رئيس شبكة الاعلام في ديوان رئيس الوزراء، يوعز هندل، تجند للدفاع عن رب عمله، بنيامين نتنياهو، في موضوع الاغلاق المرتقب للقناة 10. "ليس كل برنامج واقعي في القناة 10 هو حفاظ على الديمقراطية"، قال أول أمس في أمسية دراسية في معهد جابوتنسكي في تل ابيب. وقد استخدم هندل تعبير "الواقعي" – الذي جمع مالا مشكوكا فيه على مدى السنين – وذلك للتقليل من أهمية القناة. غير أن هندل مخطيء: للبرامج الواقعية في القناة 10 أيضا يوجد دور هام في الحفاظ على الديمقراطية. أولا، لان مجرد بث البرنامج يسمح للمشاهد باختياره وليس اختيار برنامج آخر يبث في قناة اخرى في نفس الوقت. وبهذا المفهوم، ودون صلة بجودة البرنامج – إذ انه ليس نتنياهو ولا هندل ناقدين تلفزيونيين – امكانية ان يختار المشاهدون القناة ويشاهدوا "برنامج البقاء" هو تجسيد للتعددية الثقافية. الدور الاخر للبرنامج الواقعي أهم من ذلك ايضا: تمويل الاحتفاظ بشبكة اخبار قوية ومستقلة، غير متعلقة بوصي سياسي مثلما هي شبكة البث او التلفزيوني التربوي. شبكة الاخبار التي تتمكن من الشعور بحرية وبأمان لنشر تحقيقات هامة عن السلطة – بما في ذلك عن عادات السفر لدى رئيس الوزراء الى الخارج – دون أن تخشى من أن يؤدي الامر الى اغلاقها. يخيل أن هذين الجانبين – التعددية الثقافية والرقابة على السلطة – هما اللذان كانا أمام ناظر رئيس الوزراء وثماني أعضاء الائتلاف في لجنة الاقتصاد، الذين صوتوا مع رفض اعادة جدولة ديون القناة 10. هتافات الفرح لاعضاء اللجنة بعد أن حظوا بالاغلبية – فقربوا بذلك لحظة اقالة مئات العاملين كشفت عن مصدر الدافع الحقيقي لديهم. معظم الاصابع التي رفعت لغرض اغلاق القناة هي تلك التي رفعت في اطار حملة التشريع المناهضة للديمقراطية والتي تغمر الكنيست الـ 18 واصبحت وجهها البشع. الهدف الاعلى للدورة الحالية – بدعم رئيس الوزراء – بقي على حاله: اسكات الخطاب التعددي واعمال انتقام تجاه من يتجرأ على انتقاد السلطة. القناة 10 تستجيب جيدا لهذه المعايير.