رام الله / سما / قلل امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اليوم من اهمية النتائج التي يمكن ان يقود اليها الاجتماع المقرر عقده غدا في الاردن بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين وما يمكن ان تقدمه اسرائيل فيه. واعاد عبد ربه لاذاعة (صوت فلسطين) صباح اليوم التأكيد على ان هذه لقاءات استكشافية وليست عودة الى المفاوضات مع اسرائيل مشيرا الى ان جولة استكشافية جرت يوم الثلاثاء الماضي في ذات المكان غير انها لم تؤد حتى هذه اللحظة لاي نتائج. واكد ان هذا الاجتماع الذي جرى برعاية اردنية وبمشاركة مندوبين عن اللجنة الرباعية الدولية للسلام "لم يعبر عن أي انفراج في قضية المفاوضات كما انه لم يحمل أي مؤشرات على ان هذا الامر يمكن ان يحدث في اللقاءات المقبلة". والمح عبد ربه الى ان مشاركة الجانب الفلسطيني في هذه اللقاءات جاءت استجابة لمطالب اردنية ومن اللجنة الرباعية مشيرا الى "ان الاشقاء في الاردن وكذلك في اللجنة الرباعية يؤكدون انه يجب القيام بجهد حتى لو كان هذا الجهد غير واضح المعالم والنتائج". واوضح "ان هذين الطرفين طلبا ان يبذل الجهد قبل نهاية الشهر الجاري الذي يمكن ان يكشف مدى استعداد اسرائيل للدخول في عملية سياسية جادة". وكانت اللجنة الرباعية الدولية منحت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في شهر سبتمبر الماضي مهلة ثلاثة اشهر تنتهي في ال26 من الشهر الجاري لتقديم اقتراحات يمكن التفاوض بشأنها حول قضيتي الامن والحدود الخاصة بالدولة الفلسطينية. وسلم الجانب الفلسطيني في لقاء عمان الاخير الذي عقد الثلاثاء الماضي للجانب الاسرائيلي رؤيته حول هاتين القضيتين فيما امتنع الاخير عن تقديم ما يراه بشأنهما فيما تردد انه وعد بدراسة الرؤية الفلسطينية المقدمة له. وجدد عبد ربه التأكيد على "ان المفاوضات مع اسرائيل لا يمكن ان تبدأ الا اذا توفرت شروط جدية من اجل ضمان نجاحها" مشيرا الى "انه لا يتوفر في اللقاءات التي في عمان أي عنصر يشجع على اطلاق اسم مفاوضات عليها". واعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في ختام اللقاء الذي شارك فيه ممثلو اللجنة الرباعية الدولية والسلطة الفلسطينية واسرائيل والذي عقد الثلاثاء الماضي ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وافقا على مبدأ حل الدولتين والاقتراحات التي تضمنها بيان اللجنة الرباعية في سبتمبر الماضي. وقال جودة في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع "ان الاطراف اتفقت على استمرار اللقاءات في عمان من دون الاعلان عنها مسبقا والا يتحدث عن الموضوع سوى الاردن كبلد مضيف وان تكون التصريحات محصورة فيه". على الصعيد ذاته توقع عبد ربه "الا يقدم الاسرائيليون أي شيء في اجتماع الغد للجانب الفلسطيني" مشددا على "انه كما يبدو حتى الان فليس عندهم أي نية لتقديم أي شيء في هذا الاجتماع". ورأى "انه كما يبدو فان هذه الاجتماعات ستدخل في ذات الدوامة التي يريد الاسرائيليون ان ندخل اليها" منبها الى "ان كل هذا يجري في الوقت الذي يتصاعد بشكل غير مسبوق النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة". وشدد على "ان ما يجري هو سرقة للارض الفلسطينية وتغيير لمعالمها والاستيلاء على اماكن فلسطينية وهدم بيوت ابناء شعبنا وهو الامر الذي يكشف عن سياسة اسرائيل الحقيقية التي لن تدخل في أي مفاوضات جادة في المدى القريب". وقبل ايام اعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن امله في نجاح الجهود الاردنية في دفع العملية السلمية قدما مجددا التأكيد على المطالب الفلسطينية المعروفة للجميع وتحديدا تجميد الاستيطان ومبدأ حل الدولتين على حدود عام 67 للعودة بعدها فورا للمفاوضات. وشكلت القيادة الفلسطينية في اجتماعها الذي عقدته قبل اكثر من اسبوع لجنة من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة (فتح) لدرس الخيارات المستقبلية في حال فشل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات حتى نهاية مهلة الشهور الثلاثة. على ذات الصعيد علق عبد ربه على الانتقادات التي وجهتها فصائل فلسطينية عدة لموافقة السلطة على لقاء الاسرائيليين في عمان بالقول "ان هذا الموقف يشترك فيه الجميع وليس فقط من يشارك في المفاوضات". وتوقع "ان يتضح وليس بعد زمن بعيد وانما غدا او بعد غد او خلال ايام قليلة ان القضية ليست خلافا فلسطينيا بشأن المفاوضات وانما هي ان اسرائيل بالاساس لا تريد ان تكون في هذه المفاوضات اي مضامين جدية او ان يكون لها مسار يؤدي الى نتائج فعلية". ووصف عبد ربه اختلاف وجهات النظر الفلسطينية هذه "بأنها خلاف تكتيكي يحدث اليوم في المواقف الفلسطينية وسرعان ما سيزول خلال ايام قليلة".