لندن وكالات لا يزال سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم المقتول ينتظر محاكمة وتعتقله كتائب الزنتان التي القت القبض عليه الشهر الماضي، واكدت الحكومة الليبية الانتقالية ان سيف الاسلام سيحاكم في ليبيا وبناء على القانون الليبي مع ان المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب تطالب بترحيله للاهاي حتى يلقى محاكمة عادلة. وقد عبر مورينو اوكامبو الذي زار ليبيا عن عدم معارضته المبدئية في محاكمة سيف الاسلام في ليبيا ووعد بتعاون المحكمة مع النظام القضائي الليبي الذي يعتبر عمليا ليس موجودا. وعبرت منظمات حقوق انسان عن مخاوفها من ان لا يلقى سيف الاسلام محاكمة عادلة خاصة ان كتائب الزنتان ترفض تسليمه وتريده ورقة ضغط لكي تحصل على مميزات في الحكومة الليبية. وهذه الكتائب ليست قادرة على محاكمته ولا المجلس الانتقالي الذي وصفه بنجامين باربر انه في حالة ’انتقالية دائمة’ اي انه لا يريد التخلي عن السلطة. الباحث في المركز الامريكي ’ديموز’ قال ان الوضع الطبيعي هو ان يحاكم سيف الاسلام في لاهاي على الرغم من مخاوف من تدخل دول الناتو في المحكمة، خاصة ان تحقيق لورد وولف في علاقة كلية لندن للاقتصاد التي حصل منها على درجة الدكتوراة اشارت الى دور سيف الاسلام في كل العقود الكبيرة التي وقعتها ليبيا مع الشركات الاجنبية وان المبلغ المالي الذي تبرعت به مؤسسة القذافي الدولية تم تبريره من خلال شركات اجنبية كانت عاملة في ليبيا.ويقول باربر ان محاكمة عادلة من النادر ان تخرج من غيوم الحرب لان المنتصرين لا يفرضون روايتهم فقط بل يصدرون الحكم . ولهذا اقترح الكاتب لجنة للحقيقة او المصالحة او لجنة تحقيق لورد وولف ان ترسل لليبيا كي تحاكمه. وعلى الرغم من ان سيف الاسلام لم يتعرض حتى الان للمصير الذي واجهه والده الا ان من يعتقلونه الان ومن يحكمون ليبيا لن يقدموا محاكمة تكشف عن الاسرار وتوضح الكثير من الخفايا علاوة ان تكون عادلة، مشيرا الى وجود محاذير اخرى حالة تسليمه لمحكمة لاهاي. ويؤكد انه ان ارادت ليبيا ان تنتقل من حالة الثورة ’قتل الطغاة’ الى ديمقراطية ’بناء مؤسسات ومواطنين ليببين احرار’ فعليها ان تنظم محاكمة عادلة لسيف الاسلام لان قصته حتى بداية الثورة بما فيها علاقته مع مدرسة لندن للاقتصاد، واعمال مؤسسته الدولية ودوره الكبير في تحقيق ائتلاف اصلاح ضم اعضاء من المجلس الانتقالي الان مثل مصطفى عبدالجليل ومحمود جبريل يجب ان تكشف لليبيين، اضافة الى تراجعه وخيانته لكل المبادئ التي قال انه يؤمن بها. ولان المجلس الانتقالي لا يريد فقط التحقيق في دور سيف الاسلام في قمع الثورة بل في قضايا الفساد واساءة استخدام اموال الدولة، والقتل والتعذيب الذي مارسه النظام فعليها ان ترحب بتحقيق شامل. واشار الى نموذج لجنة وولف التي نظرت في علاقته مع مدرسة لندن للاقتصاد وكمتبرع، فرسالته التي كتبها والكتاب الذي كتبه فيما بعد ’المانفستو’ الذي اوقفت دار نشر اوكسفورد طباعته ويعبران عن ايمانه ومبادئه وان كانت الافكار فيهما منه وان كان كتبهما للحكم على اصالة ايمانه بالليبرالية. ويرى الكاتب ان تقرير وولف هو عبارة عن معالجة مهة وتحذير صادق حول التعامل مهع طلاب من الدول النامية والذين يحضرون انفسهم للقيادة. والتقرير مع ذلك وان كان واضحا في هذا الصدد الا انه اكد ان الافكار في الدراسة هي افكار سيف الاسلام، حيث اكدت الجامعة نفسها بعد اجراء تحقيق في مزاعم السرقة هذه النتائج وقررت عدم سحب الشهادة منه. ويعتبر القرار مهما بحسب الكاتب ان اخذنا بعين الاعتبار عدم الثقة بمظهر القذافي الخادع قبل الثورة. ويضيف انه لا احد يجادل فيما كان يعمله سيف الاسلام في ليبيا ولكن الامر يتعلق فيما ان كان صادقا في ايمانه ام يتظاهر.ويرى باربر ان تقرير وولف يؤكد الرؤية التي تقول ان سيف الاسلام كان مفكرا اصيلا وديمقراطيا اصلاحيا لانه كان يخاطر من اجل الاصلاح حيث ضم كلا من عبدالجليل وجبريل للحكومة. وفي الحقيقة فقد خاطر سيف الاسلام عام 2003 عندما قاد المفاوضات من اجل تخلي والده عن اسلحة الدمار الشامل مما ادى الى خروج ليبيا من عزلتها وانفتاحها على الغرب، ويقول الكاتب ان سيف الاسلام قام فيما بعد باطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين سجنوا في قضية الدم الملوث والايدز المعروفةـ كما لعب دورا مهما في غلق ملف لوكربي. ولعب دورا مهما في اطلاق سراح عبد الحكيم بلحاج احد قادة الثورة الان والذي رماه الزعيم السابق في السجن بناء على طلب من امريكا. واشار الكاتب ان الاعلام عادة ما وصف سيف الاسلام بالخليفة المحتمل لوالده، وكان يرفض هذا الوصف مؤكدا انه لن يقبل اي منصب لم يأت من خلال الانتخابات ورفض ادوارا عرضها عليه والده. وبعيدا عن هذا فالحقيقة هي ليست ما عمله سيف الاسلام قبل الثورة ولكن عندما ادار ظهره لعقد من العمل الاصلاحي وترك دراسته، بل وايضا خلال الثورة. وعلى الرغم من انه بدا شبيها بالعراب ـ مايكل كورليوني الا انه حاول ايجاد مخرج من الحرب. فقد اتصل بجنوب افريقيا ومع الاتراك وغيرهم باقتراحات تتضمن اجبار والده على التنحي والتقاعد عن الحكم داخل ليبيا، ومع ذلك فإن دعمه وتحالفه لعائلته ولقبيلته دمر كل الاصلاح السلمي الذي كان يحلم به. والسؤال الان هو ما الذي فعله سيف الاسلام اثناء الثورة، هل كان مطبلا للنظام او كان منخرطا في اعطاء الاوامر، فاخواه المعتصم وخميس كانا قائدين للكتائب، ولكن ماذا عن سيف؟ ويجيب الكاتب ان ما يحدس به هو ان الادلة ضده لم تقم على دليل واضح وليست مؤكدة. ويختم بالقول ان اي واحد شاهد مقتل معمر القذافي لا يملك الا ان يحس ان العدل واجراءته شوهت. ويقول ان سيف الاسلام قد يستحق السجن لدوره ضد الانتفاضة لكن قلبه مع الاصلاح والديمقراطية، وحتى تكون لنا ادلة انه اصدر اوامر واضحة لقتل المدنيين او قاد كتائب فهو لا يستحق الموت. وفي هذه الحالة نسمع صراخ الليبيين ودعواتهم من اجل العدالة ولكن ان كانوا عادلين فسيرون انه لا يوجد حل بسيط لهذه المسألة.