خبر : محاكمته من المفترض أن تنتهي قريبا...مصير مبارك: القنبلة الموقوتة التي تهدد مصر

الأحد 08 يناير 2012 09:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
محاكمته من المفترض أن تنتهي قريبا...مصير مبارك: القنبلة الموقوتة التي تهدد مصر



القدس المحتلة / سما / تساءل الكاتب الإسرائيلي "سمعدار بيري" في مقال له نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الأحد، عن مصير الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في ظل مطالبة النيابة العام بإعدامه بعد تحميله المسؤولية الكاملة عن مقتل جميع المواطنين المصريين، الذين قتلوا خلال الثورة المصرية، مشيراً إلى أن قرار المحكمة المصرية محفوف بالعديد من المخاطر، فإما أن تحكم بإعدامه وتحول ذلك اليوم إلى عرس مصري كبير، أو أن تعفوا عنه وتعيد الشارع المصري إلى الإضرابات التي عاشها خال الثورة. وأضاف الكاتب:"إن محاكمة مبارك من المفترض أن تنتهي تقريباً في الذكرى السنوية الأولى للثورة، والمتظاهرين من الآن يحذرون رئيس المحكمة بأنه يمسك بقنبلة موقوتة، حيث أن قرار المحكمة بشأن مبارك، سيحول ذلك اليوم إما ليوم عيد وطني يدخل مصر تاريخ الربيع العربي كدولة حاسبت رئيسها حتى النهاية، أو أن عائلات الضحايا الذين قتلوا خلال المظاهرات سيعودون للاعتصام في الميدان، ويعود ميدان التحرير لما كان علية في السابق". وتساءل الكاتب في مقالة عن الدور الحقيقي الذي يلعبه المشير محمد الطنطاوي في محاكمة مبارك قائلاً:" إن المشير محمد الطنطاوي هو الذي سحب مبارك من قصره ووضعه في شرم الشيخ، ووضعه أيضاً في قسم مغلق في المستشفى، وهو الذي أفسد خطة مبارك في نقل الحكم لأبنه جمال، ولكن طنطاوي نفسه هو الذي شهد في المحكمة أمام القاضي، قائلاً: إن مبارك لم يصدر تعليماته قط بفتح النار على المتظاهرين، وعليه فإنه هو الذي يملك صلاحيات تنفيذ الحكم من خلال منهجه الجديد إما بالسلب وإما بالإيجاب". وأستذكر الكاتب إحدى المقابلات التي أجراها مع الرئيس السابق مبارك وسأله حينها عن موقفه عند مشاهدته للرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو يوضع حبل المشنقة على رقبته قائلاً:" في إحدى المقابلات الصحفية الأخيرة مع الرئيس مبارك، سألته عما كان يجول في تفكير عندما شاهد صور صدام حسين يعدم في بغداد، وقد أثار سؤالي هذا توتر وزير الإعلام في حينها انس الفايق، وتوتور المستشار الإعلامي المرافق له سليمان العواد، بالإضافة إلى غضب صحفي مصري كان حاضراً في المقابلة، والذي قام بدورة بتوبيخي، لم يكن يتصور أن يتم التحدث مع زعيم عربي، وسؤاله ما هو شعوره وزميلة يشنق". وأضاف الكاتب:"إلا أن مبارك فكر في السؤال، وشاهد نظرات الرعب التي اعتلت على وجه صدام حسين حين إعدامه، ورأى فرصة لإرسال رسالة، قائلاً لماذا كان ينبغي أن يكون إعدامه على وجه التحديد في شهر رمضان المبارك؟ من الذي سمح بإدخال كاميرات إلى غرف المشنقة؟ لماذا أصر الأميركيين على التنفيذ الفوري للحكم؟ هل أقروا بأنه يستحق الموت؟ على الأقل كان من الأجدر بهم تنفيذ ذلك بسرية قبل ثلاثة سنوات". وتابع الكاتب متهكماً:"لم يحلم آن ذاك بأن الأرض قد ترتعد تحت أرجلة في القصر الجمهوري في القاهرة، وبأن النائب العام الرئيسي في مصر سيطالب بشنقه، بالرغم من أنهم لم ينجحوا حتى الآن في إثبات من الذي أعطى الأوامر بفتح النار، ومن الذي أدى إلى مقتل 800 متظاهر في الميدان، ولكن بالرغم من ذلك فإن النيابة العامة تلقي بالمسؤولية الكاملة على الرئيس المخلوع، وفي خطاب عاطفي في قاعة المحكمة همس المدعي العام سليمان في أذن مبارك، قائلاً: لقد لوثت حياتك المهنية العسكرية الطويلة،لقد سلكت جميع الطرق الدنيئة لتوريث ابنك جمال السلطة، أنت لا تستحق الرحمة". وأختتم الكاتب مقاله قائلاً:"إن الشعب المصري سيصحو ذات يوم على خبر وفاة مبارك، وسيقومون بدفنه بالسرعة الممكنة، وليس من المستبعد أن يقوموا بتغطيته بالعلم المصري، ولكن يا ترى من سيشارك في هذه الجنازة؟ وهل سيتم إخراج أبناءه  من السجن للمشاركة في جنازة أبيهم إلى مثواه الأخير". وتابع:"ستمضي هذه الأيام وستنتهي، وسينزل لاعبون جدد إلى الساحة المصرية، ولا يجوز أن نقف غير متابعين لما يحدث في سيناء "أرض الإرهاب،" وما ستحمله لنا الأيام مع الرئيس المصري الجديد" على حد تعبيره.