خبر : وداعا يا عراق/هآرتس

الأحد 18 ديسمبر 2011 01:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
وداعا يا عراق/هآرتس



 الاحتفالات البهيجة، طي العلم الامريكي (واحراقه في مدينة الفالوجه)، ايام الذكرى والعودة الانفعالية للجنود الامريكيين الى وطنهم، تنهي فصلا مأساويا في تاريخ الولايات المتحدة والعراق. بعد نحو تسع سنوات من ارسال الرئيس بوش قواته للبحث عن أسلحة الدمار الشامل – السبب الرسمي لاعلان الحرب – اكثر من مائة الف عراقي قتيل ونحو 4.500 جندي أمريكي عادوا الى ديارهم بالتوابيت، وانفاق مبالغ طائلة، نحو تريليون دولار – حان الان الوقت لاجراء حساب النفس، الدم والجيب لتلك الحرب. العراق لم يصبح دولة أكثر امانا. كما أن ديمقراطيته موضع خلاف. فهو أحد الدول الاكثر فسادا في العالم (المرتبة 175 من أصل 178 دولة)، تملك احتياطات النفط الرابعة في حجمها في العالم، ورغم ذلك لا تنجح في توفير الكهرباء بانتظام لمواطنيها. جودة الخدمات العامة والامن الشخصي التي تمنحها لهم، تضعها في مصاف واحد مع أسوأ الدول. الحرب في العراق كانت لها مهمة اقليمية هامة، ليكون دولة فاصلة في وجه انتشار النفوذ الايراني في المنطقة. وكان يفترض به أن يتطور الى دولة مستقلة من ناحية اقتصادية، وينضم كدول قوية وديمقراطية الى السور العربي في مواجهة ايران. اما النتيجة فمعاكسة. العراق هو الحليف الاهم لايران في المنطقة، اقتصاديا وسياسيا، وهو لا يزال يعتبر دولة مشبوهة في الجامعة العربية، والصراعات الداخلية فيه لا تضمن مستقبل التحالف بينه وبين الولايات المتحدة. رغم ذلك فان العراق بعد اسقاط الدكتاتور صدام حسين ليس "دولة ضائعة". فهو يسيطر على طاقة كامنة اقتصادية هائلة وينجح حاليا في تسوية الامور بين السياسة القبلية والطائفية والادارة الوطنية – التحدي الهائل في دولة تمسك فيها الاقليات قوتها السياسية والعسكرية الخاصة بها. ولكن فضلا عن مستقبل العراق فان الحرب فيه لقنت الولايات المتحدة والمنطقة درسا استراتيجيا عسيرا. العراق وافغانستان كانا الصدمة الحربية ما بعد حرب فيتنام. صدمة ينبغي ان تقف أمام ناظري كل من يتطلع الى حرب جديدة ضد ايران.