خبر : هآرتس:على إسرائيل تغيير سياسية الظلم ضد الفلسطينيين لأن الأحزاب "العلمانية" المصرية تكرهها أيضا وليس "الإخوان المسلمون" فقط

الأربعاء 30 نوفمبر 2011 03:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس:على إسرائيل تغيير سياسية الظلم ضد الفلسطينيين لأن الأحزاب "العلمانية" المصرية تكرهها أيضا وليس "الإخوان المسلمون" فقط



القدس المحتلة / سما / أعدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً مطولا فى افتتاحيتها بعددها الصادر صباح اليوم الأربعاء، قالت فيه: إن الجولة الأولى من الانتخابات للبرلمان المصرى، التى انتهت مساء أمس هى المنتج الديمقراطى الأول لثورة 25 يناير، مضيفة أن تلك الانتخابات وضعت تحدياً تاريخياً أمام المصريين الذين تربوا منذ عشرات السنين على رؤية الانتخابات كذخر نابع من نظام سلطوى قامع لهم وليس كسلطة شعبية أو وسيلة لبناء النظام كما يشاء. وأضافت هآرتس خلال افتتاحيتها "إن مواطنى مصر لا يحتاجون إلى درس فى الديمقراطية أو فى القيم الليبرالية، فمصر قبل ثورة الضباط الأحرار عام 1952، التى أوقعت عليها سلسلة من - الدكتاتوريين- عرفت ما هو الخطاب الجماهيرى الواسع، وما هى القيم الليبرالية ومفكروها، كما عرفوا كيف يديرون كفاح قيم وليس فقط سياسية". وقالت الصحيفة العبرية، إن ثورة 2011 تعتمد على هذا الوعى التاريخى، الذى يستمد الآن قوته من الاعتراف بقوة الجمهور وبواجب إخضاع الحكم، وكل حكم قادم إلى هذه الإرادة، مؤكدة بأن المواطنين المصريين جديرون بالتحية والتمنيات بنجاحهم هذا، وبكل مساعدة لشق طريقهم نحو دولة ديمقراطية تصمم حسب إرادة مواطنيها. وفى المقابل قالت هآرتس، إن هذا التحول الهائل يثير بطبيعة الحال مخاوف شديدة أيضاً، متسائلة هل انتخاب حاكم مصر سيمر بهدوء فى يونيو المقبل؟، وهل الهزيمة التى ستتكبدها حركات سياسة عديدة فى الانتخابات لن تثير صراعات عنيفة؟، وكيف سينجح النظام الجديد فى بلورة خطة اقتصادية تلبى الاحتياجات العاجلة لمصر وتمنع عنها الانهيار قبل أن تبدأ طريقها الجديد؟، وماذا ستكون السياسة الخارجية للنظام الجديد؟. وأوضحت  أن كل هذه المخاوف مشروعة، ولكن من السابق لأوانه ومن الزائد الحديث عن التهديدات ومظاهر الرعب سواء فى إسرائيل أو فى أى مكان آخر حول العالم، مضيفة أنه نشأ قلق داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية من جماعة الإخوان المسلمين، ولكن ليس غنياً عن الجميع القول بأن حركات اليسار العلمانية المصرية ترى فى إسرائيل أيضاً دولة احتلال مثلها مثل جماعة الإخوان، وبالتالى فالموقف من إسرائيل ليس منوطا بالضرورة بالفهم الدينى، بل بفهم الظلم الذى ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين. وأنهت هآرتس افتتاحيتها بالقول "سيكون هذا مثابة ذر الرماد فى العيون أن نعزو للإخوان المسلمين أو الإسلام بشكل عام التغيير فى الموقف من إسرائيل، وأنه على الدول العبرية أن تعترف فى أن الواقع السياسى والاجتماعى فى المنطقة يتغير، ومن الأفضل أن تدرس كيف تكيف سياستها مع التغيير بدلا من التذمر من مجرد التغيير".