رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) رفع مؤخرا الى مبعوثي الرباعية الدولية اقتراحا جديدا في موضوع حدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الامنية مع اسرائيل. وتطالب الرباعية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان يرفع اقتراحا مضادا، ولكن مبعوثه، المحامي اسحق مولكو، أوضح بان مثل هذا العرض لن يرفع الا كجزء من مفاوضات مباشرة وسرية مع السلطة. العرض الفلسطيني رفع في اطار صيغة الرباعية، التي اعلن عنها على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك في 23 أيلول، بعد خطاب رئيس الوزراء نتنياهو. وحسب الصيغة، ففي غضون ثلاثة اشهر من اللقاء الاول بين الطرفين، الذي عقد في 26 تشرين الاول سيكون الفلسطينيون والاسرائيليون مطالبين برفع عروضهم في موضوعي الحدود والامن، التي ستعتبر موقف أولي في المفاوضات. ورحبت اسرائيل بصيغة الرباعية بعد اسبوع من نشرها ومنذئذ وصل مبعوثو الرباعية مرتين لاجراء محادثات مع الطرفين. موظف اسرائيلي كبير ودبلوماسي اوروبي كبير اطلعا على تفاصيل الاتصالات بين الرباعية واسرائيل والسلطة الفلسطينية أشارا الى أنه في اللقاء الاخير، الذي عقد في 14 تشرين الثاني رفع رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات لممثلي الرباعية وثائق تتضمن العرض الفلسطيني. واشار الدبلوماسي الاوروبي الى انه من أجل اظهار المرونة وتجنيد الاسرة الدولية الى جانبه رفع أبو مازن العرض في غضون اقل من شهر. بل ان ابو مازن تعهد أمام الرباعية بتجميد كل الاجراءات احادية الجانب في الامم المتحدة حتى 26 كانون الثاني – الموعد الذي تنتهي فيه الاشهر الثلاثة التي خصصت للطرفين لرفع عروضهما. الوثيقة الاولى التي رفعها الفلسطينيون عنيت بحدود الدولة الفلسطينية. وهي تتضمن خريطة رسمت فيها الحدود على اساس خطوط 67، وظهرت فيها موافقة على تبادل الاراضي بنسبة 1.9 في المائة من الضفة الغربية. اما الوثيقة الثانية فعنيت بالترتيبات الامنية وتضمنت موافقة فلسطينية على مرابطة قوة دولية على الحدود مع اسرائيل وفي غور الاردن، تعهدا بعدم عقد تحالفات عسكرية مع دول معادية لاسرائيل وموافقة على تجريد الضفة الغربية من السلاح، بشكل تكون فيه فلسطين "دولة ذات سلاح محدود". بعد يوم من اللقاء مع عريقات التقى ممثلو الرباعية بمبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولكو واوضحوا له بانهم معنيون بان يتلقوا من اسرائيل عرضا مضادا في موضوع الحدود والامن حتى نهاية كانون الثاني. ورفض مولكو الطلب وشدد على ان اسرائيل لن تتعاون مع الخطوة. واشار مولكو الى أن على الرباعية أن تعيد ابو مازن الى المحادثات المباشرة مع نتنياهو والا تدير مفاوضات باسم اسرائيل. وأوضح مولكو لممثلي الرباعية "سنرفع عروضا مباشرة للفلسطينيين فقط وبالمفاوضات المباشرة والسرية فقط. وأشار الموظف الاسرائيلي الكبير والدبلوماسي الاوروبي الى أن ردود نتنياهو للرباعية عادت وعرضت اسرائيل كرافضة، بينما الفلسطينيين كمن يأخذون المبادرة ومعنيون بتقدم المسيرة. في الاسابيع الاخيرة توجه مسؤولون من دول صديقة في اوروبا لاسرائيل واوفوا برفع عرض مضاد حتى نهاية كانون الثاني كي لا تلقي الرباعية على اسرائيل المسؤولية عن فشل الخطوة. في هذه المرحلة لا توجد في القدس نية للاستجابة لهذه التوصيات. وزارة الخارجية وجهت قبل نحو اسبوع سفراء اسرائيل في الاتحاد الاوروبي وفي دول اخرى للشكوى من خطوات الرباعية والتشديد على أن هذا خروج عن المسار الذي تقرر في نهاية ايلول في نيويورك.