خبر : يا للعار – رئيس في السجن../ اسرائيل اليوم

الجمعة 11 نوفمبر 2011 06:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
يا للعار – رئيس في السجن../ اسرائيل اليوم



              في التاسعة صباحا من يوم أمس كان موشيه قصاب لا يزال يأمل. دخل بخطوات واثقة الى القاعة ج في المحكمة العليا، تعانق مع مقربيه، وتصافح. "موشيه"، شجعه صديق قبل القرار الحاسم، "كل شيء سيكون على ما يرام، نحن معك". بعد ساعة من ذلك، تبدد الخطو الواثق الى نحو عدو، والابتسامات المتوترة استبدلت بالدموع. فقد رد القضاة الاستئناف الذي رفعه قصاب ضد ادانته بالاغتصاب وبجرائم الجنس، وعندما خرج من قاعة المحكمة، كانت هذه الخطى الاولى للرئيس السابق نحو السجن.             "حزن عميق يحل بدولة اسرائيل إذ يتقرر بان من كان وزيرا في الحكومة، نائبا لرئيس الوزراء ورئيسا للدولة ارتكب افعالا كهذه. مشهد صعب للغاية هو رؤية من شكل رمزا رسميا في الدولة يدخل السجن"، أنهى قضاة المحكمة العليا – مريم ناؤور، عدنا اربيل وسليم جبران – القرار الدراماتيكي الذي ردوا فيه بالاجماع الاستئناف وبعثوا بقصاب الى سبع سنوات سجن خلف القضبان. العقوبة سيبدأ الرئيس بقضائها في 7 كانون الاول.             على مدى ساعة، لعلها كانت هذه هي الاطول في حياته، جلس قصاب في الصف الثاني من القاعة – اخوه وابنه الى جانبه، وعقيلته تبرز بغيابها – واستمع للقضاة الذين تلوا حسب الدور اجزاء من القرار.             وقضت المحكمة العليا بانها لم تجد مبررا للتدخل في قرار المحكمة المركزية في تل ابيب التي ادانت قصاب بفعلي اغتصاب وفعل شائن بالقوة بحق "أ" من وزارة السياحة في فندق في القدس وفي مكتب الوزير في تل أبيب، بفعل شائن وبتحرش جنسي بـ "ل" وبتحرش جنسي لـ "هـ"، اللتين عملتا في مقر الرئيس.             بوجه متحجر وبعينين ذليلتين سمع قصاب قرار القضاة بانه مذنب بالاغتصاب، حافظ على ضبط النفس حتى عندما قضى القضاة بانهم يصدقون رواية "أ"، مديرة مكتبه السابقة في وزارة السياحة، ولم يعقب حتى عندما وصف القضاة شهادته بانها "غير مصداقة على نحو ظاهر"، ردوا ادعاء الغيبة الذي قدمه وقضوا بانه امسك متلبسا بعدم قول الحقيقة.             وأبدى القضاة حساسية تجاه حالته الشخصية في ظل المحاكمة. "حياته الشخصية والمهنية تحطمت عندما سقط من اعلى مستوى الى أسفل درك، سقوط أليم وقاس للغاية"، كتبوا وذكروا احساسه بان "وسائل الاعلام تعاقبه دون رحمة وان الشعب كله قام ضده وهو ينشيء له عود شنق في ميدان المدينة". ومع ذلك شدد القضاة على أن "بالذات شخصية عامة على هذا المستوى العالي – جدير بان يكون قدوة لمرؤوسيه ومرؤوساته".             عندما انفجر الرئيس             كما كتب القضاة بان "جريمة الاغتصاب تدنس كرامة الانسان وتهينه. فهي تمس بروحه مسا شديدا لا يكون له شفاء احيانا. خطورة الجريمة ترتفع في درجتها عند تنفيذها في ظل استغلال علاقة الامرة، وذلك لان الامرة هي التي تعطي المتهم الفرصة السهلة لتنفيذ مأربه حيال مرؤوسيه، والذين بطبيعة الاحوال يكونون في وضعية المستضعف".             وعندما جاءت تلاوة القرار الى منتهاها نظر قصاب الى سقف القاعة وبدأ يبكي. في هذه اللحظة لم يعد يستطيع تحمل الموقف وانفجر محتجا على ما قاله القاضي جبران الذي ذكر بان قصاب تحدث عن القضية في وسائل الاعلام.             فقد تلا القاضي جبران بان "قصاب شهر بالمشتكيات، أهانهن، انتقدهن بشدة وخرج في حملة تشهير وهجوم مضاد في استديوهات التلفزيون. هذا يؤسفنا ألا يكون المستأنف نفذ الافعال المنسوبة اليه فقط بل واختار ان يواصل اهانة المشتكيات، الاستخفاف بمشاعرهن والمس بكرامتهن". فصرخ الرئيس السابق: "لم يسبق أن اجريت معي مقابلات في التلفزيون".             لم يقل شيئا أكثر من هذا، على الاقل ليس ما كان يستهدف آذان الجميع. وما أن اوضح القضاة بان عقوبة السجن لسبع سنوات بقيت على حالها، حتى تحفز قصاب بالخروج من القاعة، يشق طريقه بين الميكروفونات والكاميرات، يدخل الى سيارته ويعود الى بيته في كريات ملاخ.