رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر بالاستجابة لطلبات اردنية وامريكية بتنفيذ سلسلة من البادرات الطيبة تجاه السلطة الفلسطينية. ولكنه يشترط ذلك بالتزام من جانب رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) ألا يعود لاتخاذ الخطوات أحادية الجانب ضد اسرائيل في الامم المتحدة وان يواصل المحادثات التي بدأت في الاردن قبل نحو اسبوع. والتقى أمس للمرة الثانية في عمان مبعوث رئيس الوزراء، المحامي اسحق مولكو، ورئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات. كما شارك في اللقاء وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ومبعوثو الرباعية – الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. ورفض مكتب رئيس الوزراء الدخول في تفاصيل عن مضامين المحادثات. ومع ذلك من المتوقع عقد لقاء آخر قبل نهاية الشهر. وحسب مصدرين اسرائيليين ضالعين في تفاصيل الاتصالات في الموضوع، فان الجهد الأساس لاعضاء الرباعية والاردن هو منع تفجير محادثات جس النبض التي بدأت مؤخرا. والهدف هو ادخال الطرفين في مسيرة تستمر بعد 26 كانون الثاني ايضا، الموعد الذي تنتهي فيه الاشهر الثلاثة التي خُصصت للمحادثات في موضوع الحدود والترتيبات الامنية. محاولة "حبس" اسرائيل والفلسطينيين في المسيرة بدأت قبل اللقاء الاول بين الطرفين. فالاردنيون، بالتنسيق مع الرباعية، قاموا بمناورة علاقات عامة. فقد بعثوا بدعوات لمحادثات تحددت فيها ثلاث جولات من المحادثات حتى نهاية كانون الثاني، ولكنهم لم يعلنوا عن ذلك علنا. وفور اللقاء الاول في الاسبوع الماضي أعلن الاردنيون أنه تقرر لقاء آخر وهكذا خلقوا احساسا ببعض الزخم. بذات الشكل، بعد اللقاء الثاني أمس، قيل عن لقاء آخر بين الطرفين الاسبوع القادم. وحسب أحد المصادر الاسرائيلية، فالرباعية تعتزم ان تنشر في نهاية الشهر بيانا بموجبه تعرب عن الرضى من تقدم المحادثات حتى الآن، ولكن التشديد الى جانب ذلك على ان هناك حاجة لزمن آخر للمحادثات. وستدعو الرباعية الاسرائيليين والفلسطينيين الى الاستمرار لعدة اشهر اخرى في الاتصالات انطلاقا من الافتراض بأن الطرفين لن يتمكنا من رفض الاقتراح. "الهدف هو كسب أكبر قدر ممكن من الوقت دون تفجير المحادثات وعودة الفلسطينيين الى الخطوات في الامم المتحدة"، قال المصدر الاسرائيلي. "الامريكيون يريدون الوصول بهذا الشكل الى أقرب مسافة ممكنة من الانتخابات للرئاسة التي ستعقد في تشرين الثاني". أما المصدر الاسرائيلي الثاني فأشار الى انه من اجل اقناع الفلسطينيين على البقاء في المسيرة أوضح الاردن، الولايات المتحدة ومبعوث الرباعية طوني بلير بأنه سيتعين على اسرائيل ان تساهم بدورها من خلال خطوات بناء ثقة تجاه الفلسطينيين. وقد طُرح الموضوع في اللقاء الاول في الاسبوع الماضي في عمان وكذا مباشرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتسمي محافل في الرباعية البادرات الطيبة "رزمة استقرار". ويدور الحديث ضمن امور اخرى عن تحرير سجناء فلسطينيين وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية في مزيد من المناطق في الضفة الغربية. وقد تعهد نتنياهو بالنظر بالايجاب في "رزمة الاستقرار" هذه على الأقل ثلاث مرات في السنتين الاخيرتين، ولكنه المرة تلو الاخرى تراجع في اللحظة الاخيرة بمعاذير مختلفة. التقدير في اوساط نتنياهو ورجاله هو ان الفلسطينيين لن يتمكنوا من ترك المحادثات في نهاية كانون الثاني، رغم تهديداتهم، ولا سيما بسبب التزامهم تجاه عبد الله ملك الاردن. "النية هي للاغلاق على الفلسطينيين داخل المحادثات واعطائهم مقابل ذلك بعض السكاكر"، قال المصدر الاسرائيلي. "المشكلة هي انه ليس واضحا على الاطلاق ان هذا ليس أقل مما ينبغي ومتأخر أكثر مما ينبغي بالنسبة للفلسطينيين".