رام الله / سما / عقد الملتقى الوطني ليلة امس بقاعة المناضل بهجت أبو غربية في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس ندوة بعنوان "لماذا القدس .... واقع الحفريات و الانفاق في البلدة القديمة"، حيث أدار الجلسة كل من الدكتور هيثم الحسن والاستاذ الدكتور ابراهيم الفني احد اهم خبراء فلسطين بعلم الآثار. حيث افتتح الجلسة د.الحسن مثنيا على جهود القائمين على فكرة ملتقى الاثنين وقال أن من خلال هذه الندوة نحن نتعلم ونعلم ونوصل للجهات المعنية ذات العلاقة وذات الشأن ما تعلمناه لأخذه بعين الاعتبار، وأن الملتقى يناقش الأمور السياسية و الادبية والتاريخية الدينية كما هو اليوم، مضيفا أن من أُسس الصراع الفلسطيني "الاسلامي العربي" مع الاحتلال الصهيوني "الاسرائيلي الغربي"، بالاضافة الا انه صراع سياسي حضاري فإن من اهم أسس هذا الصراع أنه ديني تاريخي حسب تأويل كل طرف للتاريخ و الدين، فإنه منذ أكثر من 200 عام قد تم تزوير تاريخ هذه المنطقة بشكل ممنهج ومتعمد و موثوق وضمن خطة طويلة الأمد وقد بدأت تتضح خيوطها بالخمسين سنة الأخيرة وهي بتسارع الآن. من جهته قال الاستاذ الدكتور ابراهيم الفني:" انه مهما قدم من اضاءات حول مدينة القدس التي لها 63 اسما الا انه لا يمكن اختزالها، ولكن انا سأركز لكم على موضوع الثقافة فنحن كفلسطينين اصحاب ثقافة و هذا البرنامج الذي بامكننا به مواجهة فريق "الاسرائيلين" والذي سيمكننا من كشف تاريخ نسبوه لهم ليس له جذور فهم قوما ليس لهم لغة اذن فهم قوما ليس لهم ثقافة، وهذا ما يثبته قاموس كامبريدج بأنه ليس هناك قواعد لغة عبرية موضحا أن هذه اللغة أخذت من اللغة الأرامية"، وقد أوضح الفني ذلك من خلال حديثه عن وجود 350 مفرد من القاموس اخذت للعبرية، مضيفا أن الثقافة الفلسطينية والعربية تزور من قبل الفريق الاسرائيلي و ينسب هذه الحضارة له، مطالبا بانشاء فريق فلسطيني مثقف لمناقشة المشروع الاسرائيلي و اثبات الأدلة غير الصحيحة واثباتها للعالم أجمع مؤكدا أن "الاسرائيلين" لا يملكون المعلومة وانما هم يخلقونها، وقال ان من يملك المعرفة يملك المعلومة. وكما عرض الدكتور الفني المشروع الاسرائيلي الذي يتحدث عن تحويل المصلى المرواني بالمسجد الاقصى الى القصر الملكي، و نوه الى انه سيتم فتح النفق الموجود ما بين عين سلوان والمصلى المرواني الذي سيحول الى القصر الملكي لعمل مشروع سياحي وهذا النفق سيربط فيما بينهم. ومن الجدير ذكره ان الفني قام بعرض فلم مدته 8 دقائق ونصف للمشروع الاسرائيلي في مدينة القدس اسفل البلدة القديمة بالذات وهو مشروع مدينة دينية سياحية وقد تم مباشرة العمل به و نفذ هذا المشروع وهو الآن موجود تحت البلدة القديمة وأكد أن القائمين على المشروع هم جمعية العاد الصهيونية كما يعرض الفلم صورا هندسية ومباني للهيكل المزعوم . كما قام بعرض العديد من المقالات التي يضحد بها الرواية الاسرائيلية وخاصة ما نشر بمجلة فرنسية عن وجود حجر كتب عليها بالعبرية و يعود هذا الحجر لسيدنا داوود، وأنه بعدما اخذ هذا الحجر وجد أنه كتب باللغة الأرامية. كما قام بعرض خارطة "اسرائيلية" تعود لعام 1881م وقد وضع عليها اسماء كافة المستوطنات الموجودة اليوم، وانهى حديثه بأن الأعمال الهندسية في القدس و التزوير للحقائق والتاريخ مستمر على قدم وساق ولم يتوقف. ومن جهته أكد الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس عثمان أبو غربية على أهمية انشاء فريق فلسطيني مثقف معنى بعلم الآثار و يشكل من خلال هذه الندوة، وكما أكد على مباشرة العمل بانشاء مكتبة توثيقية فيها جانب توثيق الكتروني حديث للوثائق المتعلقة بالقدس و جانب أخر للتوثيق التاريخي للمدينة وهذه المكتبة ستحمل اسم الشهيد ياسر عرفات. ومن الجدير ذكره أن الدكتور ابراهيم الفني قد قام اهداء ارشيفه للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، وكما دار حديث مين المحاضرين والمشاركين عن أهمية توعية الجيل الجديد وتثقيفه وتعليمه بالأسماء و التواريخ الحقيقية لتاريخ البلدة القديمة واضافتها بالمنهاج الفلسطيني بشكل خاص وعن تاريخ فلسطين بشكل عام.