خبر : وزير الخارجية الدنماركي يرفض لقاء السفير الإسرائيلي ويدعو لمقاطعة الدولة العبرية

الثلاثاء 06 ديسمبر 2011 12:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وزير الخارجية الدنماركي يرفض لقاء السفير الإسرائيلي ويدعو لمقاطعة الدولة العبرية



القدس المحتلة / سما / العزلة الدولية التي تُعاني منها دولة الاحتلال الإسرائيلي تتفاقم من يوم إلى اخر في القارة العجوز، فبعد ايرلندا والنرويج والسويد، جاء دور الدنمارك لانتهاج سياسة منتقدة للدولة العبرية، والتي بدأت تقض مضاجع صناع القرار في تل أبيب، فقد ذكرت مصادر سياسية رفيعة أمس الاثنين في تل أبيب أن وزير الخارجية الدنمركي يرفض لقاء السفير الإسرائيلي، على الرغم من أن الأخير قدم له عدة طلبات للالتقاء معه.وذكرت صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ ان وزارة الخارجية الإسرائيلية ترى بخطورة بالغة هذا التجاهل، خصوصًا وأن وزير الخارجية وجد الوقت للاجتماع إلى ممثلين عن مؤسسات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية وتهنئتهم بمناسبة فوزهم بلقب المدافعين عن حقوق الإنسان، في المؤتمر الذي نُظم في كوبنهاغن.بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر، إن وزير الخارجية، الذي دعا في الماضي إلى مقاطعة إسرائيل، التقى مؤخرًا بالقائد الفلسطيني، د. نبيل شعث، وتعهد له بأن بلاده ستُصوت إلى جانب أي قرار في الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها يدعم القضية الفلسطينية، ونقلت الصحيفة عن المصادر عينها قولها إن القلق في تل أبيب يزداد، خصوصًا وأن الدنمارك ستكون منذ الفاتح من كانون الثاني (يناير) القادم الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي.وكانت الدولة العبرية تلقت صفعة قاسية من النرويج التي أعلنت عن رفضها المطلق للسماح للغواصات الإسرائيلية من طراز (دولفين) من التدرب في مياهها الإقليمية، وذلك بسبب مشاركة هذه الغواصات في الحصار الذي يفرضه الاحتلال منذ خمس سنوات ونيف على قطاع غزة، وبحسب المراسل للشؤون العسكرية في صحيفة ’هآرتس’ العبرية، أنشيل بيبر، فإن القرار النرويجي جاء ضمن الخطوات التي قررتها الخارجية النرويجية والقاضية بمنع تصدير المنتجات الأمنية لتل أبيب. وبحسب المصادر ذاتها فإنه في أعقاب القرار النرويجي ستضطر الغواصات الإسرائيلية للبحث عن مياه إقليمية أخرى لإجراء التدريبات، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم يتبين ما هي انعكاسات القرار النرويجي على عملية نقل الغواصة من ألمانيا للدولة العبرية.وكانت وزارة المالية النرويجية أعلنت في آب (أغسطس) الماضي أن صندوق النفط القومي النرويجي قرر مقاطعة شركتي نفط إسرائيليتين، من كبرى الشركات الإسرائيلية، وهى (أفريقيا ـ إسرائيل) و(دانيا سيبوس) التي يملكها الملياردير الإسرائيلي ليف لفياف، بسبب أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية. كما سحبت الحكومة النرويجية جميع استثماراتها من شركة (إلبيط) الإسرائيلية بسبب مشاركتها في إقامة جدار العزل العنصري، وأوضحت وزارة المالية النرويجية، أن صندوق النفط باع بالفعل جميع حيازاته في تلك الشركات، وتصل ميزانية الصندوق إلى 450 مليار دولار، حيث يتبع الصندوق الذي يديره البنك المركزي قواعد أخلاقية وضعتها الحكومة ولا يستثمر في شركات تنتج أسلحة نووية أو ذخائر عنقودية أو تضر بالبيئة أو تنتهك حقوق العمال.وأكدت النرويج على أن إنشاء مستوطنات في الأراضي المحتلة يعتبر انتهاكاً لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، حيث قال وزير المالية النرويجي، سيجبيورن يونسن، في بيان له خلص عدد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ورأى استشاري لمحكمة العدل الدولية إلى أن إنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة محظور بموجب الاتفاقية.وأشارت ’هآرتس’ إلى أن الخارجية الإسرائيلية رفضت التعقيب على قرار النرويج الجديد بمنع الغواصات من التدرب في مياهها الإقليمية، أما الخارجية النرويجية فعقبت للصحيفة العبرية قائلة إنها لا ترد على عمليات عسكرية معينة اتخذت في النرويج.وكانت ’يديعوت أحرونوت’ كشفت النقاب عن اتهام إسرائيلي رسمي جديد للسويد بأنها قامت بتمويل كتيب جديد ينضح بالعداء لدولة الاحتلال، وبحسب المصادر فإن المستوى السياسي الإسرائيلي غاضب جدا بعد أن تبين له أن الحكومة السويدية قامت بتمويل كتيبٍ جديد يتهم إسرائيل بأنها دولة أبرتهايد (عزل عنصري) وتُمارس التطهير العرقي والعنصرية. أوساقت المصادر قائلةً إن الكتيب جاء على خلفية اقتراح القانون العنصري، الذي يدعمه أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والقاضي بمنع التنظيمات اليسارية والعربية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي من الحصول على الدعم من دول أجنبية، ولفتت المصادر إلى أن الكتاب جاء تحت عنوان: الكولولنيالية والأبرتهايد ـ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.وبحسب الصحيفة فإن الحديث يدور عن كتيب مليء بالاتهامات لإسرائيل والتشهير بها، كما تُوصف الدولة العبرية بتشريع قوانين عنصرية وقوانين تؤيد التطهير العرقي والإثني، وبفرض نظام العزل العنصري في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عدوان العام 1967، بالفصل العنصري، وبقصف بيوت المدنيين في قطاع غزة، ويُطالب الكتيب المواطنين والشركات والحكومة في السويد بمقاطعة الدولة العبرية كليًا، ووفق الصحيفة فإن السفير الإسرائيلي في السويد، بيني داغان، احتج لدى الحكومة على الكتيب المسيء جدًا للدولة العبرية، كما أن المنظمات اليهودية العاملة في الدولة الإسكندنافية احتجت هي الأخرى على إصدار الكتيب بدعم حكومي، إلا أن الأمر لم يُسعف تل أبيب وواصلت الحكومة السويدية نشر الكتيب المذكور.وكانت العلاقات الثنائية بين البلدين قد وصت قبل حوالي السنتين إلى شفير أزمة دبلوماسية، بعد تأزمها بسبب مقال نشرته صحيفة أفتونبلاديت السويدية يتهم الجيش الإسرائيلي بالاتجار بأعضاء عائدة إلى قتلى فلسطينيين، وطالبت الدولة العبرية باعتذار سويدي رسمي ولكن ستوكهولم رفضت، وقال وزير الخارجية السويدي: لن نعتذر.وبحسب السفير الإسرائيلي الأسبق، بوعاز بيسموت، فإن السويد تحتفظ اليوم بعدة مبادئ وقيم لا تنسجم مع إسرائيل، ويدور الحديث عن تراث خلفه رئيس الوزراء الأسطوري اولوف بالما، الذي قتل في 1986.وقاد بالما بلاده إلى الحيادية، التي تحافظ عليها بتزمت وبالأساس إلى سياسة واضحة في صالح العالم الثالث والى جانب المعذبين في العالم (تراث بالما).وخلص بيسموت إلى القول: السويديون على قناعة بأن إسرائيل لا تعمل حسب مقاييس الأخلاق العالمية. إسرائيل، بعيون سويدية، تعتبر دولة غير نزيهة. لا يوجد ما هو أسوأ من ذلك في السويد، على حد تعبيره.