بيت لحم / سما / قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إننا نؤمن بالسلام ونعمل لأجل تحقيقه ولن نحيد عن طريق السلام، لأنه مصلحة حيوية للشعب الفلسطيني والأمة العربية والعالم وكذلك للشعب الإسرائيلي. وأضاف الرئيس عباس خلال مشاركته في ’عشاء عيد الميلاد’ للطوائف المسيحية التي تسير وفق التقويم الغربي، في مدينة بيت لحم، الليلة، أرجو أن يفهم الحكام الإسرائيليون بأن السلام مصلحة حقيقية لهم وأن لا يضعوا العراقيل أمام تحقيق السلام. وهنأ الرئيس الطوائف المسيحية بعيد الميلاد المجيد، وقال: ’أهنئكم جميعا ونفسي بالميلاد المجيد وأن يعيده الله علينا وعلى كل المسيحيين في العالم بعام أفضل تملؤه المحبة والسلام والاستقرار على الشعب الفلسطيني وأن يكون العام القادم عام تحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية المقدسة’. وتابع، نحن رفعنا العلم الفلسطيني في اليونسكو ونبذل جهدا خارقا لرفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، حاولنا المرة الماضية وسنحاول مجددا لرفع علم دولة فلسطين في الأمم المتحدة، لكن ليثق الإسرائيليون أن مجرد أن نرفع العلم وحتى قبله، فنحن مستعدون للدخول في المفاوضات معهم. وأكد الرئيس أن الذهاب للأمم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات، ’ليس مجرد أن نذهب للأمم المتحدة فيقول الطرف الإسرائيلي إننا خرجنا عن خط السلام’، نحن نريد السلام، وعندما نذهب للأمم المتحدة نحن نريد أن نشتكي كي نصل إلى حل ينفعنا وينفعهم، أما ما يقومون هذه الأيام خاصة المستوطنون، هو أمر لا يمكن أن يحتمل وهو عمل غير أخلاقي، عندما يحرقون الشجر ويضربون البشر ويحرقون المساجد التي وصل عددها إلى خمسة، اعتقد أن هذا لا يمكن أن يعتبر عملا أخلاقيا. وقال الرئيس عباس ’نحن أصحاب الديانات الثلاث على هذه الأرض المقدسة نتعايش منذ آلاف السنين، لماذا اليوم تحرق المساجد؟ نحن نقول إن المسجد والكنيسة والكنيس يتعانقون مع بعضهم البعض في هذه الأرض المقدسة، لا أحد ينكر حق أحد، نريد أن نعيش معهم بأمن وسلام ونريد أن نبني دولتنا إلى جانب دولتهم، نحن مؤمنون بحل الدولتين؛ دولة إسرائيل الموجودة ودولة فلسطين التي تنتظر الوجود لتعيشا جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، آمل أن يعودوا إلى رشدهم وأن يفهموا أننا طلاب سلام ولسنا طلاب حرب وإرهاب، نحن نريد أن نعيش معهم، ولكن إذا لم يريدوا ذلك فالأمر يعود لهم، وإذا أرادوا أن يتعنتوا في مواقفهم فالخاسر هم ونحن أيضا، ولا نريد أن نخسر هذه المعركة لنصل إلى السلام العادل والشامل’. وختم بالقول: ’نرجو الله أن يعيده على الجميع خاصة أشقاءنا المسيحيين بالسلام والمحبة وأن يعيده على أرض السلام ومهد سيدنا المسيح هنا في بيت لحم وهناك في القدس، لأنه من هنا انطلق السلام وانتشر ليعم العالم’. من جانبه أعرب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عن سعادته بالمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة ممثلا للملك الأردني عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية لنقل تهنئته الخالصة بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وقال: ’أنقل للرئيس عباس تمنيات الملك للشعب الفلسطيني بالسلام والاستقرار’. وتابع: زيارتي اليوم لأؤكد لسيادتكم على الموقف الأردني الثابت الذي يعبر عنه الملك عبد الله، بتضامن المملكة الاردنية الهاشمية مع فلسطين وأهلها، حيث نسعى دائما لنوفر لهم كل الدعم لنيل حقوقهم المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل التراب الوطني. وأضاف: ’ما نراه هذه الأيام في بيت لحم وفي القدس وعلى امتداد هذه الأرض المقدسة، وما تبرزه هذه الأديان هو التعايش بين أبناء الديانتين المسيحية والمسلمة، والتآخي بين أبناء الأسرة الواحدة’. وأكد على الموقف الأردني الثابت من حماية مدينة القدس في ظل القيادة الهاشمية، ورفض بلاده المطلق لأية إجراءات يمكن أن تمس بأي شكل بالأماكن الدينية المقدسة الإسلامية والمسيحية. كما أكد إصرار الأردن على الوقوف أمام كل ما تتعرض له المدينة المقدسة من اعتداءات وعلى رأسها الاستيطان غير الشرعي والحفريات وكل ما من شأنه أن يمس ترابها، مبينا أن القدس راسخة في قلب كل عربي مسلم ومسيحي وتستحق منا كل الجهد لتكون الرحلة من كنيسة القيامة إلى كنيسة المهد لا تعيقها الحواجز ولا الجدران التي لا تفتح إلا بالمناسبات.