تدعي منظمات المعارضة في سوريا بانه خلف العملية الانتحارية في دمشق لا يقف أحد غير الموالين لنظام الاسد. 26 شخصا قتلوا وعشرات آخرون جرحوا بعد أن تفجرت شاحنة ملغومة توقفت يوم الجمعة في وسط حي الميدان في العاصمة بين عشرات المارة. معارضو النظام يسندون ادعاءهم الى شريطين بثا في نهاية الاسبوع في التلفزيون السوري – على ما يبدو على سبيل الخطأ – ويطرحون علامات استفهام بالنسبة لهوية منفذي العملية. في احدى الصورتين ظهر صحفي من التلفزيون الرسمي "يزرع" أكياسا مليئة بالاغراض الى جانب بقع دم الضحايا، وذلك أغلب الظن لخلق الانطباع بان الارهابيين المتسللين الى سوريا لخلق حرب أهلية هم المسؤولون عن التفجير – بالضبط مثلما يقول رجال بشار الاسد. في الشريط الثاني ظهر واحد من "مصابي الصدمة" يتوجه الى المصور ويبلغه: "هذا هو، انتهينا". بعد ذلك نهض على قدميه وغادر ساحة الحدث. كما تدعي منظمات المعارضة بان طابورا من سيارات الاسعاف وطواقم الاعلام من قنوات الاخبار الرسمية استدعيت صباح يوم الجمعة الى حي الميدان، قبل ثلاث ساعات من وقوع الانفجار – الامر الذي يثبت، حسب روايتهم، بان رجال الاسد عرفوا مسبقا بالانفجار المرتقب. ويدعي معارضو النظام بان الميدان تم اختياره كساحة للارهاب عن عمد – لانه اندلعت في الحي مظاهرات ضد نظام الاسد. وشيع الالاف أمس الى مثواهم الاخير 26 قتيلا في العملية، وهم محوطون بحزام سميك من رجال الجيش والامن. وهذه هي العملية الثالثة في سوريا منذ وصول مراقبي الجامعة العربية قبل اسبوعين، الذين سيرفعون هذا الصباح الى الامين العام للامم المتحدة تقريرهم الأولي. في مواجهات اخرى بين قوات النظام والمتظاهرين، في نهاية الاسبوع الماضي، قتل 21 مواطنا واصيب كثيرون آخرون. كما أن قائدا برتبة عقيد، من سلاح الجو السوري، فر أمس مع 50 من جنوده وقال: "نحن نفر بعد أن رأينا الجيش يذبح المواطنين".