ما لم تنجح في عمله قوات الامن المصرية والاسرائيلية يفعله نزاع بين عشيرتين. في هذه الايام تكاد تتعطل صناعة التهريب في الأنفاق في قطاع غزة بسبب ثأر دم أدى الى حرب بين عشيرة الشاعر الغزية وعشيرة سياح التي تسكن في رفح المصرية. عشرات المسلحين من الطرفين يضربون بعضهم بعضا، ومحاولات الوساطة والمصالحة في ذروتها، أما في هذه الاثناء فقد أغلق العديد من الأنفاق. وأمس بعد يوم من الهدوء المتوتر استؤنف تبادل النار بين الطرفين. وحتى الان احصي خمسة جرحى في المعارك، احدهم بجراح خطيرة. واختطف غزي على يد العشيرة المنافسة ويحتجز كرهينة. الشاعر تعتبر احدى العشائر القوية في قطاع غزة. وقد جمعت قوتها، العسكرية والاقتصادية، بفضل شبكة انفاق التهريب الكبيرة التي تديرها. ويعمل ابناء العشيرة كمقاولي تهريب لكل المنظمات، وهم يدخلون الى القطاع جملة متنوعة من البضائع والوسائل القتالية. دائرة الثأر بدأت قبل نحو شهرين، عندما وصل عمر الشاعر الى سيناء لتنفيذ صفقة تهريب. وقد اختطفوه ثلاثة بدو، سلبوه وقتلوه. وسرعان ما رد أقرباؤه للثأر حيث وصل عدة مسلحين من عائلته الى سيناء، اختطفوا جميل السياح، هربوه الى القطاع، حققوا معه ونشروا شريط فيديو يعترف فيه بالقتل. بعد ذلك اعيد الى سيناء واعدم في ميدان العريش. عائلة الشاعر أصدرت بيانا رسميا أخذت فيه على عاتقها مسؤولية الثأر. وفي الشهرين الاخيرين حافظ عائلة السياح على الهدوء ولكنها لم تكف عن التخطيط لثأر مضاد. ويوم السبت اجتاز بعض ابناء عائلة الشاعر الى سيناء بناء على دعوة معرفة لهم من القبائل البدوية. فوقعوا في كمين أعده الاب، الشقيق وابناء عائلة القاتل الذي اعدم. وما أن وصلوا حتى فتحت عليهم النار. واصيب جراء تبادل النار اثنان من عائلة الشاعر أحدهما بجراح خطيرة. أب وشقيق القاتل اصيبا هما ايضا. في ذات الحدث نجح البدو في اختطاف شخص آخر من عائلة الشاعر وهو محتجز لديهم. الكمين حول النزاع الى حرب. شهود عيان في القطاع رووا بان العشيرتين نشروا حواجز وبعثوا بعشرات المسلحين للقتال بينهم. في تبادل النار استخدمت رشاشات ثقيلة.