صادق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس على معظم توصيات اللجنة الوزارية برئاسة وزير العدل يعقوب نئمان ووزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش لاتخاذ اجراءات حادة ضد عنف اليمين المتطرف. ولكن بالذات التوصية التي لم يصادق عليها هي التي من شأنها ان تجعل مكافحتهم صعبة. توصيات اللجنة، التي شارك فيها ايضا ممثلو النيابة العامة للدولة، المخابرات، الجيش والشرطة، تتضمن تغييرا جوهريا في موقف القانون من المخالفات التي يرتكبها سكان اسرائيل في الضفة الغربية. وهي تتضمن سلسلة من الاجراءات التي هدفها السماح لقوات الامن والجهاز القضائي بالتصدي السريع والأكثر نجاعة مع مخططي ومنفذي اعمال العنف. ومع ذلك، فقد رد رئيس الوزراء التوصية المركزية للجنة: تعريف نشطاء فتيان التلال كأعضاء في منظمة ارهابية. التوصيات التي أقرها نتنياهو تتضمن تقديم نشطاء اليمين المتطرف الى محاكمة سريعة في محكمة عسكرية – حسب القانون العسكري الأكثر تشددا؛ توسيع استخدام أوامر الاعتقال الادارية ضد المشاغبين وأوامر الابعاد عن يهودا والسامرة؛ منح صلاحيات للجنود لتنفيذ وتوسيع القوات المتداخلة للشرطة، المخابرات والجيش العاملة ضد المشاغبين. كما ان هذه القوات ستزود بوسائل تكنولوجية وبكاميرات بواسطتها يمكن جمع الأدلة القضائية. وقال أمس اهارونوفيتش ان "سلوك المشاغبين هو سلوك ارهابيين". أما نئمان فقال ان "خارقي القانون يمسون بجيش الدفاع الاسرائيلي العزيز علينا جميعا". ومع ان معظم التوصيات أُقرت إلا ان رفض التوصية بتعريف المشاغبين كارهابيين من شأنه ان يجعل صعبا مكافحة ناجعة لنشاطهم: التحقيق مع اعضاء منظمة ارهابية من جانب المخابرات أقل تقييدا. كما ان الجهات التي تقدم الخدمات كشركات الباصات – لا يمكنها ان تمنحهم الخدمة في هذه الحالة، الامر الذي يجعل تنظيم الامور صعبا عليهم. من المعلومات التي عرضها رجال أذرع الامن أمام اللجنة يتبين أنه توجد امكانية لتعريف فتيان التلال كمنظمة ارهابية: فهذه مجموعات يوجد لديها مراتبية، تعمل في ظل دائرة من السرية، وفيها مؤشرات اخرى على التنظيم السري. ومنذ الآن تُعرف المخابرات النشاطات التي تحمل شعار "شارة الثمن" كنشاط عنيف وسري على حدود الارهاب، فيما أنه في بعض الحالات يعتبر هذا ارهابا كاملا. ومع ان رئيس الوزراء لم يقبل في هذه الاثناء الاقتراح، إلا ان الوزير اهارونوفيتش يعتزم طرح مشروع القرار على محفل الثمانية، ويحتمل انه بعد النقاش في المحفل سيقرر رئيس الوزراء قبوله. في هذه الاثناء، في الجيش يتبنون منذ الآن خطوات عملية للتصرف في ظل تهديد العنف الذي يفرضه نشطاء اليمين. قائد المنطقة الوسطى وقائد فرقة المناطق قررا أمس أنه في كل دخول الى بؤرة استيطانية غير قانونية، أو في كل اصطدام بالمشاغبين اليهود، سينظر الجيش في استخدام كل الوسائل لتفريق المظاهرات المعروفة اليوم في المواجهات مع الفلسطينيين، بما في ذلك استخدام قنابل الغاز. "في المرة التالية التي يدخل فيها الجيش الاسرائيلي الى بلدة لاخلاء مبان غير قانونية، سنأخذ في الحسبان انه سيكون هناك ايضا نار ضد الجنود"، قال أمس مصدر عسكري كبير. "منذ اليوم يستخدمون الحجارة والزجاجات الحارقة ضد قوات الامن ولا ريب لدي بأنهم سيستخدمون ايضا سلاحا ناريا". قائد المنطقة الوسطى، آفي مزراحي، قال أول أمس انه لا يزال يترقب شجبا شديدا لا لبس فيه من جانب قادة الجمهور في المناطق ضد المشاغبين وأفعالهم. "التنديدات المنطلقة منذئذ تترافق والكثير من استدراكات "لكن" مضاف اليها غير قليل من الغمزات"، قال أمس مصدر عسكري في القيادة. واحتج المصدر العسكري الكبير على ان الجهاز القضائي لا يشكل عنصرا رادعا ضد المشاغبين اليهود. "اذا لم تصحُ اجهزة الامن والدولة والقضاء – فان المنطقة ستتدهور"، قال. "ما يمكن ان يوقف هذه المسيرة هو فقط الردع من خلال العقاب المتشدد والفوري".