في الشهر القادم ستحتفل مصر بالذكرى السنوية الاولى للثورة التي أسقطت حسني مبارك. ولكن الأحداث الدموية التي وقعت في القاهرة أمس تجسد حقيقة ان المستقبل لا يزال غامضا. تسعة اشخاص قتلوا في مواجهات مع قوات الجيش والشرطة، الامر الذي يزيد أكثر فأكثر المخاوف من فقدان السيطرة في الدولة التي لا تزال توجد في عملية انتخابية. في طرابلس ايضا، في دمشق بل وحتى في تونس، "الربيع العربي" بعيد عن نهايته. جنود مصريون، حاولوا اخلاء خيمة قرب ميدان التحرير، أشعلوا أمس أحد الأحداث الأعنف منذ سقوط مبارك. قوات كبيرة من الجيش وصلت الى منطقة البرلمان ومبنى الحكومة وبدأوا يصطدمون بالمتظاهرين. صور فيديو وصور ثابتة من الموقع أظهرت الجنود يرشقون الحجارة والطوب على المتظاهرين من أسطح المنازل. في حادثة ما التقطت صور لجنود يقتلون شخصا بالضرب بالهراوة. تسعة اشخاص قتلوا، بينهم طفلان في عمر 12 و14، وأصيب مئات آخرون. منظمات حقوق الانسان اتهمت قوات الامن باستخدام وسائل القمع، في صيغة مشابهة لحكم مبارك. هذه الأحاسيس انضمت الى المخاوف من ان تكون قيادة الجيش تحاول عرقلة عملية الانتخابات التي يلوح فيها فوز جارف للتيار الاسلامي، بقيادة الاخوان المسلمين. رئيس الوزراء الجديد، كمال الجنزوري، أعلن بأن عائلات القتلى أمس سيتلقون التعويض. ومع ذلك، نفى ان يكون الجيش مسؤول عن القتل وادعى بأن المظاهرات الحالية تضر بالثورة. في تونس احتفلوا بالثورة أما في تونس فعقد أمس احتفال في الذكرى الاولى للثورة. في ذروة الاحتفال، في مدينة سيدي بوزيد، كشف عن تمثال جديد: عربة فواكه كبيرة. تحت العربة كتب باللون الاحمر: "من اجل اولئك الذين يتطلعون لأن يكونوا أحرارا". هكذا أحيت تونس ذكرى محمد بوعزيزي، بائع الفواكه الشاب الذي أشعل النار في نفسه في وسط المدينة احتجاجا على حكم فاسد، فأشعل بذلك في شبه لحظة، دولة كاملة. بعد مظاهرات الغضب التي استمرت شهرا، فر الرئيس كلي القدرة زين العابدين بن علي، وأصبحت تونس حجر دومينو أول أسقط بعده مصر وليبيا ويهدد الآن سوريا ايضا. هكذا بدأ "الربيع العربي". " شكرا لهذا المكان، الذي دفع الى الهوامش على مدى مئات السنين"، قال الرئيس الجديد منصف مرزوقي، أمام عشرات الاف الاشخاص، الذين وصلوا لاحياء الذكرى الاولى للثورة في تونس. وقد عين مرزوقي رئيسا الاسبوع الماضي بعد الانتخابات الديمقراطية الاولى في الدولة، والتي فاز فيها باغلبية الاصوات حزب النهضة الاسلامي. ولكن رغم الفرح الاولي، العفوي، الذي جاء في أعقاب الحرية المفاجئة لا يزال الكثيرون في تونس مشغولي البال من الوضع الاقتصادي الصعب. بوادر التحسن لا تزال لا تظهر في الافق. المذبحة في سوريا مستمرة أما في سوريا فقتل أمس عشرات الاشخاص. وحسب التقارير، قتل الجنود الموالون للاسد 34 شخصا والقوا بجثثهم الى ميدان مدينة حمص. بشار الاسد، الذي لا يزال ينجح في البقاء، تبنى طرائق القذافي وأمر قواته بقمع المظاهرات بالقوة. وحسب معطيات الامم المتحدة، فان أكثر من 5 الاف شخص قتلوا في تسعة أشهر من الاحتجاج. الجامعة العربية، التي علقت مؤخرا عضوية سوريا، قررت امس الطلب من مجلس الامن البحث في ما يجري في سوريا.