خبر : معلومات رئيس الحكومة عن تحريض فلسطيني تأتي من جهات يمينية/بقلم: باراك رابيد/هآرتس 31/1/2012

الثلاثاء 31 يناير 2012 11:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
معلومات رئيس الحكومة عن تحريض فلسطيني تأتي من جهات يمينية/بقلم: باراك رابيد/هآرتس  31/1/2012



إن نقص الموارد وتغيير ترتيب الاولويات واهمالا لسنين جعلت أمان تكف تماما تقريبا عن متابعة التحريض على اسرائيل في الاعلام الفلسطيني. وقد دخل الفراغ الذي نشأ عدد من المنظمات الخاصة منها جمعيات يمينية ايضا بدأت تزود ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية باستعراض للتحريض. وقد نقلت في الاسابيع الاخيرة شكاوى في  هذا الشأن الى رئيس أمان الجنرال افيف كوخافي.إن اثنتين من الجهات الخاصة التي دخلت الفراغ الذي نشأ في أمان لمتابعة التحريض في الاعلام الفلسطيني هما معهد البحث "ممري" ومنظمة "نظرة الى الاعلام الفلسطيني". وتنتج هذه الاخيرة على نحو عام منتوجات مختصة لكنها منسوبة الى اليمين. والذي يرأس "نظرة الى الاعلام الفلسطيني" هو ايتمار ماركوس الذي كان الى وقت قريب نائب رئيس "صندوق اسرائيل المركزي" – وهو جمعية يمينية من نيويورك تتبرع بأموال لمنظمة "اذا شئتم" ونشاطات في المستوطنات. يكفي لنفهم مبلغ تأثير منتوجات "نظرة الى الاعلام الفلسطيني" ان نفحص عن تصريحات نتنياهو بشأن التحريض في الاسابيع الاخيرة التي تعتمد كلها على استعراضات ماركوس ورجاله. وقد صدقوا في ديوانه انهم مشاركون في الحصول على منتوجات "نظرة الى الاعلام الفلسطيني"، مع مكاتب حكومية اخرى. وجاء عن ديوان رئيس الحكومة نتنياهو انهم حينما يقررون استعمال المعلومات للدعاية يتم فحص دقيق آخر عن مصدر المعلومات وصدقه. حظي التحريض الفلسطيني بتأكيد خاص منذ انشئت الحكومة الحالية. وقد تحمل وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون والعاملون في مكتبه المسؤولية عن تركيز "مقياس التحريض" وعرضه على المجلس الوزاري السياسي الامني المصغر كل بضعة اشهر؛ وأمر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان السفارات بان تثير الموضوع بصورة مكثفة على مسامع المجتمع الدولي، ويذكر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التحريض في كل اسبوع تقريبا. في الشهر الاخير فقط نشر نتنياهو خمسة اعلانات او ستة في وسائل الاعلام عن خطبتين في الاعلام الفلسطيني في الاقل. مرة بشأن اللقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية أبي مازن والمخربة آمنة منى، وعدة مرات بشأن المفتي الفلسطيني الذي دعا – في خطبة اذيعت في التلفاز الحكومي الفلسطيني – الى قتل يهود؛ وفي المرة الاخيرة أول من أمس، عن برنامج في قناة التلفاز نفسها امتدح قاتلي عائلة فوغل.قال موظفان حكوميان رفيعا المستوى وضابطان من الجيش الاسرائيلي ذوي اطلاع على هذا الشأن لصحيفة "هآرتس" انه برغم الاهمية الكبيرة التي يوليها نتنياهو لهذا الموضوع فان عناية الجهازين الحكومي والامني في متابعة الاعلام الفلسطيني مختلة جدا. وقالوا انه حدث في السنين الاخيرة اهمال لهذا الشأن ولا سيما في فرع المخابرات في الجيش الاسرائيلي. ان المسؤولة عن متابعة الاعلام الفلسطيني هي وحدة "حتساف" التي تعمل في (osint) أن جمع معلومات استخبارية من مصادر مكشوفة عن كل الدول المستهدفة. و "حتساف" هي جزء من وحدة تجميع المعلومات الاستخبارية الكبيرة في أمان، 8.200 التي تعمل في الاساس في (sigint) وهو جمع معلومات استخبارية في التنصت الى مكالمات هاتفية. وهي مسؤولة منذ بضعة اشهر ايضا عن حرب "السايبر". قبل نحو من خمس سنين قسمت "حتساف" بين قواعد الوحدة 8.200 بحسب الدول المستهدفة ذوات الصلة. وكان القصد تحسين النتائج والربط بين المعلومات الاستخبارية المكشوفة والسيجينت لكن النتيجة كانت عكسية. فقد تدهورت المعلومات الاستخبارية المكشوفة الى ادنى ترتيب الاولويات وجرى فساد على "حتساف" سبب اضرارا شديدا بالقدرات الاستخبارية وكمية المنتوجات ونوعيتها.بعد شكاوى شديدة من لواء البحث في أمان في السنتين الاخيرتين فهموا في الوحدة 8.200 الخطأ. ويحاول قائد 8.200 العميد نون وقائدة "حتساف" المقدمة "ر" ان يعيدا العجلة الى الوراء ويعيدا بناء وحدة الاستخبارات المكشوفة والنجاح جزئي حتى الان. على أثر الثورات في الدول العربية بدأت متابعة مكثفة للشبكات الاجتماعية ومدونات الانترنت أثمرت معلومات استخبارية نوعية. لكن المعلومات الاستخبارية المكشوفة التقليدية وهي متابعة عشرات قنوات التلفاز العربية وقراءة الصحف والاستماع لمحطات المذياع تلقت ضربة شديدة. فقد تم على سبيل المثال وقف متابعة قنوات تلفاز مركزية كـ "الجزيرة" و "المنار" و التلفاز الفلسطيني الرسمي تماما تقريبا. ويتم جل التغطية الاستخبارية بصورة متأخرة وتأتي النتائج الى المستهلكين متأخرة. وقد تضرر علاج التحريض باعتباره جزءا من تضاؤل متابعة الاعلام الفلسطيني. لكن في السنين 2001 – 2004 نشرت "حتساف" تقريرا يوميا عن التحريض في الاعلام الفلسطيني الرسمي وعلاج هذا اليوم عرضي فقط. ويستمعون الى خطب يوم الجمعة في التلفاز الفلسطيني وفي صوت فلسطين بعد ايام من تلاوتها. ان المتابعة المختلة للاعلام الفلسطيني في "حتساف" ولا سيما في سياق التحريض تعرفها جهات كثيرة في الجهاز الحكومي. لكن بدأ علاج الامر قبل بضعة اسابيع فقط. وقد توجهوا من ديوان نتنياهو ومن مكاتب حكومية اخرى الى رئيس أمان وانذروا بذلك وطلبوا علاج المشكلة. جاء عن متحدث الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك قوله: "ان مزاعم التقرير غير صحيحة. فالوحدة تتابع في الوقت المناسب وتقدم الردود على مدار الساعة طوال ايام الاسبوع في مجالات شتى ومنها المجال الفلسطيني. وقد اتسع الرد المكشوف في السنين الاخيرة وهو يشمل جمع معلومات استخبارية من مجالات وقواعد مختلفة وكل زعم آخر لا أساس له".