تكثر مؤشرات الانهيار القريب للنظام في سوريا: معدل المرشحين للتجنيد ممن لم يمتثلوا في دفعات التجنيد الاخيرة الثلاثة للجيش السوري يصل الى اكثر من 50 في المائة من العدد السنوي. أما عدد الجنود السوريين الذين فروا من وحداتهم فقد بات أعلى من 10 الاف. هذان المعطيان يعكسان المصاعب المتعاظمة لدى الرئيس بشار الاسد للتحكم بقوات الجيش، الحاجز الاساس امام اسقاط حكمه. وحسب تقديرات أجهزة استخبارات مختلفة في الغرب، مع ان قيادة الجيش لا تزال موالية للرئيس، فان الضباط في رتب أدنى في الجيش يفرون من صفوفه، بأعداد كبيرة جدا. في بعض الحالات فرت وحدات كاملة. ويعتمد الاسد الان على حراب الجيش كي يحكم، ولكن هذا الحكم ايضا آخذ في التضعضع. وزير الدفاع، ايهود باراك، قدر الشهر الماضي بانه تبقى بضعة اسابيع على انهيار نظام الاسد. واستندت أقوال باراك بقدر ما أيضا الى معطيات وتقديرات اطلقها رجال الاستخبارات. مؤشر آخر على ضعف سوريا هو محاولة حماس نقل قيادتها من دمشق، كجزء من استعدادها للفترة ما بعد الاسد. عدد القتلى في المواجهات في سوريا تجاوز مؤخرا سقف الـ 5 الاف، وفي معظم الهجمات الاخيرة يبلغ بالمتوسط بضع عشرات في اليوم، معظمهم مواطنون معارضون للنظام. ومع ذلك، فان الجيش أيضا يتكبد خسائر فادحة ولا سيما نتيجة الكمائن التي تخطط لها جماعات معارضة مسلحة وتنظيمات للجنود الفارين. في بعض الاقاليم البعيدة تظهر سيطرة متعاظمة لجماعات المعارضة، والجيش يصعب عليه العمل بحرية. المذبحة في سوريا استمرت أمس ايضا. نشطاء حقوق الانسان افادوا بان ما لا يقل عن 73 شخصا قتلوا في المعارك بين معارضي النظام والجنود السوريين، معظمها في حمص وادلب. وهذا بعد يوم فقط من موافقة الاسد على استقبال مراقبين في بلاده للاشراف على تنفيذ اتفاق الهدنة ووقف العنف الذي طرحته الجامعة العربية. أول أمس قتل نحو مائة شخص في أرجاء الدولة. نقطة ضعف معارضي النظام هي في مدينتي دمشق وحلب الكبيرتين. قوات الحرس الجمهوري تتركز في العاصمة وتجعل المظاهرات الواسعة ضد الاسد في دمشق صعبة. ومع ذلك، في دمشق أيضا سجلت حالات اطلاق صواريخ على مجنزرات للجيش السوري. أحد مصادر قلق الغرب الاساسية يتعلق بمصير مخزونات السلاح الكيماوي والصواريخ لدى الجيش السوري. وحسب منشورات دولية، نقل حزب الله منذ الان صواريخ بعيدة المدى من مخازنه في الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية. في هذه المرحلة لا توجد أدلة على نقل سلاح كيماوي الى حزب الله. معالجة السلاح الكيماوي وصيانته هما مسألتان معقدتان تحتاجان الى معرفة مهنية كبيرة. وكما هو معروف، ليس لرجال حزب الله حتى اليوم المعرفة أو التأهيل في هذا المجال. تقدير شعبة الاستخبارات للعام 2012 يقول ان الهزة في العالم العربي ستستمر على مدى السنة القادمة. كما تتوقع خطرا جوهريا على سلامة انظمة عربية اخرى وعلى رأسها اليمن.