في ذروة اسبوع برزت فيه مسألة الهجوم في ايران في مركز النقاش الجماهيري، هاجم أمس وزراء الثمانية الانشغال الاعلامي في الموضوع ووصفوه بكلمات "تسيب" و"عدم مسؤولية وطنية". ولكن في نفس الوقت بالضبط، أطلقت الحكومة نفسها وابلا من البيانات الرسمية وصور قتالية تلمح باستعداد حثيث لهجوم خلف البحر. الواحد تلو الآخر تحدث أمس الوزراء الكبار تنديدا بالنقاش الجماهيري عن امكانية هجوم في ايران. "حق الجمهور في المعرفة ليس حقا للجمهور في الانتحار"، قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، "اذا كنتم تريدون الوصول الى الفوضى هناك طرق أكثر نجاعة، أما مجرد الحديث عن هذه الامكانية فهو زائد لا داعي له". وصرح وزير المالية يوفال شتاينيتس بأن النقاش العلني هو "تسيب لم يشهد له مثيل منذ قيام الدولة"، ودعا الى معاقبة المسربين من مداولات الحكومة في هذا الشأن. وانضم الوزير بني بيغن هو الآخر الى المنتقدين فقال "الناس ثرثروا وألحقوا بدولة اسرائيل ضررا جما من الصعب تقدير حجمه في هذه اللحظة". يبكون، ويطلقون النار ولكن في نفس الوقت بالضبط عمل جهاز الامن بالذات كي يدفع الى الأمام النقاش الجماهيري في المسألة. وفي ساعات الصباح أُجريت في قاعدة سلاح الجو في البالماخيم تجربة اطلاق صاروخ بالستي – في وضح النهار، وأمام ناظر عشرات آلاف سكان المنطقة الذين فزع بعضهم لمشهد الصاروخ يشق عنان السماء. نتائج الصاروخ كانت مثيرة للانطباع، وعُلم أنها فُحصت لاول مرة عناصر جديدة. "هذه خطوة هامة في تقدم اسرائيل في مجال الصواريخ والفضاء"، جاء في بيان نشره وزير الدفاع اهود باراك. وتحدثت مصادر اجنبية بصيغ أكثر وضوحا وادعت بأن هذه تجربة لصاروخ ارض – ارض "يريحو 3"، القادر على حمل سلاح نووي. وحسب تلك المنشورات يصل مدى الصاروخ الى 3000 – 7000 كم. وبشكل رسمي، لم يسبق لاسرائيل أن أكدت ان لديها صواريخ كهذه، ولكن التجربة تشكل اشارة واضحة الى ايران حول قدراتها العسكرية – وليس فقط من خلال الطائرات القتالية. ولكن الطائرات القتالية هي الاخرى صعدت أمس الى النقاش في سياق المسألة الايرانية. فبعد أقل من ثلاث ساعات من البيان عن تجربة الصاروخ في البالماخيم، كشف الجيش الاسرائيلي النقاب عن أنه انتهت في نهاية الاسبوع الماضي في سردينيا في ايطاليا مناورة لثلاثة أسراب من طائرات اف 16 لسلاح الجو – ركزت على الهجوم على أهداف بعيدة المدى، التزود بالوقود في الجو، التصدي لصواريخ ارض – جو والتعاون مع اسلحة جو اخرى. وفي أسراب الطائرات أنهوا المناورة بنجاح. "نحن ملزمون بأن نتدرب في اماكن غير معروفة، والتدريب أعطانا موضع انطلاق ممتاز"، قال المقدم ي. قائد السرب. "نحن نتدرب على سيناريوهات بعيدة المدى ونستعد لكل الاحداث". نائب قائد السرب القتالي من قاعدة رمات دافيد، الرائد ش. أضاف يقول: "هذه لحظة التصدي لغير المعروف، اذا ما اضطررنا الى العمل أو الى تنفيذ عمليات في اماكن غريبة أو خارج المكان المعروف لنا". يقصدون الداخل والخارج القرب الزمني بين التجربة والبيان عن المناورة الجوية يمكن ان يكون نتيجة الصدفة، أو أحبولة اعلامية ترمي الى اضافة الزيت الى شعلة النقاش الجماهيري عن الهجوم في ايران. ويحتمل حتى ان يكون الفزع موجه بالذات الى الأسرة الدولية عشية رفع تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية في موضوع البرنامج النووي الايراني. في مكتب رئيس الوزراء ادعوا أمس بأنه لا توجد أي صلة بين المداولات في الحكومة وفي وسائل الاعلام عن مسألة الهجوم وبين استعدادات جهاز الامن. تجربة الصاروخ تقررت قبل اشهر عديدة، وعمليا، تأجلت عدة مرات لاسباب فنية. كما ان المناورة الجوية كانت قد تقررت قبل ثمانية اشهر. ومع ذلك، لا ريب ان جملة البيانات أمس تشكل اشارة من جهاز الامن الى الأسرة الدولية والى ايران بأنه يحث بناء ذراعه الاستراتيجي.والى ذلك، فان رئيس الاركان الايراني ايضا، الجنرال حسن بيروزابدي، عقب أمس لاول مرة على المناقشات في هجوم اسرائيلي محتمل وقال ان ايران "ستعاقِب" اسرائيل والولايات المتحدة على كل خطوة كهذه