خبر : نعم، لكن/يديعوت

الثلاثاء 10 يناير 2012 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نعم، لكن/يديعوت



نعم، لكن. والمبدأ من نعم: من الجيد ان يتوجه الناس الى السياسة. وأحسن من ذلك ان ناسا أخيارا يتوجهون الى السياسة، ويئير لبيد – برغم أنه مد وسوف وتأخر وقتا يزيد على الوقت المناسب لاعلانه – هو شخص طيب للسياسة الاسرائيلية وليس هذا فقط بازاء العُسر الشخصي المتواصل وازمة الثقة التي أخذت تتسع بين الشعب ومتخذي القرارات. بيد ان هذا بداية القصة فقط. انها بداية طيبة، لكنها ليست أكثر من بداية. وان المهم حقا ما سيفعله لبيد بعد ذلك.هل ينشيء حزبا جديدا؟ ان الاحزاب الجديدة في الحقيقة ليست بشارة مفرحة حقا في المشهد السياسي في اسرائيل. والاحزاب الجديدة، اذا سُمح لي، مثل بلدات جديدة في ارضنا الصغيرة التي أخذت تُغطى بثوب من الاسمنت والجص. حضرت منذ وقت ليس بعيدا نقاشا تناول طلب شباب رائعين، مثاليين بأحسن معاني هذه الكلمة، ان ينشئوا بلدة جديدة في النقب. وسألتهم لماذا تكون جديدة، لماذا لا تنضمون الى واحدة من البلدات القائمة، وسعوا وثخنوا وأغنوا وأسهموا، وذكرت اسم المكان ايضا. وقال واحد منهم، لا يمكن، لأن هذه البلدة لا صلاح لها. وهو قول له ما يعتمد عليه بالطبع مثل الرغبة في البدء من جديد بصورة خالصة من غير اعتماد على الآخرين، بيد ان هذا الامر اشكالي جدا.لست أعرف حتى الآن البرنامج الحزبي الذي سيصوغه ويعرضه لبيد والمنضمون اليه. استطيع أن أُخمن ان مبادئه ستراوح بين مباديء ميرتس في اليسار ومباديء كديما في اليمين، وبعبارة اخرى نقول ان برنامج الحزب الجديد لن ينشيء مفاجآت مدوية لا في المجال السياسي ولا في المجال الاجتماعي كما يبدو.في الحياة الحقيقية فرق واضح بين المراهقة والنضج نفسه. ففي المراهقة يجوز ان نريد اصلاح العالم وتوجد شرعية كاملة لأحلام كما في حركات الشباب. وفي النضج انفصال مؤسف ومؤلم عن تلك الأحلام، ومن جهة اخرى عمل صعب لتحقيق ما يمكن من تلك الأحلام.وهكذا فانه لا يُطلب من الاحزاب ان تقترح حلما جديدا فحسب بل ان تحققه ايضا.فبماذا سيجددون اذا؟ بقائمة المنتخبين. سنحصل على وجوه معروفة بعضها ذو سجل مبرهن عليه وواعد وبعضها من غيره، وعلى وجوه جديدة ايضا بعضها عذري. وكما في كل حزب جديد يمكن ان تسمح القائمة لنفسها بأن تكون متنوعة جدا. لأن السجل السياسي لفريق من الاشخاص ليس معلوما ولأنه لم ينضج عند فريق آخر بقدر كاف وبسبب الميل الطبيعي لكل حزب ولا سيما احزاب المركز الى ان تجند أكبر قدر من المصوتين لصفوفها. لتكون صوت الشعب كله لا صوت الشعب فقط. وان فكرة ان يستمد هذا الحزب اصواتا من اليسار والمركز واليمين ايضا – وان يضرب الليكود بذلك – هي فكرة ساقطة. لا نحتاج الى طمس على مواقف بل الى تحديد أهداف واضح دقيق. وتستطيع الاحزاب القائمة ان تجدي في هذا على الأقل – مع تراث سياسي طويل معروف وملزم.ونقول بالمناسبة ان هذا الامر لا يشتمل على كديما. فهو بالضبط المثال على حزب نفد فعله السياسي في اليوم الذي عولج فيه الرجل الذي انشأه، أي اريئيل شارون، في المستشفى، وبقي بعده وهم وبعد الانتخابات الاخيرة ايضا مع 28 نائبا. هذا مجمع تجاري فكري لم ينجح في ان ينشيء مقولة سياسية امنية واجتماعية واضحة، ويُبذل جُل طاقته اليوم في حروب داخلية، بصورة غير مفاجئة.ان استقرار رأي لبيد على التوجه الى السياسة يكمن فيه وعد بالتغيير وأمل ان يحدث هذا ايضا. بيد ان الوعد والأمل ليسا مفهومين من تلقاء أنفسهما لمجرد القرار. من حسن حظ لبيد انه لم ينتظر الى الدقيقة قبل الانتخابات وأن له وقتا ليفكر وليتخذ قرارات وليقف من ورائها ايضا.