خبر : غول: لا مكان على البحر المتوسط للانظمة الشمولية

الإثنين 21 نوفمبر 2011 01:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غول: لا مكان على البحر المتوسط للانظمة الشمولية



لندن وكالات قال الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة اجرتها معه صحيفة ’صندي تلغراف’ ان تركيا يمكنها لعب دور مهم ومواقفها لها وزنها في حل مشاكل المنطقة.ففي الاسبوع الماضي شددت تركيا من لهجتها تجاه سورية ورئيسها بشار الاسد وهددت بمعاقبة نظامه وقطع الكهرباء الذي تزود تركيا به سورية اضافة الى وقف التنقيب عن النفط، حيث اكد غول ان ’المستقبل لا يبنى على القمع’. واضاف الرئيس التركي ’انا اؤمن بقوة انه لم يعد هناك مكان لانظمة شمولية - نظام الحزب الواحد ممن لا يتعرض للمحاسبة او يتسم بالشمولية - على شواطئ المتوسط’،.  وقال ’كشخص درس في المملكة المتحدة ولديه رؤيته عن العالم، فعلى الاسد ان يفهم هذا’. ومع ان العلاقة كانت قوية بين البلدين وليست دافئة، قبل بداية الربيع العربي حيث قامت تركيا بنصحه ’قمنا وبشدة بتوجيه النصيحة له، وقلنا له انه ان لم تسرع عجلة الاصلاح، وان لم يكن هو نفسه رجل الاصلاح فان الامور ستزداد سوءا’. وتحدث عن آلية الثورات حيث قال ’عندما يكون لاية حركة جدول في داخل سكان اي بلد وتنهار جدران الخوف فان النهاية ستكون واضحة’ للنظام. وعلى الرغم من كثرة الاحاديث عن عملية عسكرية ودعم تركيا للمعارضة من اجل الاطاحة بالاسد الا ان غول نفى ان تكون هناك خطط من هذا النوع، ولكنه لم ينف ترحيب بلاده بالمعارضة قائلا ’اننا بصوت واضح وعال نقول ان مطالب الشعب الشرعية تلقى دعما منا، ونقوم بتوفير الجو الحر لهم لعقد لقاءات ونقاشات، ونوفر لهم المنبر الدبلوماسي’.  وعبر غول عن فخر بلاده بدعم حركات الديمقراطية في المنطقة ’تركيا هي مركز الهام لدول الشرق الاوسط’، واضاف ’فهي كدولة مسلمة تجعل الدول في المنطقة تراقب التطورات فيها’ لان ’تركيا حققت معايير ديمقراطية وطبقت حكم القانون وحققت نجاحا اقتصاديا فانهم سيسألون انفسهم ’لماذا لا نستطيع ان نفعل مثلها’، ويبدأون التساؤل ثم يحولون السؤال الى فعل، واعتقد ان هذه مشاركة مهمة’ من تركيا.وفي الملف الايراني يرى غول ان بلاده تلعب دور الوسيط، وحذر ان المواجهة الجديدة مع ايران اخطر من تلك التي قسمت اوروبا لاربعين عاما، حيث قال ’ايران دولة مهمة في المنطقة، بتاريخها وثقافتها ووضعها’، مشيرا الى ان الوضع يتحول الآن الى ما كانت عليه اوروبا اثناء الحرب الباردة ’ولهذا فاننا نحاول انهاء حالة عدم الثقة بين ايران والغرب’ خاصة فيما يتعلق بالملف النووي.وعندما سئل عن ثقته بالرئيس محمود احمدي نجاد اجاب ’انه بدلا من الثقة فاننا موقعنا هو ان نكون قادرين على اقامة حوار حقيقي مع ايران’. مشيرا ان ايران ليست الحكومة بل هناك اكثر من مركز من مراكز القوة وعليه فان قدرة تركيا على التحاور معها له قيمة كبيرة، مضيفا ان هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها عن مراكز القوة - الحكومة والبرلمان والقادة الدينيون والجيش. ويواجه حزب العدالة والتنمية اشكالية حول تعريفه تركيا كدولة اسلامية خاصة من الاطراف العلمانية مع ان غول ورئيس الوزراء طيب رجب اردوغان لا يرفضون الكمالية ولا مؤسس البلاد مصطفى كمال اتاتورك حيث يجلسون تحت صوره، لكن الصحيفة تشير الى بعض اقوال من المواطنين الذين يقولون ان غول يريد ان يكون مسلما اكثر من اللزوم وهذا ليس جيدا لبلدنا، واشار الى ’غول عثماني اما اتاتورك فقد كان يدافع عن الحرية والقيم الغربية، اعتقد ان غول رجل جيد ولكني خائف ان تصبح تركيا دولة اسلامية’. ودافع غول عن سياسات حزبه قائلا ’انه خلال العشرة اعوام تم تحقيق الكثير في مجال اصلاح القوانين والسياسة والعلاقة مع الاتحاد الاوروبي وعندما تنظر الى هذه الانجازات فلا مجال لكل هذه الشكوك’. واكد ان مستقبل تركيا مشرق ومنفتح والشعب التركي يتطور بسبب ما تم تحقيقه. ويعتقد انه عندما ينظر الى تركيا كدولة مسلمة فان تحقيق كل هذه النجاحات هو قصة مهمة للعالم ومن اجل العالم، وتساءل على الرغم من كل هذا فهل اوروبا مستعدة لقبول تركيا عضوا فيها. مع انه يرى ان موقع تركيا بين اسيا واوروبا يعطيها موقعا لان تكون جسرا بين القارتين، ’فنحن في مركزهما’.وجاءت مقابلة الصحيفة لغول عشية زيارته للندن التي ستستغرق ثلاثة ايام حيث سيحل ضيفا على الملكة. واضاف غول ان ’تركيا هي جزء طبيعي من اوروبا’ مشيرا ان كون تركيا عضوا في المجلس الاوروبي والمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، وعضوا قديما في الناتو وجزءا من الثقافة والفن الاوروبي فهي على الجانب الطبيعي من اوروبا