طلبت القدس من دول في الخليج الفارسي زيادة انتاج النفط لديها. وهدف نقل الرسائل الى هذه الدول، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، هو الدفع الى الأمام بفرض حظر على صناعة النفط الايرانية والبنك المركزي فيها دون التسبب بالارتفاع بأسعار النفط في العالم. الولايات المتحدة هي الاخرى تعمل على اقناع عدد من الدول بما فيها السعودية، الكويت وامارات الخليج، على زيادة وتيرة انتاج النفط. جهد اضافي يتم ايضا حيال ليبيا والعراق اللذين انتاج النفط في آبارهما ينتعش في أعقاب الثورات السلطوية التي مرا بها. وفي اطار ذلك، فبعد أقل من اسبوعين من ارسال وزير الدفاع الامريكي، لئون بانيتا، رسالة حازمة الى اسرائيل وحذر فيها من مغبة عملية محتملة في ايران، غيّر النبرة وقال في مقابلة مع برنامج التحقيقات الامريكي "60 دقيقة": "لن يُسمح لايران بتطوير سلاح نووي". وقدر بانيتا بان ايران قد تصل الى قدرة نووية في السنة القريبة القادمة، مضيفا بانه "في حالة تطويرهم لقنبلة في منشأة نووية خفية، فان الجدول الزمني سيكون أسرع مما أشرت". غير أن ليس للولايات المتحدة، كما اضاف في الحال، نية للسماح لايران بتحقيق تطلعاتها. وأوضح بانه "اذا واصل الايرانيون تطوير القنبلة النووية وحصلنا على معلومات مصداقة تؤكد ذلك، فسنتخذ كل الوسائل اللازمة لوقفهم. لا يوجد خيار ليس موضوعا على الطاولة. سلاح نووي بيد ايران هو أمر غير معقول. هذا خط أحمر بالنسبة لنا وبالطبع ايضا بالنسبة للاسرائيليين". نبرة كلام بانيتا تغيرت عن تلك التي اتخذها قبل أكثر من اسبوعين بقليل، بعد زيارته الى البلاد، حين حذر من مهاجمة ايران. فقد قال بانيتا في حينه ان عملية عسكرية اسرائيلية ستؤجل فقط تطوير القنبلة بسنة – سنتين، ولكنها لن تمنعها. بالمقابل، قال بانيتا في حينه، التصعيد سيكلف حياة الكثيرين وسيجر الشرق الاوسط بأسره الى مواجهة لا يمكن التحكم بها. أقوال بانيتا تنضم الى أقوال مشابهة قالها الرئيس اوباما قبل ثلاثة ايام فقط، في اثناء انعقاد الحركة الاصلاحية في الولايات المتحدة. وأوضح اوباما بان الولايات المتحدة "مصممة على منع ايران من نيل السلاح النووي". واضاف الرئيس: "نحن سنواصل الضغط على ايران. ولن نزيل أي خيار عن الطاولة"، مثلما أوضح بانيتا ايضا. ممثلو 11 دولة بما فيها الولايات المتحدة، اليابان، المانيا، فرنسا، بريطانيا، ايطاليا وكوريا الشمالية اجتمعوا أمس في روما للبحث في تشديد العقوبات على ايران. ومع أن اسرائيل لا تشارك في المؤتمر، الا ان محافل دبلوماسية من طرفها نقلت رسائل الى المندوبين الاوروبيين والامريكيين بشأن الحاجة الى فرض عقوبات شالة على طهران. ليس واضحا بعد ماذا ستكون عليه طبيعة القرار الذي سيتخذ في ختام يومين من المداولات، ولكن حسب تقدير دبلوماسي اوروبي، فان الدول ستحاول اتخاذ قرار بنقل البحث في العقوبات على ايران الى مجلس الامن، الامر الذي تعارضه روسيا بشدة.