موسكو. اليكم حقيقتين: ان العالم العربي منذ سنة تجري عليه زعزعة، فقد سقط ثلاثة زعماء وقضي على الرابع القذافي. والهبة في سوريا هي الأطول والأكثر قسوة. وصحيح ان دمشق وحلب ما تزالان لم تسقطا، وصحيح ايضا ان المعارضة ضعيفة ومتنازعة لكن جيش سوريا الحر من المعارضين أخذ يقوى. وبحسب جميع الدلائل أصبح الاسد يبحث لنفسه عن سبيل هرب. هذه فرصة روسيا الكبرى ان تأخذ اليها بشار وأسمى والاولاد الثلاثة وان تعفي سوريا من عقوبة ماهر والصهر آصف شوكت. أهذه فكرة هاذية؟ ينبغي ألا تُرفض رفضا باتا، اذا كان الاسد يريد ان يحصل على حياته هدية وهو ما يزال شابا فينبغي ألا يُصر على البقاء في دمشق فانهم سيصلون اليه ايضا آخر الامر.