القدس المحتلة / سما / اعتبرت صحيفة هأرتس الإسرائيلية أن الانتخابات التى بدأت فى مصر سجلت إنجازين كبيرين أولهما حقيقة إجرائها فى ظروف ضاع فيها اليقين، وثانيها وجود نسبة مشاركة تاريخية وصلت إلى 62% فى الجولة الأولى. واعتبرت الصحيفة العبرية أن هذه الانتخابات حظيت بشرعة شعبية كبيرة وذلك برغم فوز الإخوان بـ 40% والسلفيين بـ 20% أصبح يثير قلقا فى كل ما يتعلق بالتوجهات الجديدة فى مصر معتبرة أن الأعداد الكبيرة التى شاركت فى المرحة الأولى دلت على حالة من الهيستريا أكثر من كونها صورة حقيقية للأوضاع، ويبقى التأكد من رغبة المصريين فى نزع السلبية عن أنفسهم وكسر حاجز الخوف فى جولة الإعادة و باقى الجولات التى ستستمر حتى منتصف يناير تقريبا. وقالت : إنه فى حالة فوز الإخوان فعلا بـ 40% فى الجولة الأولى فإن الأمر يضمن لهم قرابة 44 مقعدا من بين 498، فى البرلمان حتى قبل الإعادة، فى حال حافظ الإخوان المسلمون فى جولة الإعادة وفى جولات الانتخابية المقبلة على نسبة متقاربة، فإنهم سيصبحون الحزب الأكبر فى البرلمان الذى سيمكنه أن يطالب بتشكيل الحكومة. كما اعتبرت الصحيفة أن تصريحات محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة حول تكوين حكومة ائتلافية كان هدفه تهدئة التيارات الليبرالية والعلمانية والقبطية أو حتى الجيش، وإن الإخوان أصبحوا يتصرفون مثل حزب النهضة الإسلامي فى تونس والذى يحاول تكوين حكومة ائتلافية مع أحزاب علمانية. وقالت الصحيفة: إن الإخوان يعلمون يقينا مدى قوة ميدان التحرير والذى يلعب حاليا دور "ضمير مصر" ولم لم يتحقق بينهم فإن الميدان من شأنه أن يتحول إلى ساحة صدام بين التيارات العلمانية والليبرالية وبين التيارات الإسلامية. ونوهت الصحيفة إلى أنه من غير من الواضح ما إذا كان الإخوان المسلمين سيسارعون لضم حزب النور السلفي إلى ائتلافهم، وعمليا حتى الفترة التى سبقت الانتخابات ظهرت خلافات إيديولوجية وسياسية بين التيارين فى الوقت الذى أتهم فيه حزب النور الإخوان المسلمين بالتعاون الوثيق مع المجلس العسكرى. واعتبرت الصحيفة أن نتائج الانتخابات البرلمانية ستكون كالتالى: السياسات الداخلية والتعليم وباقى الشئون المدنية، ستعتمد على تسويات بين الأحزاب السياسية، بينما ستبقي السياسات الخارجية والأمن فى عهده الجيش، ومن هنا فإن العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران أو سوريا والتى تعتبر جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية العسكرية المصرية سوف تتأثر بشكل ضعيف نسبيا بسبب التحول السياسي.