رام الله / سما / ندد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات اليوم برفض اسرائيل لطلب امريكي للافراج عن أموال مستحقة للفلسطينيين. ورأى عريقات في تصريحات خاصة "ان هذا الرفض دليل على مدى تصميم حكومة بنيامين نتنياهو على تدمير عملية السلام مع الفلسطينيين". وأشار الى "ان حكومة نتنياهو رفضت طلب الرئيس الامريكي باراك اوباما بوقف الاستيطان اضافة الى طلبات اخرى له خاصة بمرجعية عمليات السلام" مشددا على "ان رفض تحويل الاموال هو دليل على استمراره في السرقة والقرصنة". وكان عريقات الذي يرافق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في زيارة القاهرة حيث سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يعلق على اعلان نتنياهو طلب امريكا للافراج عن أموال الضرائب المجمدة والخاصة بالسلطة الفلسطينية. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية اليوم "ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون طلبت الليلة الماضية في مكالمة هاتفية مع نتنياهو الافراج عن هذه الاموال غير انه برر رفضه هذه بافتقاره للتأييد من غالبية وزارة الحكومة التي يرأسها". وقال عريقات "حان الوقت ليتخذ الرئيس اوباما القرارات والاجراءات بشأن ما تقوم به اسرائيل ضدنا" مشددا على "ان المجتمع الدولي مطالب كذلك بالكف عن التعامل مع الاخيرة كدولة فوق القانون". ويرى مسؤولون في اسرائيل رافضين لتحويل اموال الضرائب هذه "انه غير المعقول الافراج عن هذه الاموال في الوقت الذي قررت الولايات المتحدة نفسها تجميد المساعدات للسلطة بسبب توجه الفلسطينيين للامم المتحدة لطلب منح فلسطين عضوية كاملة فيها". وقرر الكونغرس الامريكي في اغسطس الماضي تجميد مساعدات للسلطة تبلغ 500 مليون دولار في السنة قبل ان يتخذ في بداية هذا الشهر قرارا اخر بتحرير مبلغ 50 مليون دولار لاجهزة الامن الفلسطينية و148 مليونا اضافية الى السلطة الفلسطينية. ورأى الدكتور عريقات "انه لا يمكن ان تبقى اسرائيل دون مساءلة ومحاسبة من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته في الوقت الذي يتواصل الحديث من قبل الكثيرين عن عملية سلام معها". وتقضي اتفاقيات اوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل في عام 1993 بقيام الاخيرة بجباية جمارك وضرائب تفرض على البضائع التي تصل الى المناطق الفلسطينية من الخارج عبر الموانئ الاسرائيلية ومن داخل اسرائيل ذاتها. وعملية الجباية من قبل اسرائيل هذه لا تجرى مجانا حيث تحصل على عمولة تصل الى نسبة 2ر5 في المئة عن كل مبلغ تجبيه والذي يصل الى نحو 100 مليون دولار في كل شهر قبل ان تحولها للسلطة الفلسطينية وفق الاتفاقيات المبرمة. وفي تفسيره للسياسات الاسرائيلية الحالية التي تمارسها ضد الفلسطينيين وتشمل عدم دفع الاموال المستحقة اكد عريقات "ان الهدف منها هو تدمير أي امكانية لتنفيذ حل الدولتين (فلسطين واسرائيل)". ودعا عريقات المجتمع الدولي الى العودة لرسالة بعثها وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان منذ فترة قريبة لدول حول العالم اكد فيها "ان الرئيس عباس ليس شريكا في عملية السلام ولا يمكن توقيع اتفاق سلام كهذا معه في المستقبل". واوضح "ان ليبرمان دعا في رسالته هذه الى التركيز على التوصل لحل انتقالي مع الفلسطينيين يقوم على وضع اسس اقتصادية وامنية له فقط " وهو الامر الذي رأى عريقات "انه هو الهدف الذي تسعى اسرائيل لتحقيقه".