غزة / سما / افتتح منتدى الشفلح الدولي الخامس العديد من أوراق العمل، ارتبطت في مجملها بواقع ذوي الإعاقة بالمخيمات وآليات حماية هذه الفئة أثناء النزاعات والكوارث وسبل ضمان المساواة المجتمعية على مستوى السياسات بين جميع أفراد المجتمع، لا سيما ذوي الإعاقة. كما ناقش المنتدى الذي جمع أكثر من 250 شخصية من المسؤولين الحكوميين والخبراء البارزين وأشخاص من ذوي الإعاقة، آخر التطورات في مجال التخطيط الشامل للطوارئ بهدف ضمان حماية وأمن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات النزاع المسلح والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية. ولأول مره يشارك ممثلا عن دولة فلسطين وجمعية دير البلح لتأهيل المعاقين مدير قسم العلاقات العامة في إذاعة فرسان الإرادة أسامة ابوصفر الذي عبر عن فرجته بهذا الحضور الكبير حيث تحدث خلال المنتدى عن تجربته حول مدى تمكين الفئات ذوي الإعاقة ومساعدتهم للاندماج في المجتمع قائلا : "التحقت بالعمل في الإذاعة منذ عام 2006 بدعم من وكالة الأونروا وذلك في محاولة لاستقطاب فئة ذوي الإعاقة للعمل والتعبير عن آرائهم والتكلم عن أبرز المشكلات التي يعانون منها كونهم الأقدر على ذلك". ولفت إلى أهمية دمج ذوي الإعاقة في كافة الأماكن والأعمال حتى لا ينظر إليهم بعين الشفقة لأنهم أشخاص قادرون على العطاء والتميز، مضيفا أن دمج ذوي الإعاقة في المجتمع ليس منة من أحد بل حق لهم أكدت عليه الأمم المتحدة. وطالب ابوصفر كافة المؤسسات العربية والدولية وكل من شارك في هذا المنتدى بضرورة وضع جدول خاص لزيارة قطاع غزة للاطلاع عن كثب على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة وماتقدمه جمعيات ومراكز التأهيل من مساعدات ووسائل خاصة لهم . منوها إلى جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين التي تأسست من رحم المعاناة بمخيم دير البلح وسط قطاع غزة تعاني من نقص في التمويل والتبرعات لإتاحة المجال أمام إتمام العديد من المشاريع التي تسعى من خلالها لتقديم العون والمساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة خاصة الفقراء منهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشها قطاع غزة بشكل عام ومخيمات اللجوء بشكل خاص وصولا لدمجهم بباقي شرائح المجتمع . وأضاف ابوصفر أن من حق ذوي الإعاقة الحصول على كافة فرص الحياة من تعليم وصحة وعمل مناسب .. مشيرا إلى أهمية اتساع مساحة البث المتاحة لإذاعة فرسان الإرادة التي تحتضنها جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين إلى جانب تزويد وتطوير كادرها من فئة ذوي الإعاقة وذلك في محاولة للارتقاء بها ومساعدتها على النقل الواقعي والحقيقي لقضايا ومشكلات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. من جانبه أوضح السيد حسن حسين مسؤول برامج الإعاقة بمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خلال جلسة تناولت التحديات المختلفة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون من ذوي الإعاقة، أن عدد اللاجئين بقطاع غزة تجاوز المليون ومائتي ألف لاجئ فلسطيني يمثلون 75 % من سكان القطاع .. مشيرا إلى أن من بين هؤلاء 50 ألف شخص من ذوي الإعاقة، أي ما يعادل 3.5%، وأن الغالبية من ذوي الإعاقة الحركية نتيجة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان. وتطرق إلى أبرز التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة بالمخيمات الفلسطينية، قائلا: غزة منطقة مغلقة ومحاصرة تعاني من ارتفاع كبير في نسبة البطالة إلى جانب الفقر، والأشخاص ذوو الإعاقة هم من الفئات الأكثر فقرا وبحاجة ماسة لأجهزة تعويضية وعمليات جراحية والسفر للخارج، وكل هذه الأمور لم ولن يحصلوا عليها .. حتى الأشخاص من ذوي الإعاقة البسيطة والذين يتم دمجهم بالمدارس لم يحصلوا على التعليم الذي يتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم بسبب النقص في وجود معلمين مؤهلين وغياب شبه تام للوسائل التعليمية. وعن الإعاقات الشديدة، أوضح أنها تلاقي بعض الدعم من المؤسسات الخاصة والتي تعتمد على التبرعات التي تنعدم في بعض الأحيان .. مشيرا إلى أن الحصول على التبرعات ليس المشكلة ولكن المشكلة تكمن في استمرار هذه التبرعات ووجود دعم آمن على مدار الوقت. وعبر حسين عن سعادته لحضور منتدى الشفلح .. متمنيا قيام وفد من المركز بزيارة اللاجئين من ذوي الإعاقة في قطاع غزة حتى يرون الواقع بأعينهم والذي لا يمكن أن يعبر عنه أحد سوى المتواجد فيه. كما أعرب عن أمله في إيجاد آليات تعاون وتبادل الخبرات بين الشفلح والمعنيين بذوي الإعاقة في فلسطين.