القدس المحتلة / سما / حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت من اعتداءات المستوطنين المتطرفين وتوقع أن تتصاعد في الشهور القريبة وقد تصل إلى حد إراقة الدماء وانتقد سياسة حكومة خلفه بنيامين نتنياهو في الموضوع الإيراني وقال إن نصف الإسرائيليين يوافقون على مقترحه لتسوية الصراع مع الفلسطينيين. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أولمرت قوله خلال ندوة عقدت في متحف تل أبيب اليوم الجمعة إن اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم "جباية الثمن" مستمرة منذ شهور "وكل من شهدها كان بإمكانه التوقع أنها ستصل إلى ما وصلت إليه وإذا لم يتم وقفها فإننا سنشهد بعد شهرين أمورا أخطر بكثير وربما ستراق دماء". وأضاف أولمرت، الذي اضطر للاستقالة في أعقاب اتهامه بمخالفات فساد، "نحن دولة بدون حدود في أي مجال، بثقافة كلامنا وأدائنا العام والسياقة في الشوارع، وعندما لا تكون هناك حدود فإنه مسموح اقتحام معسكر للجيش الذي ليس واضحا ما إذا كان في الدولة أم لا وما إذا كان القانون يسري عليه ومهاجمة جنود الجيش الإسرائيلي". وكان يشير أولمرت بذلك إلى اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين لمعسكر الجيش الإسرائيلي قرب مدينة قلقيليا في الضفة الغربية قبل يومين وإلحاق اضرار بآليات عسكرية وإلقاء الحجارة على جنود وإصابة ضابط برأسه بادعاء النية بإخلاء بؤر استيطانية عشوائية. ورأى أنه باستثناء التنديد بالاعتداءات الصادرة عن سياسيين "من أجل إرضاء الرأي العام فإنه لن يحدث أي شيء". وقارن أولمرت بين خطوات نفذها كرئيس للحكومة وبين سياسة الحكومة الحالية وقال إنه "عشية انتخابات العام 2006 أخلينا (البؤرة الاستيطانية العشوائية) عامونا، وقد كان هذا حدثا مؤلما وقاسيا وتم تنفيذه شهرا قبل الانتخابات وليس بعدها بشهر وبذلك مررنا رسالة لشعب إسرائيل حول الوجهة التي نسير نحوها". وشدد أولمرت، الذي أجرى قبل استقالته مفاوضات مكثفة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقدم اقتراحا يقضي بانسحاب إسرائيل من حوالي 95% من الضفة الغربية ومن قسم من القدس الشرقية وإجراء تبادل أراضي، على أن "الانفصال عن الفلسطينيين أهم بنظري من أي أمر آخر وكنا قريبين من التوصل إلى ذلك". وأردف أنه "ليس مهما ما حدث عندما استقلت والحقيقة هي أننا كنا قريبين من الاتفاق ولو أني طرحت خطة السلام التي اقترحتها ليحسم الشعب بها لنالت موافقة أكثر من 50%". وأكد أولمرت على أنه لا توجد إستراتيجية في مفاوضات السلام لدى إسرائيل وقال إنه "توجد إستراتيجية تنحصر فقط بطريقة إثبات أنه لا يمكن إجراء مفاوضات وهذه هي العقبة الأكبر التي تؤثر في نهاية المطاف على مستقبل الدولة أكثر من أي شيء موجود في الحلبة". وأضاف أنه "يوجد أمر واحد يهدد وجود الدولة وطبيعة وجودها وهو الحقيقة بأننا نسير إلى الوراء في تحقيق الغاية، التوصل إلى اتفاق سلام، مقبول علينا وعلى الفلسطينيين وعلى المجتمع الدولي". وانتقد أولمرت السجال العام في إسرائيل بخصوص إيران والحديث عن هجوم عسكري إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقال "نحن لا نعرف كيف نصمت، وينتجون نوعا من سحابة ثقيلة تخيم فوقنا دون حاجة" واتهم وزير الدفاع بتصعيد التصريحات حول هذا الموضوع "يوميا" كما انتقد الإعلان، أمس، عن إقامة "قيادة عمق" تكون مسؤولة عن العمليات الخاصة في دول بعيدة عن حدود إسرائيل. وتابع إن "ماذا يتعين على الشخص العادي أن يفكر عندما يسمع أمر كهذا؟" وشدد على أنه "ليس دولة إسرائيل التي يجب أن تقود حربا كهذه وإنما عليها أن تصمت والعمل بطرق ذكية". وخلص إلى القول "إننا دولة قوية لكن ليس سهلا مواجهة الدول العربية، والتخاصم مع كل أوروبا وأميركا وآسيا ليس سياسة ذكية وبالإمكان القيام بذلك بشكل مختلف".