صور وكالات أحيت حركة فتح في منطقة صور، الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، بمهرجان سياسي أقامته في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيم الرشيدية يوم أمس الجمعة. وتقدم الحشود التي غصت بها القاعة ومحيطها أمين سر حركة فتح إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، ومفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار سعد الدين حبّال، وممثلو القوى والأحزاب اللبنانية، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ووفود من القوى والفصائل الإسلامية، وقيادة حركة فتح في لبنان العسكرية والتنظيمية، حشد من المخاتير ورؤساء البلديات والمشايخ وفعاليات. وبعد الوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد ياسر عرفات، وشهداء فلسطين، وعزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلا أبو ناصر التميمي آيات من الذكر الحكيم. ثم كانت الكلمة لمفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبّال قال فيها: إن الشعب الفلسطيني تكالبت عليه الأمم وخذله الكثير، ومع ذلك بقي ثابتاً على مبادئه، رافعاً لواء الحق لإعادة فلسطين، إنه شعب لم يركع إلا لله، والمواقف تثبت ذلك وسيركع قريباً إنشاء الله في المسجد الأقصى’. مضيفاً ’هذا الشعب لا بد أن يتعلم منه جميع الأحرار في العالم، فكيف يخذله بعض إخوانه’. وطالب حبّال السياسيين اللبنانيين ’أن يراجعوا أمر بعض المراسيم والتشريعات بحق هذا الشعب، وأن يراجعوا بعض الطرق التي يعامل فيها الفلسطيني في الدوائر الرسمية والإدارات العامة’. كلمة ’م.ت.ف’ ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية إبراهيم النمر، قال فيها: ’هناك نوعية من المناضلين تكون حياتهم متداخلة مع القضية الوطنية، بحيث يصعب الفصل بينهما، فتصبح مسيرتهم انعكاساً للمسار الوطني ومحطاته لشدة انخراطهم في النضال الوطني والتزامهم بأهدافه وانتمائهم إليه وإلى قضايا شعبهم وياسر عرفات هو من هذه النوعية من المناضلين’. وخاطب النمر الشهيد ياسر عرفات قائلاً: ’الدولة الفلسطينية التي طالما تغنيت بها وانتظرتها يا أبا عمار، باتت قاب قوسين، وشعبك الذي عرفته مناضلاً صامداً وعنيداً لا يساوم على الحقوق، هو اليوم يحصد ثمار التضحيات الطويلة، وشلالات الدماء التي روت أرض فلسطين أينعت أزهاراً جميلة تزين أسوار القدس عاصمتنا الأبدية’. واعتبر النمر أن الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية حققا ’انجازاً كبيراً بعد تقديم طلب العضوية إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف الدولي بفلسطين عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، والتي كانت أولى بشائر هذا الإنجاز الحصول على عضوية كاملة في منظمة اليونسكو رغم الضغوطات الهائلة التي مورست من قبل الإدارة الأميركية على دول العالم، إلا أن العالم إنجاز إلى الحق وإلى العدالة التي طالما انتظرها شعبنا’. وأكد التمسك برفض العودة للمفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان. والتمسك الحازم بحق شعبنا في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وتطبيق حق العودة وفق القرار 194.، وضرورة مواصلة التحرك النشط للتصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ونيل اعتراف دولي بدولة فلسطين في الأمم المتحدة’. كلمة القوى والأحزاب اللبنانية ألقاها مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطا الله حمود جاء فيها: هو واحد من أوائل المناضلين الذين أطلقوا الرصاصة الأولى في كانون الثاني العام 1965 .… إعلاناً وإيذاناً بثورة الشعب الفلسطيني. هو قائد من أفذاذ القادة وأجرؤهم، قاد أطول ثورة في التاريخ المعاصر بعزيمة الفرسان وصلابة الأبطال’. وأضاف: ’هو معلم دق بعنف أبواب الحرية والاستقلال وعلم الأجيال دروب النضال في الثورة والانتفاضة والمقاومة وفصول القتال والشهادة. هو شهيد رفض الذل والاستسلام ولم يرضخ للتهديد والوعيد والحصار ليفوز بشهادة الأحرار. هو من رفع غصن الزيتون والبندقية وقالها بالفم الملآن للعالم عامة: لا تُسقِطوا غصن الزيتون من يدي…أسقطوا غصن الزيتون… وارتحل القائد شهيداً تحت الحصار وبقيت البندقية… وأشار حمود أن الكثيرين ’اتفقوا في التجربة السياسية مع الشهيد القائد فيما اختلف معه الكثيرون حول الخيارات إلا أن أحداً لا يستطيع إلا أن يقف بإكبار وتقدير أمام صموده الأسطوري في مواجهة الحصار الإسرائيلي ولم يرضخ ولم يستسلم ولم يقدم التنازلات وارتضى لنفسه الحصار الظالم أمام مرأى العالم بأكمله حتى سقط شهيدا’… وختم حمود قائلاً: ’الثورة الفلسطينية التي قادها الشهيد ياسر عرفات، هي أم الثورات العربية المستحدثة وهي بوصلة الثورات…فلا شرعية لثورة أبداً… إلا إذا كانت أَلفها فلسطين…ويائها… فلسطين… وقلبها فلسطين.. وهدفها فلسطين أولاً وآخراً في الإستراتيجية وفي التكتيك، في السر وفي العلن ودعم القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال. أمين سر إقليم حركة فتح في لبنان رفعت شناعة قال في كلمة الحركة: ’ياسر عرفات الذي استطاع أن يضع من النكبة ثورة ومن اللجوء هوية وكياناً. قاد المسيرة عبر نصف قرن وما زلنا نحمل الراية وعندما غادر ورحل وضعنا أيدينا على قلوبنا خوفاً. ولكلننا وجدنا الرئيس محمود عباس يقول أنا لست ياسر عرفات ولكن أعدكم أن أحافظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وثوابت ياسر عرفات وصايا واجبة التطبيق’. واعتبر شناعة أنه ’اليوم ومن خلال قيادتنا التي استطاعت أن تتجاوز العقبات نرسم إستراتيجية جديدة في الواقع الفلسطيني والعمل الدبلوماسي، نحن اليوم نغادر الواقع السابق إلى واقع آخر نتعلم مما سبق’. مذكراً بتصريح للناطق الرسمي لحركة فتح نبيل أبو ردينه حين قال إن ’القرار الفلسطيني المتوقع سيغير وجه المنطقة والشرق الأوسط وإن السلطة الوطنية بصدد اتخاذ قرارات خطيرة ومهمة، إذا ما استمرت إسرائيل في استيطانها. لهذا الكلام أبعاده المهمة في رسم الإستراتيجية التي بدأت حقيقة بوقف المفاوضات التي أرادتها إسرائيل عبثية لخدمة مصالحها وإستمرار الاستيطان والتهويد’. مضيفاً: ’من هنا بدأت المعركة تأخذ كل أبعادها وحدَّد الرئيس أنه لا مفاوضات إلا بالضوابط التي نضعها نحن، لا مفاوضات دون مرجعية دولية ودون وقف الاستيطان، ودون سقف زمني، ولا مفاوضات وهناك أسرى في السجون الإسرائيلية’. كما ذكر بتصريح وزير خارجية إسرائيل ليبرمان عندما قال: إن الرئيس أبو مازن عقبة في طريق السلام ولا بد من إزاحته، الأمر الذي اعتبره شناعة تهديد للسلم العالمي واستمرار للنهج الإسرائيلي عندما قالت إسرائيل: إن ياسر عرفات ليس شريكاً ثم بدأ بحصاره. وقال شناعة: نحن اليوم نواجه التحدي الإسرائيلي الأميركي، ونعتبر أن الإنجاز الآخر في الجمعية البرلمانية الأوروبية عندما قررت الاعتراف بدولة فلسطين عضواً فيها. والإنجاز الثالث هو حصول فلسطين على عضوية اليونسكو عندما وافقت 107 دول مقابل 14 دولة، لصالح الدولة الفلسطينية وجن جنون الكونغرس الأميركي وأخذ قرار بوقف الأموال ظناً منه أنه يقايض. وأضاف: مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية عضواً فإنها تعترف بأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض، وله جذور فيها، هذا التراث الديني هو صاحبه وأصبح لزاماً على اليونسكو أن تحمي هذه المؤسسات. لذلك إسرائيل أصبحت في مواجهة العالم بعد أن مضى سنوات وإسرائيل تهوِّد وتدمر. وأتابع شناعة: ’أعلن التفافنا الكامل حول سيادة الرئيس أبو مازن وهو يتعرض للتهديدات والخطر بالاغتيال، ونقول إن شعبنا الفلسطيني الذي كان وفياً للشهيد ياسر عرفات هو اليوم وفي للرئيس أبو مازن الذي يقود هذه المرحلة’. واستطرد: نحن جادون بتصعيد مقاومتنا الشعبية في فلسطين إلى جانب إخوتنا في فصائل منظمة التحرير لمواجهة التهديدات الإسرائيلية وإقامة دولتنا الفلسطينية. جادون بإقامة علاقات موضوعية وجادة مع الدولة اللبنانية التي بدأت علاقات دافئة قائمة على أصول من التفاهم بين الرئاسة بما يخدم السيادة اللبنانية وبما يخدم امن المخيمات والحوار اللبناني حتى تستطيع أن تكون جزءاً من السلم الأهلي اللبناني، مستمرون في النضال من اجل الحقوق المدنية والإنسانية لان هذا الحق لا يجوز أن لا يعطى للإنسان الفلسطيني الذي بنى وعمر في لبنان على مر ستة عقود من الزمن. وناشد شناعة مؤسسة الشهيد ياسر عرفات أن تضع على جدول الأعمال المطالبة بمن قتل ياسر عرفات هذا حق نرفض التنازل عنه وآن الآوان بعد سبع سنوات أن نعرف من الذي قتل ياسر عرفات.