خبر : صحف إسرائيلية:تقارب تل أبيب مع حماس ينطوي على إنجازات تكتيكيّة والحركة أخطر عدو وقوتها العسكريّة ارتفعت كثيرا وباتت خطيرة جدا

الثلاثاء 03 يناير 2012 01:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحف إسرائيلية:تقارب تل أبيب مع حماس ينطوي على إنجازات تكتيكيّة والحركة أخطر عدو وقوتها العسكريّة ارتفعت كثيرا وباتت خطيرة جدا



القدس المحتلة / سما / تزامناً مع التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة وتهديد رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، بأنّه لا مفر من عملية عسكرية ضدّ حركة حماس في القطاع، رأى المحلل للشؤون الفلسطينيّة في صحيفة (هآرتس)، أفي أيسحاروف، في تحليل نشره، أنّه على الرغم مما أسماها هزيمة حماس في العدوان الأخير على غزة، فإنّ الحركة لا تزال عدو إسرائيل اللدود. واضاف المحلل إن حماس أصبحت تشكل على إسرائيل خطراً أكثر من خطورتها في كانون الأول (ديسمبر) 2008، وربما يحول ذلك دون المقارنة بين الحركة في هذا التوقيت وبين ما أصبحت عليه في الوقت الراهن، مشيرا في السياق ذاته إلى أنّ حماس امتنعت عن إطلاق القذائف الصاروخية ضد إسرائيل، وقامت باعتقال نشطاء في الحركات الأخرى التي رفضت الانصياع لسياستها الجديدة، الأمر الذي ترك علامة استفهام كبيرة حول إمكانية تعديل الاستراتيجيات العسكرية القديمة التي كانت تتبناها حماس، وانفتاحها على سياسات أكثر ذكاء منذ بداية ما يعرف بربيع الشعوب العربية، على حد تعبيره. ويتماشى هذا التحليل مع التصريحات التي أدلى بها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل نهاية الأسبوع الماضي، عندما أكد أن حركته ستركز جهودها في إطار المقاومة الشعبية، وتنظيم العديد من التظاهرات، مشيراً إلى أن حماس وفتح اتفقتا على مسار للتعاون المشترك في ما بينهما حيال هذا التوجه، كما اتفقت الحركتان، على حد قول مشعل، على العمل من اجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ضمن حدود 1967، وقد أدلى مشعل بهذه التصريحات في أعقاب جولة من المباحثات، أجراها في القاهرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولاحظ المحلل الإسرائيليّ أنّه على غير العادة، لم يحاول مشعل التعتيم على التفاهمات التي توصل إليها مع عباس، فعلى العكس من ذلك حرص على إضفاء العلنية عليها خلال حديثه مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية في القاهرة، الأمر الذي أثار دهشة قادة فتح، خاصة عندما أعلن مشعل انه اتفق مع عباس قبل ذلك على إطلاق المقاومة الشعبية من القطاع والضفة مقابل وقف إطلاق النار على إسرائيل من غزة. وقال المحلل أيضًا إنّ رئيس المكتب السياسيّ في حماس أصدر تعليماته في أعقاب هذا الاجتماع للجناح العسكري لحركته (عز الدين القسام) بوقف إطلاق النار على إسرائيل. وساق المحلل قائلاً إن بيان تعديل إستراتيجية المقاومة الحمساوية ينطوي على ردود أفعال غاضبة لدى الجناح السياسي للحركة في غزة، إذ يعتبر هؤلاء الفصيل البراغماتي داخل حماس، ويدور الحديث بحسب الصحيفة حول رئيس الوزراء إسماعيل هنية، ووزير الداخلية فتحي حماد، ومحمود الزهار وآخرين. في نفس السياق، وفي محاولة لسبر أغوار إستراتيجيّة حماس الجديدة، نشرت صحيفة (معاريف) تحليلاً قالت فيه إن التحول في الصراع الحمساوي بين القوى الجديدة والقديمة في الداخل والخارج، يعود إلى تحول دراماتيكي آخر اعترى الحركة خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ فقدت قيادة حماس في دمشق وطهران الغطاء، في ظل الأزمة التي يعيشها النظامان الإيراني والسوري، حيث بات وضع الحركة السياسي في الخارج ضعيفاً، مقارنة بوضع قادة الحركة في قطاع غزة. وفقدت الحركة بشكل عام الدعم المادي والعسكري واللوجستي خلال أيام معدودة، إلا أن خالد مشعل ظل الكاريزما التي تلعب دوراً محورياً في الحركة، ولعل ذلك هو ما جعله يعلن صراحة أن قرار التحول إلى المقاومة الشعبية صدر في أعقاب مباحثات مع أقطاب الحركة في غزة. وحول الانتقادات الموجهة لمشعل، نقلت الصحيفة عن دوائر مقربة منه قولها: إن هنية يخشى ما يخشاه من فقدان منصبه كرئيس للحكومة، غير أن هذه المخاوف ستزول سريعاً إذا أبلغه مشعل بأنه لا يعتزم طرح شخصية جديدة لخلافته خلال الانتخابات المقررة في شهر أيار (مايو) المقبل. ورأى المحلل عميت كوهين أنّ إستراتيجية حماس الجديدة ملبدة بالغيوم، وقال ليس من الواضح ما إذا كانت تلك الخطوة تكتيكاً أو إستراتيجية، فالاستعداد التاريخي لتعديل هوية الصراع، إلى جانب موافقة حماس على الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية (وبقدر كبير الموافقة على الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل) لا تعكس بالضرورة تحولاً استراتيجياً حيال الأهداف، وساق قائلاً إنّه من المحتمل أن يكون مشعل ورجاله يتفهمون أن الوقت الراهن وما ينطوي عليه من ملابسات جديدة، يتطلب التخلي مؤقتاً عن إستراتيجية العمليات المسلحة ضد إسرائيل، في مقابل مسارات أكثر فائدة لتحقيق الأهداف، على الرغم من أن مشعل على أنّ الحركة لن تتوقف إلى الأبد عن نضالها المسلح ضد إسرائيل، ولذلك أعلن أن حماس لا تعتزم التخلي عن سلاحها، على حد قوله. أمّا الباحث يورام شفايتسر، من معهد الأمن القوميّ بجامعة تل أبيب، فقال في بحث جديد أنّ التطورات على الساحة الفلسطينيّة، وهي متسارعة جدًا، تُحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب أنْ يفحصوا جديًا في ما إذا كانت المفاوضات مع حماس، ضمن المفاوضات مع الفلسطينيين، أجدى للدولة العبريّة من عدمها. وزاد قائلاً إنّ المفاوضات مع حماس ستجلب العديد من الإنجازات، ومن بينها، بحسب الباحث الإسرائيليّ: تثبيت شريك فلسطيني يحظى بأعلى إجماع فلسطيني في الشارع، الأمر الذي قد يمنح الطرفين الفرصة للتوصل إلى توقيع اتفاقيات بين الجانبين، تقوية القسم البراغماتي في حماس، تثبيت وقف إطلاق النار، إضعاف العلاقات الثنائية بين حماس وطهران، ومع حماس من التعاون مع تنظيم القاعدة، أمّا في المستقبل البعيد فإنّ من شأن هذا التقارب أنْ يؤدي إلى موافقة حماس على العيش بشراكة مع الدولة العبريّة، وتخلّي حماس عن الكفاح المسلح لصالح المفاوضات، وخلص إلى القول إنّه في حال عدم التحول في موقف حماس وعودتها إلى الكفاح المسلح، فإنّ إسرائيل قادرة على هزيمتها لأنّ ميزان القوى كان وسيبقى لصالح تل أبيب، كمًا ونوعًا، على حد تعبيره.