بعثة من أطباء "من مستشفى شيبا في تل هشومير أجرت أمس على مدى اكثر من ست ساعات ماراثون عمليات جراحية للعيون في مستشفى رفيديا في نابلس. ثمانية فلسطينيين وصلوا الى نابلس من مدن مختلفة في الضفة الغربية اجريت لهم عمليات جراحية في هذه الفترة الزمنية على ايدي ثلاثة خبراء اسرائيليين. اضافة الى ذلك، فحص عشرات آخرون من المرضى الذين يعانون من امراض مختلفة في العيون. ارسال البعثة الى نابلس بادرت اليه جمعية "اطباء من اجل حقوق الانسان" مع ادارة مستشفى شيبا في تل هشومير، التي وضعت تحت تصرف الاطباء كل المعدات اللازمة لهم. وبعثة الاطباء الذين تطوعوا ضمت أطباء العيون البروفيسور شلومو ميلاميد، مدير مركز العيون في مستشفى شيبا، د. غاي بن سيمون ود. ديدي فبيان من ذات القسم. وسافر معهم ايضا رئيس ادارة جمعية اطباء من أجل حقوق الانسان البروفيسور تسفي بنتفتش، وعضو الجمعية صلاح الحاج يحيى، المسؤول عن اقامة الاتصالات مع المحافل الطبية في الضفة. "حالات صعبة على نحو خاص" وروى البروفيسور ميلاميد بانه اضافة الى ماراثون العمليات، الذي كان الاول من نوعه، فقد كان هدف الحملة نقل المعلومات وارشاد اطباء العيون المحليين في التجديدات المختلفة وعلى رأسها التقنية الجديدة في العمليات بواسطة شق صغير على نحو خاص. "يوجد في نابلس وفي مدن اخرى في الضفة طابور طويل جدا من المنتظرين للعمليات ولكن ايضا لعلاجات طبية اخرى. ويوجد هناك نقص في الجراحين"، قال البروفيسور ميلاميد. غازي عامر، فلسطيني ابن 67، من سكان قرية قليل، قرب نابلس، بُشر أمس بانه أخيرا سيخضع بعد اسبوعين لعملية ازالة ورم سرطاني تحت عينه اليمنى أدى الى احتدام حالته الصحية. وأمس التقى بالاطباء الاسرائيليين، واجتاز فحصا تمشيطيا وتقرر اجراء عملية له على وجه السرعة. وروى سمير ابنه "تأثرنا جدا. نحن لا نزال لا نصدق بانه سيجتاز هذه العملية". "الاحفاد، الذين ليس لهم بعد تجربة في الحياة، يسألون كيف حصل أن يهودا يريدون مساعدة جدنا. أما نحن فشرحنا لهم بان ليس كل اليهود أشرار، يوجد أيضا اناس طيبون يساعدون الاخرين"، كما روى الابن. معالج آخر اجريت له عملية أمس على ايدي الاطباء الاسرائيليين هو خياط من طولكرم في الاربعينيات من عمره مس مرض عينيه برزق عائلته. "حتى الان بصعوبة كنت أنجح في ادخال الخيط في الابرة"، روى أمس بعد العملية. "من ناحيتي، لا يوجد فرق بين طبيب عربي ويهودي". وعلى حد قوله فان الناس في القرية يرحبون بالتدخل الاسرائيلي بتفهم ولكنه مع ذلك يفضل الا يكشف هويته.