في مسعى أخير ربما لايقاف المشروع النووي الايراني يصل اليوم الى طهران وفد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية. الامر لا يتعلق بهذه المرة بحدث اعتيادي أو وفد يفتقد للصلاحيات. وجود رفائيل غروسي، ذراع رئيس الوكالة يوكيا أمانو الأيمن، يدلل على أهمية النظرة التي تتخذها الامم المتحدة من هذا الوضع. "نحن نتوقع بداية حوار كان من المفروض ان يبدأ منذ زمن"، قال رئيس البعثة نائب مدير وكالة الطاقة هرمان نكراتس. "سنطالب ايران بردود واضحة ونحاول الحصول على معلومات حول مشروعها النووي". وانضم للبعثة ايضا خبيرين كبيرين في السلاح النووي هما جاك بوت الفرنسي ونويل فايتينغ الجنوب افريقي. زيارة الوفد تجري بعد ثلاث سنوات من توقف طهران عن التعاون مع الوكالة الدولية ومنعها من التحقق من التقارير الاستخبارية التي تفيد بأن مشروعها النووي ليس مخصصا للاغراض السلمية فقط. في شهر تشرين الاول نشرت الوكالة تقريرا حادا كان خلفية لتشديد العقوبات ضد ايران. والآن تعتبر موافقة ايران على رد الاتهامات ضدها انطلاقة في هذا الوضع. في المقابل أرسلت جهات عسكرية وسياسية رفيعة في اسرائيل والولايات المتحدة في الايام الاخيرة رسائل تحذيرية للقيادة الايرانية. وزير الدفاع اهود باراك الذي يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قال يوم الجمعة بأنه لا يمكن استبعاد أي شكل من التحركات ضد ايران التي تقترب على حد قوله من مدى زمني يُمكنها من الوصول الى الحصانة التي لن يكون من الممكن بعدها منعها من الحصول على السلاح النووي. باراك قال بأن نوايا طهران ترمي الى الوصول الى نقطة الحصانة واللاعودة التي لن يكون من الممكن خلالها صنع أي شيء. وحتى قصف تلك القوة الذي سيكون محدودا. باراك دعا الأسرة الدولية للتقدم نحو ذروة العقوبات ضد ايران ودعا الدول الاوروبية للشروع في مقاطعة النفط الايراني وتطبيقها حتى شهر تموز. "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين اسرائيليين كبار في نهاية الاسبوع قولهم ان الهجوم العسكري على ايران لن يؤدي بالضرورة الى تدهور الوضع في المنطقة، كما حذرت جهات غربية وامريكية عديدة في الآونة الاخيرة. في مقالة ترتكز على محادثة مع ثمانية مسؤولين كبار في جهاز الامن في الماضي والحاضر وعلى بحثين أُجريا في البلاد، تقرر الصحيفة بأن "التقديرات الاستخبارية المدعومة بالدراسات الاكاديمية تشكك في الافتراض السائد بأن الهجوم العسكري على ايران سيؤدي الى رد تسلسلي اقليمي". الصحيفة تقتبس ايضا دراسة جديدة سينشرها مركز ابحاث جامعة تل ابيب عما قريب والتي تعتبر التهديد الايراني باغلاق مضيق هرمز مجرد خدعة فارغة. في هذا السياق تقدر الصحيفة بأن اسرائيل قد تنتظر عدة اشهر وخلالها ستدرس تأثير العقوبات، إلا أنها تضيف بأن الهجوم هو امكانية حقيقية وآثاره تبدو أقل سوءا من الوضع الذي يكون فيه لدى طهران سلاح نووي. إلا أنه في الولايات المتحدة كما طالعتنا صحيفة "واشنطن بوست" أمس ما زالوا يستعدون لامكانية حدوث تدهور في الوضع الاقليمي. إثر ذلك كشفت الصحيفة، قرر سلاح البحرية الامريكي ارسال قاعدة كوماندو عائمة الى الشرق الاوسط والتي يفترض بها ان تشكل ردا في حالة حدوث تدهور مع ايران أو حدوث تهديدات من نشطاء القاعدة في اليمن وقراصنة صوماليون. صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤول رفيع في جهاز الامن الامريكي بأن الولايات المتحدة لا تمتلك قوة لابادة المشروع النووي الايراني. ووفقا لما نشرته الصحيفة الولايات المتحدة طورت قنابل مخترقة للمستودعات الارضية بوزن 14 ألف طن من اجل ضرب المنشآت النووية الايرانية والكورية الشمالية إلا ان التجارب الأولية تشير الى أن هذه القنابل في صورتها الحالية لا تستطيع تدمير جزء من المنشآت الايرانية بسبب عمقها الشديد ولأن ايران أضافت طبقات من التحصينات الجديدة لحماية هذه المنشآت. في إثر ذلك كشفت الصحيفة بأن وزارة الدفاع الامريكية قدمت في الشهر الاخير طلبا لتمويل خاص من اجل تحسين قدرة القنابل في النفاد الى أعماق أكبر خلال الصخور والاسمنت والفولاذ من قبل ان تنفجر.