خبر : المسجد الذي يربط بين القدس السفلى والقدس العليا../هآرتس

الخميس 15 ديسمبر 2011 11:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المسجد الذي يربط بين القدس السفلى والقدس العليا../هآرتس



 الاعتداء على مسجد النبي عكاشا في شارع الانبياء في القدس لم يكن الاعتداء اليهودي الاول على الموقع. فقبل 82 سنة، ردا على أحداث 1929، هجم يهود على المسجد الذي منذئذ كان في قلب حي يهودي وأحرقوه. كتب القرآن وأقمشة خضراء احترقت. وعاد منفذو العملية الى المسجد الصغير مرة اخرى قبل بضع سنوات في انتفاضة الاقصى، حين رشوا شعارات نكراء على جدران المسجد. يبدو أنها حكمة صغيرة الاعتداء بالذات على هذا المسجد، المقام في قلب حي اصولي ومهجور منذ عشرات السنين. وتعتبر هذه اليوم أرض مفتوحة صغيرة في قلب الحي الاصولي المكتظ. بين المسجد ومبنى القبر القديم الذي في المكان بنيت حديقة العاب صغيرة. وبدلا من المصلين تحتشد فيه قصص وتقاليد يهودية واسلامية.  وحسب التقاليد اليهودية المقدسية، فان التلة التي يقع فيها المسجد ليست أقل من فتحة العبور بين القدس العليا والقدس السفلى. وتعتبر التقاليد التلة أحد مواقع "مدخل المدينة" وعلى هذه التلة سيظهر في يوم من الايام المسيح بن يوسف، من سيبشر بوصول المسيح بن دافيد. "هذا مثابة غلاف صوفي حول القدس موجه ضد مدخل القدس العليا"، يشرح د. روبين جفني من معهد يد اسحق بن تسفي. الكاتب حاييم بئير كتب في مقال بعنوان "مدينة غير منالة" انه في المكان اجتمع أوائل المفسرين في القدس، تلاميذ العبقري من فيلنا وفي الخيمة التي ضربوها كانت تعقد دورات لتعليم التوراة. وعلى حد قوله في زمن الحصار في 1948 اجتمع في المكان مبروكون وأقاموا صلوات بطلب الخلاص "في اعقابها بالطبع خف الوضع كثيرا".  اما في التقاليد العربية فيعزى للمكان قدر لا يقل عن مكان دفن ثلاثة أنبياء الاديان التوحيدية – موسى، اليسوع ومحمد. هذه التقاليد أثرت على المندوب السامي البريطاني جون تشنسلر فمنح اسم "الانبياء" للشارع المجاور. المبنى القديم، الذي كتب عليه أمس "العربي الجيد هو العربي الميت"، هو مبنى قبر فاخر من العهد الايوبي – في نهاية القرن الـ 12 للميلاد، وعلى حد قول باحث في المكان عن شبكة الاثار، توفيق دعادلة، فان هذا مبنى القبر الفاخر خارج الاسوار من ذات الفترة. "حسب التقاليد، دفن هناك أناس وعندما عادوا بعد سنوات وجدوا أن الجثث لم تتعفن"، اضاف. القبر بني لمقاتلين من عائلة القيمرية، ممن وصلوا الى البلاد كجزء من فاتح القدس صلاح الدين، وأنساله لا يزالون يسكنون في المدينة.  في وقت لاحق اقيم في الجوار مبنى مملوكي وفي القرن التاسع عشر اضيفت اليه مأذنة مسجد. تأريخ نباتي لشجرتي الزيتون المغروستين في المكان يقرر بانهما غرستا هناك قبل 800 سنة. اسم المسجد، النبي عكاشا، ينبع من تقاليد اسلامية اخرى بموجبها هذا هو المكان الذي دفن فيه صاحب النبي محمد وأحد أوائل المقاتلين في سبيل الاسلام. عكاشا، كان الرجل الذي كُسر سيفه فاعطاه محمد فرع شجرة استخدمه كسيف بكل معنى الكلمة. حتى حرب التحرير كانت عائلة عربية تسكن بالجوار وتصون القبر والمسجد. في الحرب هجر المسجد وبقي قفرا منذئذ. من كل القصص والاساطير التي ارتبطت بالمكان، مدهشة للغاية على ما يبدو قصة د. جفني عما سمعه من أحد قدامى الحي. "روى لي أحد السكان بان أباه كان يذهب الى بني عكيفا والفتى العربي، ابن العائلة التي صانت المسجد، كان يأتي الى النشاط في فرع بني عكيفا لان اصدقاءه كانوا يهودا. فالواقع كان مختلفا".