خبر : المدائح الذاتية وثمنها/هآرتس

الأربعاء 21 ديسمبر 2011 10:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المدائح الذاتية وثمنها/هآرتس



 بنيامين نتنياهو يتمتع بسماع التمجيد والمديح لعمله كرئيس للوزراء، وعندما لا يأتي الثناء من آخرين، فانه يحرص عليه بذاته. أول أمس شارك في احتفال الذكرى لـ 44 قتيل في حريق الكرمل، بمرور سنة على المصيبة. وقبيل الحدث أملى مكتب نتنياهو كلمة مدير الحفل، دان كيمر، وأدرج فيها تعبيرات الانفعال لاداء رئيس الوزراء في زمن الحريق وبعده.  وبعد ان اتضحت حجوم الحريق، فقد هرع نتنياهو بالفعل لادارة الازمة وتوجه الى دول وشركات أجنبية بمساعدة اسرائيل على ارسال طائرات الاطفاء. وبعد ذلك دفع باتجاه تشكيل سرب طيارات اطفاء دائم، في قرار موضع خلاف. ولكن حتى لو أدى مهام منصبه كما ينبغي في زمن المصيبة، فقد أخطأ نتنياهو بادخاله مدائح ذاتية في كلمة ادارة الحفل في ذكرى رسمية. فهذا ليس السبيل وهذه ليست المنصة، مثلما في احتفالات ذكرى جنود الجيش الاسرائيلي ليس متبعا ان يثني المتحدث برئيس الوزراء، وزير الدفاع او قادة الجيش على اداء مهامهم في الحروب.  المدائح بدت كمحاولة لتثبيت مكانة رئيس الوزراء في الرأي العام، قبيل نشر تقرير مراقب الدولة عن حريق الكرمل. ويبدو أن نتنياهو يأمل في أن يقزم رد فعله السريع على المصيبة قصورات الحكومة في الاستعدادات التي سبقته. ولكن الاخطر من ذلك هو أن املاء الكلمة يدل على مشكلة في سلوك نتنياهو العام الذي يكرر نفسه على مدى حياته المهنية العامة: توقه لنيل الحظوة بكل ثمن واحساسه بانه مظلوم ولا يعترف بعظمته كزعيم. أمس ايضا، بدلا من أن يعترف بخطأه، دفع مكتبه الادعاءات وخرج مقربوه السياسيون دفاعا عنه في وجه "الهجمة الاعلامية". المشكلة في هذا السلوك ليست فقط في انعدام التواضع، بل انه يثير أيضا التساؤلات بشأن تفكر رئيس الوزراء في شؤون اكثر مصيرية. الانشغال المبالغ فيه من جانب نتنياهو على تنمية صورته العامة هو مثير للقلق. فمن يطلب ثقة الجمهور في قراراته الحاسمة في شؤون الحرب والسلام، ملزم بان يتصرف بحذر وليس باعتداد وسعي وراء الاحترام الذي ظله يختبىء التملص من المسؤولية ايضا.