خبر : مؤتمر طارئ لحماية حرية الصحافة في إسرائيل

الثلاثاء 22 نوفمبر 2011 12:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
 مؤتمر طارئ لحماية حرية الصحافة في إسرائيل



القدس المحتلة / سما / في حدث فريد في تاريخ الصحافة الإسرائيلية، عقد في تل أبيب، مؤتمر طارئ شارك فيه المئات من أبرز الصحافيين، تحت شعار صارخ: «اجتماع طارئ لأجل حرية الصحافة». وقد حذروا من الممارسات التي تنفذها حكومة اليمين المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، لتكميم الأفواه وزرع الفزع في نفوس الصحافيين، حتى يكفوا عن قول الحقيقة. جاء الاجتماع بمبادرة كبير الصحافيين في إذاعة الجيش الإسرائيلي، رازي بركائي، ومدير عام القناة التلفزيونية الثانية، آفي فايس، وكبير المذيعين في القناة العاشرة، موطي كرشنباوم (وهما قناتان تجاريتان مستقلتان)، ورئيس تحرير صحيفة «هآرتس»، ألوف بن. وشارك فيه ممثلون عن جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية تقريبا، بمن في ذلك عدد من الصحافيين البارزين في التلفزيون والإذاعة الرسمية.  والسبب في هذا النشاط هو سلسلة خطوات أقدمت عليها الحكومة لإسكات الصحافة، التي تعتبر اليوم المعارضة الحقيقية في إسرائيل. من هذه الخطوات: التهديد بإغلاق إذاعة الجيش عن طريق إلغاء موازنتها، بحجة تقليص المصروفات العسكرية. رفض طلب القناة العاشرة جدولة ديونها لمصلحة الضرائب لسنة أخرى. سن قانون يشدد العقوبات في قانون القذف والتشهير. تغيير قيادة سلطة البث الرسمية، وتعيين صحافيين مقربين من الحكومة في المناصب العليا فيها. الهجوم على الصحافة والصحافيين واتهامهم بأنهم يساريون وغير ذلك. ترأس اللقاء موطي كرشنباوم من القناة العاشرة، فأشار إلى أنه على الرغم من الهجمة الحكومية فإن الصحافة في إسرائيل ما زالت حرة وتعددية وقوية ومؤثرة: «هذا لا يعني أنه لا يوجد لدينا نقاط ضعف وتزوير وبعض الخنوعين وغير الموضوعيين، ولا يعني أننا لا يجب أن نصحح أنفسنا، لكن اجتماعنا يأتي لكي نعزز قلعتنا في وجه الهجوم الشرس للحكومة». وقال رازي بركائي، إن هذا الاجتماع تأخر كثيرا، «كان علينا أن نهب ونطلق صرختنا حالما بدأوا بالهجوم على إذاعة الجيش وعلى القناة العاشرة». وهاجم اللامبالاة التي تسود الجمهور عموما والصحافيين خصوصا إزاء ممارسات الحكومة. ولفت إلى أن من وسائل الحرب ضد الصحافيين، التمييز في الرواتب. وقال آفي فايس، مدير شركة الأخبار في القناة الثانية، إن ما يحصل في القناة العاشرة، التي يسود بيننا وبينها تنافس شريف وقاس، مقلق جدا. فهناك خطر بأن تغلق بسبب مواقفها المهنية (نشرت تقريرا يفيد بأن رئيس الوزراء، نتنياهو، وزوجته سافرا عدة مرات إلى الخارج على حساب متمولين، وهو أمر مخالف للقانون. وقد فتحت الشرطة ملف تحقيق في القضية، في حين قدم نتنياهو دعوى قذف وتشهير ضدها في المحكمة، ورفض جدولة ديونها لمصلحة الضرائب). ووصف فايس الهجمة الحكومية على الصحافة بأنها جنونية. وقال إنها تسعى لسن قوانين هدفها إغماض عيون الصحافة وتكميم أفواهها، حتى يخلقوا أجواء مريحة لعمل السياسيين. وأضاف: «يريدون لنا أن نركض وراءهم، أن نرجوهم، أن نزحف على بطوننا لإرضائهم. ولكننا ببساطة لا نستطيع ذلك. فالمهنية هي طريقنا ولا تنازل عنها. الاستقامة هي ديدننا ولا يمكننا التخلي عنها». وقالت د. ايلانا ديان، المذيعة الرئيسية لبرنامج التحقيقات الجريئة في القناة الثانية، إن الصحافيين باتوا يخافون من نشر الحقائق وإدارة التحقيقات الصحافية. فالحكومة تدير معركة شرسة ضد الصحافة وضد الجهاز القضائي، «إنهم يخافون الحقيقة، ولكننا لا نخافهم». وقرروا في ختام اللقاء مواصلة النشاطات الاحتجاجية ضد سياسة الحكومة التي تستهدف الصحافة وحرية التعبير، وإدارة معركة شعبية لا هوادة فيها لفرض التراجع عن مخططات الحكومة وإجراءاتها القمعية.