رام الله / سما / حذّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من مخطط إسرائيلي لإنشاء كنس يهودية أسفل باب المغاربة في القدس المحتلة. واستنكر الرئيس المسلم للهيئة، مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إعلان سلطات الاحتلال عن مخطط لإنشاء كنس يهودية تحت الأرض تخصص ’للمصليات اليهوديات’ أسفل منطقة مدخل باب المغاربة. وقال في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة بمقرها في رام الله اليوم الاثنين، إن هذا المخطط يشكل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى المبارك، ويؤثر على حائط البراق والجدار الغربي الجنوبي للمسجد. واعتبر الشيخ حسين المخطط جزءاً من عملية التهويد الشاملة لمنطقة البراق فوق الأرض وأسفلها، موضحا أن سلطات الاحتلال بدأت بهدم طريق باب المغاربة منذ العام 2007، وأنها تعمل حالياً على استبدال الجسر القائم، وهو جسر خشبي، بجسر جديد معدني، لتمكين قوات الاحتلال من اقتحام المسجد الأقصى، في أي وقت تشاء بدعوى حفظ الأمن في محيط المسجد. وناشد الأمتين العربية والإسلامية ضرورة حماية المسجد الأقصى مما يتهدده من أخطار حقيقية، محملا سلطات الاحتلال مسؤولية العدوان على المسجد، وتبعات هذا العدوان، ومحذرا من اندلاع عنف لن يتوقف في المنطقة بأكملها وليس في فلسطين فقط. كما طالب دول العالم والهيئات الدولية، وعلى رأسها اليونسكو، بالضغط على إسرائيل لتطبيق القوانين الدولية التي لا تسمح للسلطة القائمة بالاحتلال بالتأثير على كل ما يرمز لحضارة الشعب المحتل. من جانبه، قال الرئيس المسيحي للهيئة البطريرك ميشيل صباح، إن القدس كلها بحاجة لوضع خاص يحميها من التهويد الإسرائيلي. وأكد أن أهل القدس كلهم متساوون في الكرامة والسيادة، وأن لا أحد يحكم أحد، ولا أحد يعلو على أحد، ’فمن كان مخلصاً لدينه وإيمانه اليهودي والمسيحي والمسلم ليعمل مخلصاً بحسب ما يمليه عليه دينه’. كما أكد خبير الآثار جمال عمرو على الجهود المضنية التي يبذلها الاحتلال للعثور على آثار أو شواهد معمارية أو أدلة مهما كان نوعها لدعم محاولاته في إعادة بناء الهيكل المزعوم إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل. وأوضح عمرو أن الاحتلال نفذ 54 حفرية في محيط المسجد الأقصى المبارك، مستخدما المعدات الثقيلة، وأن كل المكتشفات التي عثر عليها تعود لحقب زمنية عربية وإسلامية خاصة للعهد الأموي والعباسي وصولاً إلى العهد العثماني. وكشف عمرو حقيقة مذهلة نسفت الرواية الصهيونية؛ وهي اكتشاف 17 قطعة نقدية صكت عام 16 ميلادية، أي بعد عشرين عاما على وفاة هيرود الكبير، الذي تدعي الصهيونية أنه بنى الهيكل الثاني، مؤكدا أن هذا الاكتشاف وجد تحت جدار البراق حيث يعتبرونه الجدار الغربي للهيكل المزعوم، وهو ما يؤكد أن بناء الجدار جاء بعد هيرود، أي في عهد الحاكم الروماني فيرليوس جرتوس، ما تسبب بحالة من الذهول والإحباط لدى علماء الآثار الإسرائيليين، ونسف مزاعمهم حول أسطورة الهيكل المزعوم. وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي كشفت قيام ’حاخام حائط المبكى’ شموئيل رافينوفيتش بإعداد مخطط لتوسيع مكان صلاة النساء اليهوديات في ساحة البراق، عبر بناء طابق أسفل الساحة. واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية أن هذا المشروع أخطر مشروع يتم تنفيذه تحت الأرض في حال نفذ، حيث سيقوم الاحتلال بالحفر في منطقة الأقصى من داخلها وليس عبر نفق بعيد.