القدس المحتلة / سما / وجه مصدر سياسي رفيع المستوى في اسرائيل اليوم الخميس ، انتقاداً لاذعة لوزير الجيش ايهود باراك على تصريحاته الاخيرة حول عزم اسرائيل شن عملية عسكرية على ايران، كاشفاً، " أن حقيقة الامر هي أن باراك لا يريد ضرب ايران وإنما يستخدم هذه الورقة من أجل التلاعب برئيس الحكومة ومن حوله من أجل بقائه في منصبه الحالي لفترة أطول لانه بدون هذا الامر لا فائدة من وجوده". وذكرت صحيفة يديعوت احرنوت، التي نشرت تصريحات المسؤول ، أن النقاش العام الذي طفى على السطح في الاسبوع الماضي حول احتمال توجيه ضربة عسكرية الى ايران أدى الى حدوث انتقاد لم يسبق له مثيل من قبل جهات سياسية رفيعة المستوى في الحكومة الاسرائيلية ضد وزير الجيش الاسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن المسؤول السياسي الذي رفض الكشف عن أسمه ووصفته بأحد الضاعلين المباشرين بالموضوع الايراني، "ان باراك أبرز هذا الموضوع بطريقة غير لائقة وتفتقد الى المسؤولية والتي من شأنها ان تمس بأمن اسرائيل". وأضاف المسؤول، "أن باراك تعمد في الاونة الاخيرة من خلال حديثه الى الصحافة ان يقنع الرآي العام بأن توجيه ضربة عسكرية الى إيران هي خطوة على الطريق الصحيح، الامر الذي سيدخل ليس فقط إسرائيل في دومة هستيريا وإنما الشرق الاوسط بأسره". وواصل المصدر بقوله، "لو أن باراك كان معنياً فعلاً بضرب إيران لما صرح بذلك علناً أمام وسائل الاعلام لا سيما وان القضية في غاية الحساسية والخطورة، ومثل هذه الامور تعتبر في غاية السرية ويجب أن تكون محظورة ضمن نطاق ضيف بين صانعي القرار". وخلُص بالقول، "في الحقيقة انه ليس من المنطق ولا من طابع المسؤولية ان يتصرف وزير الجيش في اسرائيل بهذا الشكل، وأن يشرك الصحافة وغيرهم في هذه الدائرة المقلصة، وفي المقابل يؤيد القيام بعملية عسكرية ضد ايران". وفي ذات الشأن، اتهم "بوغي يعلون" نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، "مائير دغان" رئيس جهاز الموساد المنصرف، وحمله المسؤولية الكاملة عن التسريبات الاعلامية التي ملئت وسائل الاعلام في هذه الايام حول الموضوع الايراني. وقال يعلون في مقابلة مع صحيفة إسرائيل اليوم، "هو يريد (داغان) أن يقنع الجميع بموقفه من خلال التسريب إلى وسائل إعلام ويحاول إستئناف النقاش العام على أساس معلومات جُزئية". وأضاف نائب رئيس الحكومة، "لقد شرع داغان منذ البداية في هذا الامر بشكل غير قانوني، وبصفته رئيس سابق للموساد ووقع على ورقة تعهدات للحفاظ على أسرار (الدولة)، وكان لديه فرصة لان يبدي رايه بشكل قانوني وليس من منطق إثارة نقاشات وقضايا كان من المفترض ان تبقى في نطاق الغرف المفلقة". وأكد يعلون ، "انه ليس من الصحيح ان تُرى مثل هذه العناوين على صدر الصفحات الرئيسية للصحف، لان القارئ لايستطيع الحكم على الامور من خلال ذلك، وعليه فان مثل هذا الامر يجب ان يترك للاماكن المناسبه لها". وختم بقوله، "أن مثل هذه النقاشات الفاقدة للمسؤولية تجعل الحكومة تفقد السيطرة على سياستها بسبب تصرفات شخص معين يريد من وراء ذلك ان يقنع الجميع بارائه ومواقفه من خلال نسريب المعلومات الى الاعلام".