خبر : بحث اسرائيلي: التدخل الاجنبي في سورية لن يحدث بسبب ضعف امريكا واستحالة تشكيل ائتلاف دولي لاسقاط الاسد

السبت 12 نوفمبر 2011 01:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بحث اسرائيلي: التدخل الاجنبي في سورية لن يحدث بسبب ضعف امريكا واستحالة تشكيل ائتلاف دولي لاسقاط الاسد



القدس المحتلة سما  قالت دراسة استراتيجية اسرائيلية اعدها ثلاثة من كبار الباحثين في مركز ابحاث الامن القومي في مدينة تل ابيب انه في السنوات القريبة، عندما ستُواجه الدولة العبرية حالات حرجة لاتخاذ قرارات في امور تتعلق بسياستها الخارجية او بمصالحها الاستراتيجية، فانها ستجد نفسها امام واقع جديد ومعقد ومركب بصورة لم تتعود عليها في العقود الاخيرة، وذلك نتيجة لعوامل ثلاثة وقعت في المنطقة: الثورات العربية، المعروفة باسم الربيع العربي، الانهيار الكامل لعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وافول دور الولايات المتحدة وتاثيرها في الشرق الاوسط، ذلك ان الاحداث المذكورة، كلٌ على حدة، او مجتمعة، ستؤدي لانتاج نزاعات جديدة ومعقدة، ومن ناحية اخرى ستؤثر سلبًا على حل النزاعات القائمة، لا بل بالعكس فان هذه التطورات ستؤجج الصراعات، وتُحولها الى صراعات طويلة وصعبة الحل، على حد تعبير الدراسة الاسرائيلية.وفي تطرقها للثورات التي نجحت الى حد ما في دول عربية، اكدت الدراسة، على انه من المحتمل جدا وبسبب ضعف الانظمة ان يُفتح الباب على مصراعيه امام قوى لم تُساهم ولم تُشارك في الثورات لاستغلال الوضع والوصول الى سدة الحكم، وخلق اجندة جديدة، وهذه الاجندة، بحسب معدي الدراسة، هي اسلامية، اي ان القوى الاسلامية هي التي ستتمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في الدول العربية التي مرت في عملية الاحتجاجات، وعلى كل الاحوال، اضافت، فان الشرق الاوسط ات على فترة طويلة من عدم الاستقرار، مشيرة الى ان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية قد تدفع صناع القرار الى اتخاذ قرارات تتماشى مع ارادة الجماهير، وصرف انظارها عن الاوضاع الصعبة، وتحويل الغضب العارم للجماهير الى الاعداء، وفي مقدمتهم اسرائيل، ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية، كدولة عظمى، تسير من الموقف الضعيف الى الاضعف ومشغولة جدًا في حل مشاكلها الداخلية، ما يعني، وفق الدراسة، انه لا توجد اليوم دولة في العالم قادرة على لعب دور الشرطي في المنطقة، وبالتالي لا توجد قوة عالمية قادرة على تثبيت الامن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي فان الدول العربية ستجد نفسها مضطرة الى معالجة الازمات لوحدها، ومن الصعب التنبؤ الى اين سيؤول هذا الوضع الخطر.وقالت الدراسة ايضًا ان تعامل الغرب مع العالم العربي على مدى سنوات طويلة بازدراء واحتقار زاد من مشاعر الاحتقان لدى الشعوب العربية، وهذا العامل كان مركزيًا في اندلاع الثورات في العالم العربي.علاوة على ذلك، اضافت الدراسة، ان قدرة التدخل العسكري الخارجي في تحديد مصير النظام الحاكم باتت محدودة، صحيح، قالت الدراسة، ان نظام العقيد القذافي سقط بعد التدخل لحلف شمال الاطلسي، ولكن الطريق الى الاستقرار في ليبيا ما زالت بعيدة، كما اكدت الدراسة على ان الفرضية القائلة ان التدخل الاجنبي من شأنه ان يحل الازمة في سورية لا تستند الى الواقع، ذلك انه من الناحية العملية، فانه من المستحيل ترتيب ائتلاف دولي من اجل عملية عسكرية لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. وتطرقت الدراسة الى الوضع الذي وصلت اليه العلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مؤكدة على ان العملية السلمية بين الطرفين انهارت كليًا ووصلت الى طريق مسدود، وبات الطرفان في منافسة شديدة بحيث ان سياسة كل طرف تعمل على منع الطرف الثاني من احراز انجازات سياسية او غيرها، حتى ولو ادت هذه السياسة الى المس بمصالحهما، وبسبب ذلك وصلت العلاقات بينهما الى طريق مسدود، فالسلطة لن تتقدم نحو الحصول على اعتراف اممي بدولة فلسطين في حدود ما قبل عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، وبالمقابل اسرائيل لن تتقدم خطوة واحدة في تحقيق مطلبها بان يعترف بها العالم بانها دولة يهودية، وشددت الدراسة على انه طالما استمر الوضع الحالي فان الضغوط الدولية لاعادة الطرفين الى مائدة المفاوضات لن تنجح، ولن تؤدي الى توصلهما لاتفاق سلام بينهما، كما شددت على ان تدويل القضية الفلسطينية والتوجه للامم المتحدة هو نتيجة مباشرة للضعف الامريكي وعدم قدرة الولايات المتحدة على الزام الاسرائيليين والفلسطينيين باجراء مفاوضات بينهما.بناءً على الطريق المسدود ومع الاخذ بعين الاعتبار تجارب الماضي والربيع العربي، اوضحت الدراسة، تؤكد بصورة قاطعة بان الصدامات بين المتظاهرين السلميين الفلسطينيين وبين قوى الامن الاسرائيلية اصبحت قصيرة جدا، كما ان القطيعة التامة بينهما وافول التاثير الامريكي سيؤديان لا محال الى صعوبة تهدئة الامور في حال اندلاعها، على حد تعبير الدراسة. بالاضافة الى ذلك، اشارت الدراسة الى ان التصريحات الاسرائيلية بأن الدولة العبرية بدات تبحث عن حلفاء جدد، على ضوء ضعف الامريكيين، اججت الخلافات العميقة القائمة بين تل ابيب وواشنطن، مشددةً على ان هذه الخلافات ستتأجج اكثر في حال انتخاب اوباما لفترة ولاية ثانية.ورأى معدو الدراسة انه اذا كان الشرق الاوسط بقيادة مصرية، بصفتها دولة قوية مثل ايران وتركيا، سيكون احسن بكثير من وضع تكون فيه المنطقة تقاد من قبل ايران او تركيا او الاثنتين معًا، ولاحظت الدراسة ايضًا التحول الجاري في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، اذ ان الرياض تصرفت بحزم ضد القوى التي تعمل وفق المصالح الايرانية، كما فعلت في البحرين، وانها ستواصل العمل بكل قوتها من اجل صد التأثير الايراني في الدول العربية المختلفة.وحذرت الدراسة من ان تتحول اسرائيل الى بؤرة مركزية امام الشعوب العربية للتعبير عن الضائقة والاستياء من الوضع الداخلي، وسيطفو هذا السيناريو بقوة في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الدولة العبرية والفلسطينيين في قطاع غزة، وبالتالي فان هذا الامر سيزيد من حدة التحديات الامنية امام اسرائيل على جبهات اخرى، وهذه الامور ستحدث على وقع ازدياد العزلة الدولية لاسرائيل على خلفية اتهام العالم لها بانها دولة رافضة للسلام، على حد قول الدراسة.